اسباب اضطراب الهوية الجندرية
اضطراب الهوية الجندرية هو مرضًا وتشخيصًا يطلقه الأطباء على الأفراد الذين لديهم حالة من عدم الارتياح حول جنسهم الأصلي الذين ولدوا به، ويقوموا بالعيش على أنهم تابعين للجنس الآخر ويقلدونه في كل شيء، وتم تصنيف هذا المرض على أنه ضمن قائمة الأمراض النفسية، على الرغم من أن العديد من الدراسات التي أقيمت حول هذا الاضطراب أثبتت أن الأسباب الخفية وراءه هي أسباب بيولوجية مثل التركيبة الجينية للإنسان والبنية الدماغية له، والتي تتعلق بصورة واضحة بالتأثيرات الهرمونية على الدماغ أثناء فترة ما قبل الولادة.
أسباب اضطراب الهوية الجندرية
السبب الرئيسي وراء اضطراب الهوية الجندرية لا يزال غير معروف تماما حتى الآن، ولكن ما توصل إليه الأطباء هو توقعات وتخمينات حول أسباب هذا المرض. يطلق عليه المصطلح “ديسفوريا”، ويشير إلى الاضطراب وعدم الرضا عن الهوية الشخصية، وبالتالي يقوم الشخص بتغيير هويته والتعايش مع هوية مغايرة لهويته الأصلية. يشعر الشخص بعدم الانتماء لنوعه الجنسي وهويته الجسدية، ويعتبر نفسه جزءا من جسد آخر وليس جسده الحالي. على الرغم من عدم اعتراف البعض بصحة هذا المرض، إلا أنه موجود لدى العديد من الأفراد، ولا يقتصر على فئات محددة أو حالات نادرة، بل يصيب العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار والجنسين.
يمكن أن يكون لتغير التأثيرات الهرمونية والهرمونات الموجودة في الرحم أثناء فترة الحمل دور كبير في الإصابة بضعف الهوية الجندرية، ويمكن ملاحظة ذلك في سن مبكرة حيث يكون الاهتمام المشترك بين الجنسين واضحا في الفترة بين 2 و 4 سنوات. وفي حالة ملاحظة أي تغييرات من الآباء، يجب اتخاذ الحذر والاستجابة السريعة لإجراء التغييرات لعلاجها بسرعة، حيث إذا كان الأطفال يعانون من ضعف الهوية الجندرية فسيبقون متأثرين بها في فترة المراهقة.
تصرفات مريض اضطراب الهوية الجندرية
يتميز مرضى اضطراب الهوية الجندرية بظهور سلوكيات غريبة، ومنها أن يكونوا ذكورا بيولوجيا ويذهبون للطبيب وهم يرتدون ملابس نسائية من النوع المتحرر، لأن هذا يساعد على إظهار هويتهم الأنثوية التي يرونها مخفية بسبب جنسهم البيولوجي.
يعتقد المريض الذكر أنه عند استخدام الكثير من مستحضرات التجميل وارتداء الملابس الأنثوية وزيارة الطبيب، يمكنه إخفاء جنسه الأصلي. ومع ذلك، يتغلب عليه الهوية النفسية التي يعيشها، لكن المجتمع يرفضه ولا يقبل سلوكه. وهذا هو السبب في وجود اضطراب يحتاج إلى علاج فوري للتخلص منه، حيث يسبب الاكتئاب والقلق وأمراض نفسية أخرى.
علاج اضطراب الهوية الجندرية
عندما تكتشف الأسرة إصابة الطفل منذ الصغر بمرض اضطراب الهوية الجندرية فإن الطبيب يحتاج في بداية الأمر إلى استشارة أسرة الطفل ومحاولة معرفة التاريخ المرضي الكامل له إن وجد، قبل أن يبدأ في إتخاذ أي مرحلة من مراحل العلاج، فالطبيب هو الذي يُحدد أيضًا إذا كان العلاج سيتم بصورة فردية للمريض أو بصورة جماعية في حالة الأزواج البالغين، ويكون هذا بعد أن يتم إعادة تعيين الجنس بالجراحة والقيام بعمل علاج مستمر لاضطرابات الهرمونات.
قد ينجح علاج الهرمونات في حل مشاكل الهوية لدى بعض الأفراد، ولكن لدى الآخرين قد تستمر مشاكل الهوية حتى بعد العلاج، فالبعض يظلوا في معاناتهم من خلل في الجسد، وهم بذلك يحتاجون إلى طرق أكثر فعالية لنجاح العلاج، تشمل العلاج النفسي والجراحي والهرموني مع بعضهم البعض، فالعلاج النفسي يكون في الكثير من الأحيان مفيد للغاية في تحقيق الاكتشاف والنضج بين الأشخاص ويصل بهم إلى درجة من الراحة النفسية تجعلهم يتقبلون العلاج، ويبقى في نهاية الأمر التشخيص المبكر للاضطراب من أهم الأسباب وراء نجاح وسرعة العلاج له.