اركان الاسلام والايمان والاحسان
إن الدين الإسلامي الحنيف، دين عظيم مبني على منهج قويم، وقواعد إذ أتبعها المسلم، نال رضا الله وحصل على الجنة، التي هي أمنية كل إنسان مؤمن بالله، فهي المتاع الدائم، والهدف السامي، وخير القواعد وأهمها هي أركان الإسلام، ورغم أن أركان الإسلام خمس فقط، بل إنهم منظمين للحياة إلى يوم تقوم فيه الساعة، وتبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء، كما أن هناك أركان خاصة بالأيمان وهي الدرجة الأعلى من الإسلام، وأركان خاصة بالإحسان
اركان الاسلام
تختلف أركان الإسلام عن أركان الإيمان وأركان الإحسان، حيث يتساءل الكثيرون عن ماهية أركان الإسلام وما الفرق بينها وبين أركان الإيمان. الإجابة هي
تتضمن أركان الإسلام الصوم والصلاة والزكاة والشهادة على التوحيد وحج البيت إذا استطاع الشخص ذلك
- الشهادتين: الركائز الأساسية للإسلام هي الإعلان الصحيح عن الإسلام والإقرار الواضح بتوحيد الله تعالى والشهادة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله، وجملة الشهادتين هي شرط دخول الجنة ولا يدخلها أحد إلا بإقرارها.
- الصلاة: ليس هناك مسلم إلا ويجب عليه أن يؤدي الصلاة، وهي واحدة من أركان الإسلام الخمسة. لها شروط بسيطة تتضمن الطهارة والخشوع، وتتضمن قراءة سور من القرآن الكريم والركوع والدعاء لله بما يتمناه المسلم. إنها علاقة خاصة تربط بين العبد وربه، وعدد الركعات يختلف بحسب الفرض الواجب، فالفجر اثنتان، والظهر أربع، والعصر أربع، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع.
- الزكاة: العطاء هو قيمة عظيمة في الإسلام، وفرض الله الزكاة لتحقيق التكامل الاجتماعي، وهو أيضًا سبيل لتنقية النفس والمال، والزكاة هي فريضة من فرائض الله عز وجل ومعروفة، وتتضمن زكاة الفطر وزكاة المال السنوية، ويجب على كل مسلم أدائها.
- الصوم: الصوم هو أحد أركان الإسلام المعروفة، ويعني الامتناع التام عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها. يفرض الصيام في شهر رمضان المبارك. الصيام يكفر الذنوب ويهذب السلوك ويعلم الصبر ويعيش الغني تجربة الفقير. فيه تتكاثر الصلات الرحم والتصدق والإحسان. المؤمن يبذل قصارى جهده للتقرب لله.
- الحج: الحج هو الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ومع ذلك، فهو مشروط بأن يستطيع الفرد الوصول إليه، ولا يوجد حرج على من لا يستطيع الوصول إليه، وتتضمن فريضة الحج الطواف ويوم عرفة والتشريقوالتروية والرجم، ويعد الحج وسيلة للتقرُّب من الله، وإسعاد النفس، والتخلص من الأذى والذنوب.
أركان الإيمان
أما فيما يتعلق بأركان الإيمان، فهي مختلفة عن أركان الإسلام، وربما يجهل الكثيرون أركان الإيمان ولا يولونها اهتمامًا، ولكنها في الواقع تمثل أمرًا مهمًا للغاية، فالإيمان هو الدرجة الأعلى من الإسلام، وعلى الرغم من أن كل مؤمن مسلم، إلا أن ليس كل مسلم مؤمن،
- يتم ذكر أركان الإيمان بوضوح في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: `آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله`. إن الله تعالى ركز الإيمان في تلك الأمور، وهي الإيمان بالله والتصديق بكتبه السماوية وملائكته ورسله جميعا.
- تأتي الآية المباركة (2177) لتؤكد على أن البر ليس في توجه وجوهكم قبل المشرق والمغرب، بل البر هو في إيمان المؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين. صدق الله العظيم. وبهذا المنزل العالي، يأتي المؤمن ليصدق هذه الآية الأولى ويؤكدها، والتي تتعلق بإيمانه بالله واليوم الآخر وهي الب.
- وركائز الإيمان أولها الإيمان بالله: الإيمان بالله هو التصديق الكامل والثابت على وجود الله عز وجل، والاعتراف بأنه خالق الكون ومالك الروح. والإيمان بربوبيته عز وجل، فالتصديق بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا هو أمر هام في الإيمان والتوحيد، بأنه الواحد الأحد الفرد الذي لا شريك له ولا ولد له، ولا يوجد خلق لله سواه. إنه المحيي والمميت، وهو القادر على كل شيء. والإيمان بأنه الرازق، وهو المعز والمذل، وأمره لا يتغير.
