اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين
ما مدى تأثير اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين
يعد الزواج مؤسسة اجتماعية تتعرض لفرص النجاح والفشل على حد سواء كغيرها من المؤسسات، وتحتاج إلى عوامل معينة لتحقيق النجاح، مثل أي علاقة إنسانية متشابكة في أي مجتمع. وهناك معايير محددة لنجاح الزواج، وفيما يلي تأثير اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين
قد يؤدي اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين فيبعض الأحيان إلى عدم التفاهم وعدم التوافق بينهما، إذ يؤثر ذلك بشكل كبير على رؤية كل منهما وتفكيره وردود أفعاله.
يؤكد العديد من خبراء العلاقات الزوجية والأسرية على أهمية مراعاة الفروق بين الزوجين والاختلافات في الطبقات الاجتماعية بينهما، حيث يمكن أن تسبب هذه الفروق مشاكل وقلة التوافق وعدم الرضا بين الزوجين والعائلات.
يرى الخبراء أن هذا التباين والاختلاف بين الزوجين قد يؤدي فيما بعد إلى الانفصال والطلاق. يشير علماء النفس إلى وجود اختلافات نوعية وكمية بين الزوجين تؤثر على العلاقة الزوجية. يؤكد علماء الدين أيضا أهمية التوافق في العلاقة بين الزوجين وضرورة عدم وجود اختلاف في الطبقة الاجتماعية.
يستند القول المأثور القديم `الطيور على أشكالها تقع معا` على ظاهرة انجذاب الأشخاص ذوي الاهتمامات والقيم المتشابهة. ويمكن لطبقتك الاجتماعية أن تؤثر على اهتماماتك وقيمك، مما يؤدي إلى فرق في علاقاتك. وعلى الرغم من أن الوضع الاجتماعي ليس التأثير الوحيد على العلاقات، إلا أنه مهم ويجب الاعتراف به حتى تستطيع التعامل معه بنجاح.
تشير الطبقة الاجتماعية، كما يشار إليها في وسائل الإعلام وعلماء الاجتماع، إلى وضعك الاجتماعي أو وضع والديك، حيث يتشارك الأفراد ضمن طبقة اجتماعية معينة بشكل عام في تجارب مشتركة.
بغض النظر عن التباين الكبير داخل الطبقة الاجتماعية فيما يتعلق بالتعليم والعمل، فإن الأشخاص الذين نشأوا في بيئة معينة من المرجح أن يشاركوا نفس اهتمامات وقيم والديهم أو المجتمع الذي نشأوا فيه.
سواء كانت الرياضة أو الفن أو الأنشطة الخارجية أو ألعاب الفيديو أو أي اهتمامات أخرى، فإن الاستمتاع بنفس الأشياء يجمع الناس معا، والأنشطة التي لا تتطلب دفع أي مبلغ مادي تكون متاحة للجميع، مثل مشاهدة الألعاب الرياضية على التلفزيون، ولا تتأثر بالطبقة الاجتماعية
– لكن الطبقة الاجتماعية يمكن أن تؤثر على اهتماماتك، مع الرياضة كمثال، تؤثر الطبقة الاجتماعية على قدرتك على حضور الألعاب الاحترافية أو الانخراط في رياضات معينة، مثل الاهتمام بالجولف أو بالتنس، في حين أن الاهتمامات المشتركة ليست هي الجانب الوحيد من العلاقة، إلا أن اهتماماتك لها تأثير على كيفية تفاعلك مع الطرف الثاني بالعلاقة أو شريكك.
تتكون القيم من تأثيرات متعددة، مثل الأسرة والثقافة والخبرات الحياتية. غالبا ما يشترك الأشخاص ذوو القيم المتشابهة في وجهات نظر سياسية ودينية مشتركة. تحدد هذه الآراء الطريقة التي يجب بها معاملة الآخرين وأنواع الأنشطة الممتعة بالنسبة لهم. على الرغم من أن الأشخاص في نفس الطبقة الاجتماعية غالبا ما يتشاركون في القيم، إلا أنه يمكن أن يكون لدى الأشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة قيم مشتركة، مما يؤدي إلى علاقات قوية
القوة تؤثر في تفاعل الأشخاص، سواء كانوا شركاء أو أصدقاء أو أفرادا في مجموعة ما. يمكن للعوامل مثل الشخصية والتعليم أن تمنح شخصا ميزة على الآخر، مما يؤدي إلى شخصية أقوى أو شخص ذو تعليم أعلى وسلطة أكبر في العلاقة
ولكن من بين جميع العوامل التي تؤثر على القوة في العلاقة، فإن الطبقة الاجتماعية هي لاعب رئيسي، المال مهم لأن المال يعني الفرصة، إذا كنت على علاقة بشخص من طبقة اجتماعية مختلفة، فكن صريحًا مع نفسك بشأن ما تشعر به حيال اختلاف الحالة الاجتماعية، وقم بإجراء مناقشات مباشرة حول هذا الاختلاف وتأثيره المحتمل على كيفية ارتباط كل منكم بالآخر.
