يعتبر حصا كيفيا من الأثار والمدن التركية التي تغرق معالمها في فصل الشتاء بسبب كثرة الأمطار والسهول. يبلغ عدد سكانها نحو 78.000 شخص ذو أغلبية كردية. إنها واحدة من المدن الغنية بالتاريخ والآثار التاريخية. تعتبر هذه البلدة القديمة جزءا من معالم التراث الإنساني والحضاري التابعة لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو. تتعرض المنطقة للتهديد أيضا بسبب بناء سد. يجري تنفيذ مشروع اليسو، ومن المقرر إغلاق المنطقة بأكملها. لذلك، قام عدد من المصورين الفوتوغرافيين حول العالم بإلقاء الضوء على المنطقة التي ستغرق قريبا بسبب بناء السد. تم البدء في المشروع عام 1950 على طول نهر دجلة، وتم توقفه بسبب عدد من المنازعات القانونية. تم تأجيل البناء لعام 2006 لمدة عشر سنوات، ولكن من المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء السد قريبا .
عندما يتم الانتهاء من بناء السد، سيتم فقدان ما يقرب من ٣٠٠ كيلومتر مربع من الأرض، وهو حوالي ٩٠٪ من المدينة القديمة داخل الحصن، وما يقرب من ٢٠٠ من النجوع التي تمتد على طول الحدود السورية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم فقدان حص كيفا بالكامل، وهو عبارة عن مجموعة من الكهوف التي تعود إلى العصر الحجري وتحتوي على عدد من الآثار الرومانية والآثار من العصور الوسطى والمقابر والمساجد وعدد من الأضرحة وعدد من الآثار التي ترجع لحضارة ما بين النهرين ترجع لحوالي ١٢،٠٠٠ عام. يحتوي حصن كيفا على مئذنة ترجع عمرها لحوالي ٦٠٠ عام، وهذا يعني أن هناك خطرا شديدا على المنطقة التاريخية ومعالمها، وأن أكثر من ٦٠،٠٠٠ شخص سيتأثرون ويضطرون لمغادرة منازلهم. سيؤدي هذا الأمر أيضا إلى إغلاق منطقة أثرية هامة لذلك تم إطلاق حملة سياحية تسمى “زيارة حص كيفا قبل الغرق” في الخريف .
تقول الحكومة التركية إن المشروع سيعزز السياحة التركية بشكل كبير، ولكن العديد من العلماء والباحثين يقولون إنه سيؤدي إلى تدهور السياحة في منطقة هامة للتراث الإنساني العالمي، على الرغم من أن المشروع سيوفر طاقة ويحسن الري والخدمات المحلية في المنطقة ويخلق فرص عمل ووظائف جديدة، وسيتم بناء مدن جديدة للنازحين مع إقامة متحف لبقايا الآثار في المدينة..
إذا كنت من عشاق الآثار القديمة لحضارات ما بين النهرين التي توجد في بلدة حصن كيفا ، عليك زيارتها في هذا الخريف قبل الانتهاء من المشروع الذي من المقرر أن يغمر المنطقة بالكامل ..