اذاعة مدرسية عن خطر الحقد والكره
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفطره على حب الناس جميعهم، حيث جعل بداخل المشاعر الإنسانية الإيجابية، ولكنها قد تتغير لدى الكثيرين مع ما يتعرضون له من أحداث تمر بهم أثناء تعاملاتهم مع الآخرين، ولكن في كافة الأوقات يجب على المسلم أن يجعل حبه وكرهه وحقده بعيدًا عن الآخرين وألا تكون تلك المشاعر متواجدة في نفسه، لأنها تسبب العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع.
مقدمة اذاعة مدرسية عن خطر الحقد
الحمد لله العظيم الشأن، ذي القوة والجبروت والسلطان، والرحمة والستر والغفران، آثارُهُ أنارت العقول والأذهان، وآلاؤهُ عَلَّق بها القلوب والأبدان، فذلّت لخالقها العظيم، ورغبت بما عندهُ من الأجر والخير العميم، وما من شيء إلا يسبح بحمده، وما من مخلوق إلا سجد لعظمته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، وحبيبه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، يسرنا أن نبدأ سويًا إذاعة مدرسية متكاملة الاجزاء عن مخاطر الحقد والكره، آملين أن تنال إعجابكم.
قرآن كريم عن الحقد
جميع الكتب قد تقادمت.. إلا القرآن، فإنه يتجدد كل يوم، فهو غضٌ، طريٌ، مُغدِق، مورق، له حلاوة وعليه طلاوة، ويتفوق على الجميع، والآن مع الذكر الحكيم الذي لا يزيغ به الأهواء ولا يشبع منه العلماء، فمن قال به صدق، ومن حكم به عدل، يجب على الطالبة أن تتعلمه
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 109 – 112].
حديث شريف عن الحقد والحسد
نحن على يقين بصدق الله العظيم وبلوغ رسوله الكريم، ولنا وقفة لبرهة من الزمن في بستان السنة النبوية لنقتطف منها ما ينفعنا في الدنيا والآخرة، مستلهمين من سيرة النبي والتلميذة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لن تجتمع في قلب عبد مؤمن غبار السعي في سبيل الله وحسد في قلبه.` – حسنه الألباني.
كلمة اليوم عن الحقد
والآن حان موعد كلمة اليوم التي ستتحدث عن آيات قرآنية تذكر ضرورة تجنب الحقد، وتبين لنا أنها من الأشياء المكروهة والتي ينبغي تجنبها
ذم الحقد في القرآن الكريم
قال تعالى: يوجد بين الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه، وهو أشد الخصومة. وعندما يتولى الأمر، يسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.” (سورة البقرة: 204-205)
وقال سبحانه: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ [الأعراف: 43].
وقال عز وجل: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر: 47-48].
قال الطبري: (وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وَصَف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة، ما فيها من حقد وغِمْرٍ وعداوة، كان من بعضهم في الدنيا على بعض، فجعلهم في الجنة إذا أدخلوها على سُرُر متقابلين، لا يحسد بعضهم بعضًا على شيء خصَّ الله به بعضهم، وفضله من كرامته عليه، تجري من تحتهم أنهار الجنة).
وقال القرطبي: ذكر الله عز وجل فيما ينعم بهعلى أهل الجنة؛ بأنه ينزع الغل من صدورهم، والنزع هنا يعني الاستخراج، والغل يعني الحقد الكامن في الصدور، والجمع للغل هو غلال.
وقال السعدي: (وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودًا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن الله يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانًا متحابين، وإخلاء متصافين … ويخلق الله لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه).
خاتمة اذاعة الحقد والكره
نحن على وشك الانتهاء من برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم، ولكن قبل ختامه، نريد أن نقول لكم: تهانينا لكل شخص يضع رأسه على وسادته كل ليلة ويمتلك قلبًا نقيًا وخاليًا من الحقد والغل والحسد، وذلك لأن قلبه لطيف ومتسامح. وبهذا نختتم برنامجنا، ونترككم في رعاية الله وحفظه وأمنه وسلامه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.