صحة

اخطر الامراض التي ينقلها الخفاش

عادة، يؤدي انتشار بعض أنواع الحيوانات والحشرات والكائنات الحية إلى إحداث ضرر وأذى للبشرية. فعندما تنتقل بعض تلك الحشرات، تنتقل معها مجموعة من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات إلى دم الإنسان. وبعد ذلك، تتكاثر تلك الكائنات بداخل الجسم وتؤثر على وظائف وأعضاء مختلفة في الجسم بشكل يترك تأثيرا سلبيا كبيرا على صحة الإنسان العامة، وقد يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى الوفاة. ومن بين الكائنات التي تسبب انتشار الأمراض والفيروسات القاتلة، يأتي الخفاش في مقدمتها، وأظهرت الدراسات العلمية دوره الحديث في انتشار فيروس كورونا .

معلومات عن الخفاش

الخفاش، أو كما يعرف علميا باسم Chiroptera، هو الحيوان الوحيد من الثدييات القادر على الطيران. يعيش الخفاش في جميع قارات وبلدان العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية والقطبية الشمالية. يعتبر الخفاش أيضا من الحيوانات التي تفضل المناطق الدافئة والقريبة من خط الاستواء، خاصة الغابات والمدن والأراضي الزراعية. وفي حالة انخفاض درجة الحرارة، قد يهاجر الخفافيش إلى أماكن أكثر دفئا أو يدخلون في حالة سبات شتوي حتى تتحسن درجة الحرارة. تعيش الخفافيش في مجموعات كبيرة قد يصل عددها إلى ألف فرد .

تنقسم الخفافيش إلى نوعين رئيسيين حسب الحجم، حيث توجد مجموعة الخفافيش الكبيرة ومجموعة الخفافيش الصغيرة، وهي من الحيوانات التي تفضل الغذاء المتمثّل في الحشرات الصغيرة والدماء أيضًا .

الامراض التي ينقلها الخفاش

نظرا لقدرة الخفاش على حمل عدد كبير من الميكروبات والكائنات الدقيقة الممرضة ونقلها إلى الإنسان، أطلق عليه لقب `خزان الفيروسات`. أشارت بعض الأبحاث والدراسات الحديثة إلى أن الخفاش يمتلك طبيعة جينية غريبة إلى حد ما؛ وهذه الطبيعة الجينية تجعله قادرا على حمل عدد كبير من الفيروسات الخطيرة جدا في جسمه ونقلها إلى الإنسان دون تأثره بتلك الفيروسات بأي شكل .

أظهرت دراسة علمية في الصين أن الخفافيش تمتلك خاصية استشعارية جينية فريدة تساعدها على الكشف عن المادة الوراثية، سواء كانت الحمض النووي الريبوزي أو الديوكسي ريبوزي، وبالتالي تمتلك القدرة على تدمير أي سلالة من DNA أو RNA قبل أن تؤثر سلبا عليها. وبالتالي، تحمل الفيروسات في جسدها ولا تتأثر بها. ومن بين الأمراض الرئيسية التي ينقلها الخفاش إلى الإنسان والحيوانات هي

مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد SARS

ويُعرف هذا المرض عالميًا باسم مرض سارس أو Severe acute respiratory syndrome SARS وهو من أهم الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الخفافيش وهو مرض خطير جدًا يُصيب الجهاز التنفسي وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة ، حيث أنه من الأمراض المعدية التي قد تم ظهورها للمرة الأولى في دولة الصين عام 2002م ، وانتشر بعض ذلك إلى مختلف بلدان العالم عبر المسافرين ، ويُعتبر سارس هو أحد سلالات فيروس كورونا ؛ وعند الإصابة به يظهر على المريض بعض الأعراض المتمثلة في :

  • ضيق شديد وصعوبة في التنفس .
  • الإصابة بالكحة الشديدة جدًا وآلام الصدر .
  • زيادة مفرطة في درجة الحرارة تتجاوز 38 درجة مئوية .

