اذاعة عن النميمة
النميمة هي واحدة من الذنوب العظيمة التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم. وهي تعتبر مرضا يساعد في تفكيك المجتمعات ونشر الحقد والكراهية. ووفقا لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النميمة هي نقل الكلام بين الناس بهدف إفساد العلاقات بينهم.
اذاعة عن النميمة
مقدمة الاذاعة
من ينشر النميمة بين الناس، سيتعرض لعذاب في قبره قبل يوم القيامة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين كان أصحابهما يتعرضان للعذاب، وكان أحدهما ينشر النميمة بين الناس، وهناك أنواع مختلفة من النمامين، ولكن أشد خطورة هو من يهدف إلى إثارة الفتنة بين العلماء والحكام، ويوجد نوع آخر يدفعه الحسد للنميمة، حيث لا يرى اثنين متفقين إلا يحاول الفرقة بينهما.
والذي يساعد الإنسان على التخلص من النميمة، أن يعلم أن النمام يسخط الله منه ويعرضه لعقوبة الله، كما أنها تكون سبب في انه يخسر حسناته، فيجب عليه أن ينشغل بنفسه وكذلك عيوبه وتطهير نفسه منها، فيجب ان لا ينشغل بغيره، ويعلم أن ما يؤذي الناس قد يؤذيه إن وضع نفسه مكان الطرف الآخر.
فقرة القرآن الكريم
قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”
وقال تعالى ” وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ “
وقال تعالى: `ويل لكل همزة لمزة`
فقرة الحديث الشريف
عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قالَ:
(عندما صعدت في السماء، مررت بقوم لديهم أظفار من النحاس ينقرون وجوههم وصدورهم، فقلت: `من هؤلاء يا جبريل؟` فأجاب: `هؤلاء هم الذين يأكلون لحوم البشر ويتعدون على أعراضهم`).
ـ وقال صل الله عليه وسلم ( أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَب هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ).
فقرة كلمة الصباح
تتحدث كلمة الصباح اليوم عن آفة خطيرة من آفات اللسان وهي النميمة، والتي عرفها النبي صلى الله عليه وسلم وتعني ذكر أخيك بما يكره، وهي لا ترتبط باللسان فقط، بل يمكن أن تحدث بالهمس والغمز والإشارة والكتابة، ونهانا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن النميمة، وأنها تكون شعار المنافق وأنها تعرض صاحبها لعقاب الله وسخطه، وأن النمام يخسر حسناته يوم القيامة لمن يقوم بنميه.
للتوبة طريق واحد، وهو أن يذهب الشخص إلى من تعرض للظلم منه ويطلب السماح والعفو، ولكن بشرط أن يتجنب إثارة الفتنة. إذا لم يكن بإمكانه تجنبها، فيجب عليه أن يذكر صاحب النعمة بالخير في الأماكن التي نعم عليه فيها. كما يحرم على المؤمن بالله واليوم الآخر أن يستمع إلى الغيبة والنميمة، لأن مجرد الاستماع يعتبره شريكا في النميمة، وسيتعرض لعقاب مثل عقاب النمام من قبل الله عز وجل. لذا يجب علينا أن نحترس من أماكن النميمة.
فقرة الحكم والامثال
1- اللسان الطويل دلالة على الغيرة.
2- الغيبة رسول الشـرِّ بين البشر.
من يتحدث كثيرًا لك سيتحدث كثيرًا عنك.
4- معظم الناس يرتكبون خطايا ويذكرون خطايا الآخرين أكثر منهم.
فقرة هل تعلم
هل تعلم أن الغيبة هي ذكر أخيك بما يكره، حتى لو كانت الحقيقة؟.
الغيبة من الكبائر التي لا يُكفَّرها إلا التوبة، هل تعلم ذلك؟.
هل تعلم أن الغيبة صفة ذميمة لا تقل خطورة عن النميمة؟.
يتسبب الغيبة في تآكل الحسنات وزيادة السيئات، هل تعرف ذلك؟.
فقرة شعرية
– إذا أردت العيش بصحة جيدة ودين متين وعرض سليم، فحافظ على نزاهتك
لا تستخدم لسانك للإشارة إلى عورة الآخرين… فكل إنسان لديه عورات والناس لديهم ألسنة
إذا أظهرت عيناك عيوبًا لك، فاتركها وقل يا عيني للناس أنتِ عيونُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى… ودافع ولكن”(830)” “بالتي هي أحسن
فقرة الدعاء
اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك، اللهم اجعل كتابنا في عليين واحفظ ألسنتنا عن العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين
ـ اللهم أعاذني من شر السمع، وشر البصر، وشر اللسان، وشر القلب، وشر المني، أي تفريج الضيق
اللهم لك حقوق كثيرة علي، فارضها بي وبينك، ولي حقوق كثيرة بيني وبين خلقك
يقول الداعي: بحق اسمك العظيم الذي إذا دعيت به تجيب، وإذا سألت به تعطي، يا أكرم الأكرمين ويا أجود الأجودين، فاغفر لي ما كان بيني وبينك، وتحمَّل عني ما كان لخلقك، يا الله.
خاتمة الاذاعة
وصلنا إلى نهاية فقراتنا التي خصصناها للحديث عن النميمة، ونسأل الله أن يجعل لساننا نظيفًا من النميمة والغيبة والكذب، وأن يجعل لساننا مشغولًا بذكر الله وشكره وتسبيحه والتلاوة والمحبة.