يمكن أن يؤدي اختلاف الطبقة الاجتماعية بين الزوجين إلى بعض التداعيات، فالعادات والتقاليد قد تختلف بين الطبقات الاجتماعية، وقد يتضمن ذلك احترام الخصوصية والحريات بشكل مختلف وغير واضح بين الطبقات.
عدم وضع حدود وعدم الاهتمام بالخصوصية لا يمثل أهمية بالنسبة لها، وذلك يؤدي إلى حدوث صدامات متكررة بين الأطراف بسبب شعور أحدهم بأن الآخر لا يشبهه، وربما يعتبره غريبًا عنه. وإذا تجاوز الأمر الطرفين ووصل إلى التعامل بين العائلات، فإن ذلك يزيد من حدة الأزمة ويخلق فجوات كبيرة بينهما.
اختلاف المستوى المادي بين الزوجين
قد يكون أحد الزوجين أغنى أو أفقر من الآخر، ولكن هذا في حد ذاته ليس مشكلة. المشكلة الحقيقية هي عندما ينتمي كل من الزوجين إلى طبقة اجتماعية تختلف تمامًا عن طبقة الشريك الآخر.
الأصعب في هذه الحالة هو وجود اختلاف في المستوى الاجتماعي والثقافي، وهذا يجعل التوافق والنجاح في هذا الزواج صعبًا للغاية وتحديًا كبيرًا.
الصعوبة الأكبر تكمن في أن يكون هناك تفاوت مادي لصالح الزوجة، وخاصة في المجتمع العربي والشرقي، حيث يصعب على الرجل قبول فكرة تفوق المرأة عليه، حتى لو كان يظهر عكس ذلك، إلا إذا كان هناك رجل متحدث بثقة فائقة في نفسه يتجاوز هذا التفاوت، وهو أمر نادر
اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين
تعتمد اختلاف العادات والتقاليد بين الزوجين على ثلاث حالات ممكنة، إما بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية بينهما، أو بسبب الاختلاف الديني أو العرقي، أو بسبب اختلاف الجنسية. فالعادات والتقاليد تعد جزءا من الثقافة الشعبية لأي مجتمع
قد تختلف العادات والتقاليد بين طبقتين اجتماعيتين في نفس البيئة والمجتمع والبلد، نظرًا لتفاوت المستوى الاجتماعي. فمثلاً، هناك عادات اجتماعية في بعض المجتمعات التي تقبل باسم المرأة بالنداء مباشرة، في حين أن مجتمعات أخرى تعتبر ذلك عيبًا وأمرًا مشينًا، وهكذا.
يؤثر اختلاف الدين على العادات والتقاليد ويؤثر على الزوجين، فقد يكون أحد الزوجين مسلماً ويعتبر علاقة الرجل بالمرأة بشكل محدد وعدم قبول وجود صداقة بين الجنسين شيئًا غير مقبول، بينما يمكن أن يكون هذا الأمر طبيعيًا ومقبولًا بين غير المسلمين.
يعود الاختلاف في العادات والتقاليد إلى اختلاف الجنسية والنشأة في بلدين مختلفين، حيث يمكن أن تكون المرأة من دولة أجنبية تقبل بسهولة تقبيل الرجل لامرأة ليست من عائلته كترحيب، في حين أن هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق في المجتمعات العربية.
تتأثر العلاقة بين الرجل والمرأة بالعديد من العادات والتقاليد التي قد تختلف بسبب الأسباب التي ذُكرت سابقًا، والتي قد تؤدي إلى تأثير كبير على العلاقة، حتى يصل الأمر إلى الطلاق أو الانفصال.
هل فرق التعليم بين الزوجين مشكلة
قد يكون هناك فرق في التعليم بين الزوجين، ويعتمد هذا الفرق وتأثيره على مدى وعي وشخصية الطرفين قبل الزواج، وتقديرهم لحجم الفرق، وتقبلهم له، ومدى استقرارهم النفسي في مواجهة المجتمع والعائلة التي يعيشون بينها.
أما إذا غابت الشروط السابقة فإن الأمر يصبح صعباً، فلو لم يصارح كل طرف نفسه بحقيقة الفروق بين الزوجين، ومدى قدرته على تقبل هذا الاختلاف، وعدم وجود حساسية بسبب هذا الأمر، وقدرته على تقبل تصريحات وتلميحات الغير بها، فإن غابت تلك المصارحة كان زواج هش قابل للكسر مع أول زوبعة سواء كانت بسبب فرق التعليم، أو لغيرها.
يعتمد الأمر بشكل أساسي على شخصية الطرفين وقدرتهما على التأقلم مع الفرق، وتعاملهما مع أي طرف خارجي يسيء للطرف الأقل تعليمًا، وعلى قناعتهما الداخلية بأن الفرق لا يؤثر على بناء أسرة مستقرة وسعيدة.