اختبار مضاد حيوي واسع المجال يحارب الفيروسات التاجية الناشئة
منذ فترة طويلة، عرف الباحثون أن الفيروسات التاجية النووية RNA، التي تسبب البرد والالتهاب الرئوي، يمكن أن تنتقل بين الإنسان والحيوان، وفي العقود الأخيرة، تسبب هذه الفيروسات في تفشي مميت لالتهاب الرئة الحاد (SARS) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، وتزداد أعداد المصابين بهذه الأمراض بشكل كبير، ولم يتم تطوير أي عقار مضاد للفيروسات حتى الآن لعلاج هذه الأمراض .
يتم إجراء اختبار مضاد حيوي واسع المجال لمحاربة الفيروسات التاجية الناشئة
يقول عالم الفيروسات الجزيئي رالف سي باريك من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: “هذه الفيروسات مستعدة لتسبب انتشار المرض، ومعظم الفيروسات الجديدة لها دورات منتظمة، وفي حالة فيروس السارس، تسبب في بداية تفشي المرض الذي بدأ في عام 2003، وتمت السيطرة عليه في النهاية بفضل جهود الصحة العامة، ومع ذلك، هناك العديد من أشكال الفيروس السابقة للوباء لا تزال موجودة”، وأضاف باريك: “نحتاج إلى استخدام عقاقير قوية وشاملة للسيطرة على الأوبئة في المستقبل .
تفاصيل الدراسة
هذا الأسبوع في عيادة بيو الطبية، اختبر الباحثين أدوية واسعة النطاق والمجال لتكون مضادة للفيروسات وهي أدوية ” GS-5734 “، وقد أظهرت الدراسات السابقة التي كانت أمامهم أن هذه الأدوية تمنع سلالات السارس و فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي تصيب الشعب الهوائية والجهاز التنفسي السفلي، فضلا عن العدوى بفيروس إيبولا، يقول الباحثون الآن إن هذه الأدوية أيضا تمنع فيروس التهاب الكبد لدى الفئران، أو ” MHV “، والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعديد من الفيروسات التاجية البشرية التي يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي، والتي أحيانا ما تكون خطيرة وشديدة مثل السارس .
ووفقا لباريك، قام الباحثون بتجربة الدواء على نماذج مصغرة من الرئتين البشرية، والتي تتألف من خلايا القصبات الهوائية، والتي تم جمعها من خلال زرع الرئة، ونظرا لأن تلك الخلايا تعبر عن جينات وبروتينات القصبات الهوائية التي تستهدفها عدوى COVID-19، فإنه يمكن للباحثين استخدامها كنموذج طبق الأصل للأنسجة المضيفة .
أدوية ” GS-5734 “
يقول باريك أن الـ ” GS-5734 ” قد يكون مفيدا في علاج مجموعة واسعة من الالتهابات التي تسببها الفيروسات التاجية، بما في ذلك السلالات المعاصرة والوبائية، فضلا عن تلك التي تستعد للتنقل من الحيوان إلى الإنسان في المستقبل، وقد شارك في قيادة الدراسة مع باريك، مارك دينيسون طبيب الأطفال وخبير الأمراض المعدية على الفيروسات التاجية في مختبر جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي،. كما تعاون الباحثون مع شركة ” Gilead ” للعلوم، وهي شركة صيدلانية بيولوجية تقوم بتطوير المرحلة الأولى من التجارب السريرية للدواء، للأشخاص المصابين بفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية .
تطور آخر
في تطور جديد آخر ورد في الصحيفة، أكد الباحثون كيفية محاربة الفيروس مرة أخرى باستخدام الأدوية. هذه المعلومات حاسمة للتنبؤ بفاعلية المضادات الحيوية في البشر. مثل العديد من مضادات الفيروسات الأخرى، يعتبر GS- 5734 من الأدوية المشابهة للنوكليوسيد، وهي فئة من الأدوية التي تعمل عن طريق تثبيط تكاثر الفيروس. ومع ذلك، بسبب تطور الفيروسات بسرعة، فإن الطفرات التي تتحمل هذه الأدوية تتطور بسرعة أيضا. قام الباحثون في فاندربيلت بتحديد الطفرات الجينية في الفيروسات التاجية الناجمة عن تعرضها لـ GS-5723، ولكن هذه الطفرات أضعفت الفيروس بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن الدواء قد يكون فعالا بما فيه الكفاية للتغلب على تطور الفيروس .
نتائج الدراسة كما يؤكدها باريك
يقول باريك : قال إن الموقع المستهدف ليس لديه القدرة الكافية على التطور والتخلص من آثار الدواء، كما صعبت مقاومة الدواء للغاية .
يمكن أن تكون الأوبئة الناجمة عن الفيروسات التاجية الناشئة مدمرة، وخلال وباء السارس الذي بدأ في آسيا في عام 2003، أصيب أكثر من 8 آلاف شخص في 29 دولة بالعدوى، وتوفي 774 شخصا، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، وتفيد المنظمة أيضا أنه منذ سبتمبر 2012، أصبح هناك أكثر من 2,000 شخص في 27 بلدا مصابين بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتوفي 750 شخصا بسبب هذه العدوى .
المصدر : ساينس ديلي