- التوحيد بالله، ويقصد به هنا الخشوع لله والخوف منه، والتقرب له بالدعاء والتمني، فصلة العبد بربه مفتوحه ومرهونة بعمل العبد، فالله لا يغلق بابه، من طرقه وجده، سميع مجيب، كنا أن التوكل على الله والاستعانة به في قضاء الحوائج، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، واللجوء له في الكرب والرجاء منه في الحاجة، والشكر له في الرخاء من أهم علامات التوحيد بالله.
- الإيمان بملائكته: الملائكة هم خلق نورهم الله تعالى ليكونوا مطيعين ومسبحين له. يسبحون الله ويطيعونه ولا يعصونه. لكل ملاك دور وظيفي محدد، فبعضهم حراس الجنة والنار، وبعضهم يحملون عرش الرحمن، وبعضهم ينفخون في الصور، وبعضهم ينزل بالوحي، وبعضهم ملك الموت وملائكة الحساب. لكل ملاك أسماء كثيرة سماهم الله، وأخبر بها آدم وأعطاه معرفة هذه الأسماء.
- الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله عز وجل: إن الكتب السماوية هي الكتب التي نزلت على الرسل، تحمل الأديان والعقائد، وهي التي تحكم عقيدة الإنسان وتوجهه في الحياة، وهي نظام اجتماعي واقتصادي بالإضافة إلى كونها توجيهات وتوصيات. الإيمان الكامل بها أمر واجب وغير قابل للنقاش، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: `هذا الكتاب أنزل إليك لتنذر به وليكون ذكرى للمؤمنين – فاتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون`.
- الإيمان بالرسل: فالرسل هم المكلفون بنقل الرسالة من الله لعباده، لكي يعلم كل ذي جهل بالله عنه، حيث إن الله تعالى أرسل لكل أمة من الأمم رسول يبلغ الرسالة ويؤدي الأمانة، ويعرفهم مكارم الاخلاق، بما يتناسب معهم، والرسل هم المصطفون من البشر وأدبهم ربهم، واصطفاهم على العالمين، لكي يكونوا خير هدي لله، وخير أنبياء للنساء، كما أن الله تعالى مدهم بالكثير من المعجزات، وسخر لهم العديد من الأمور لكي يصدقهم الناس، إلا أن هناك من استعصى وكفر، وهؤلاء لم يبلغوا درجة الإيمان ولا حتى الإسلام، فالدين لا يقبل برفض الرسل، الدين الإسلامي الحنيف، دين يدعم كل الأنبياء، ويعطيهم مكانتهم ويعظمهم.
- الإيمان باليوم الآخر، كل نفس في هذه الدنيا ذائقة الموت، ولكن هناك بعد الموت حساب وعقاب، وثواب، حيث إن الدنيا لم تخلق عبثاًن والله تعالى ترك لكل إنسان فرصة كاملة في الحياة لكي يفعل ما يدخله الجنة أو النار، فالإيمان بيوم الحشر أمر ضروري وشرط من شروط الإيمان، وجاءت النصوص واضحة وصريحة في هذا الأمر.
- وأخيراً الإيمان بالقدر: فالقدر محتوم، ولا راد لقضاء الله أبداً، والله تعالى قدر كل شيء في علمه قبل مجيء أي من البشر، فالله وضع مع كل إنسان قدره في الحياة، فيجب على الإنسان أن يهون على نفسه أي مصاب يصيبه بأنه قدر من عند الله، والله تعالى له العلم والمقدرة، وله كافة أمورنا نفوضه فيها، كما يجب أن يكون العبد على يقين بأن ما يفعله الله له كله خيرن فالمؤمن كل اموره خير من عند الله تعالى، والاعتراض على قدر الله من علامات الكفر والعياذ بالله من كل ضالة تؤدي للنار، ورغم اعتراض الكفار على الأقدار السيئة إلا أن لا مبدل لها، إذاً فالصبر هو دليل الإيمان.
الإحسان واركانه
إن الإحسان هو ركن واحد ويسمى الإحسان كما هو، وهو الشعور بالله وبأنه يراقب العبد، فيقوم العبد بمراقبة نفسه والإحسان لها بكفها عن الأذى وعدم الطاعة، ولا سيما أن معرفة الإنسان بأن الله يراقبه دوماً ومطلع على كافة أفعاله، ويعلم ما تخفيه نفسه وما تسره الصدور، يجعله دائماً حذر محسن لا يخطأ أخطاء كارثية، وهو أعلى درجات الإيمان.