يعود الانتشار السريع لهذا المرض إلى قدرة الفيروس على الانتقال من المريض إلى الأشخاص الأصحاء عند استخدام نفس الأدوات أو المصافحة أو غيرها من وسائل الاتصال القريبة مع المريض المصاب بالفيروس .

فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

فيما يتعلق بفيروس كورونا Middle East respiratory syndrome MERS، فإنه يعتبر أيضا واحدا من أخطر الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الخفافيش إلى الإنسان، ومن المعلومات الهامة حول مرض فيروس كورونا الجديد MERS-CoV، يمكن ذكر ما يلي:

-تُعتبر متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS هي أحد الأمراض الفيروسية التي يُسببها فيروس كورونا الجديد الذي قد تم التعرف عليه للمرة الأولى عام 2012م بالمملكة ، ويُذكر أن فيروس كورونا هو عبارة عن مجموعة كبيرة جدًا من الفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بعدد كبير من الأمراض التنفسية بداية من دو البرد العادي وحتى متلازمة الالتهاب الرئوي الحادة (سارس) التي قد تنتهي بالوفاة .

تشمل أعراض فيروس كورونا الجديد ارتفاع درجة الحرارة والحمى الشديدة جدا وضيق التنفس والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهضمية مثل الإسهال. يكمن خطر هذا الفيروس في تشابه أعراضه مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى دون وجود أعراض سريرية خاصة، مما يؤدي إلى تطور المرض داخل الجسم دون أن يشعر المريض .

– يعتبر من المؤسف أنه لا يزال حتى الآن لا يوجد مصل وقائي أو علاج نهائي للتخلص من عدوى فيروس كورونا، وجميع الأمصال والأدوية ما زالت تخضع لمرحلة التجربة والأبحاث، مما أدى إلى انخفاض نسبة الشفاء من فيروس كورونا، حيث تشير الإحصائيات إلى وفاة حوالي 35% من الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى هذا الفيروس .

وجدت بعض الدراسات والأبحاث أن الخفافيش تلعب دورًا كبيرًا في نقل فيروس كورونا إلى الإنسان، وكذلك الجمال وبعض الكائنات الأخرى، على الرغم من ذلك، فإن آلية انتقال العدوى من فيروس كورونا لا تزال غير واضحة ومجهولة حتى الآن .

يتم تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في منطقة الشرق الأوسط والصين .

مرض الإسهال الوبائي الخنزيري

وأشارت الدراسات إلى أن الخفافيش تسهم بشكل كبير في انتقال مرض الإسهال الوبائي الخزيري إلى الخنازير. هذا الفيروس يعتبر واحدا من سلالات فيروس كورونا ويصيب الخنازير بشكل أساسي، مما يسبب العديد من الاضطرابات الهضمية التي قد تؤدي إلى الجفاف والوفا .

مرض متلازمة الإسهال الحاد

تحمل الخفافيش في أجسامها أيضا إحدى سلالات فيروس كورونا التي تسبب حالة مرضية تعرف باسم متلازمة الإسهال الحاد القاتلة للخنازير، وهو مرض مميت يصيب الخنازير ويسبب اضطرابات هضمية ومعوية شديدة وإسهالا شديدا للغاية. يمكن اكتشاف إصابة الخنازير بهذا المرض عن طريق إجراء اختبار إليزا ELISA للتحقق من وجود الأجسام المضادة أو المستضدات للفيروس في الجسم .

يشدد على أن جائحة كورونا أدت مؤخرا إلى إثارة الرعب والهلع في جميع أنحاء العالم بسبب وفاة عدد كبير جدا من المصابين بالمرض دون وجود علاج أو لقاح للوقاية منه. ويذكر أن انتشار فيروس كورونا الجديد بدأ في الشرق الأوسط وشمل المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول شرق آسيا مثل الصين وكوريا وغيرها. وما زال الباحثون والعلماء والأطباء يعملون جاهدين للوصول إلى علاج نهائي لهذا الفيروس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى