اختبار دم جديد للحوامل يستطيع التنبؤ بالولادة المبكرة
يكتشف اختبار جديد للدم للحوامل بنسبة تتراوح بين 75 و 80 في المائة، ما إذا كان الحمل سينتهي بولادة مبكرة أم لا، كما يمكن استخدام هذه التقنية لتقدير عمر الحمل لدى الجنين – أو تاريخ الأم المستحق – بشكل موثوق به وبتكلفة أقل مقارنة بالموجات فوق الصوتية .
تستطيع اختبار الدم الجديد للحوامل التنبؤ بالولادة المبكرة
ساعدت الاختبارات التي طورها فريق من العلماء بقيادة باحثين في جامعة ستانفورد على الحد من المشكلات المتعلقة بالولادة المبكرة، والتي تؤثر على 15 مليون رضيع في جميع أنحاء العالم كل عام، وحتى الآن كان الأطباء يفتقرون إلى طريقة موثوقة للتنبؤ بما إذا كان الحمل سينتهي قبل الأوان أم لا، وقد ناضلوا للتنبؤ بدقة بمواعيد الولادة لجميع أنواع الحمل، خاصة في الأماكن منخفضة الموارد .
وقد تم نشر هذا البحث يوم 7 يونيو في مجلة العلوم، حيث يشترك ستيفن كواك أستاذ الهندسة الحيوية والفيزياء التطبيقية في جامعة ستانفورد في الدراسة، مع مادس ميلبي العضو المنتدب وأستاذ الطب، والمؤلفان الرئيسيان هما ثوي نغو عالمة ما بعد الدكتوراه السابقة في جامعة ستانفورد، وميرا مفرج خريجة جامعة ستانفورد .
تصريحات الباحثون
قال كواك : ” هذا العمل هو نتيجة تعاون رائع بين الباحثين في جميع أنحاء العالم، ولقد عملنا بشكل وثيق مع الفريق في مركز أبحاث جامعة ستانفورد، وشمل البحث التعاون مع علماء في الدنمارك وبنسلفانيا وألاباما، إنه حقا علم الفريق في أفضل حالاته “، وتقيس الاختبارات نشاط جينات الأمهات والمشيمة والجنين عن طريق تقييم مستويات دم الأم من RNA الخالي من الخلايا، وهي أجزاء صغيرة من الجزيء الذي يحمل تعليمات الجينات للجسم إلى مصانع إنتاج البروتين، وقد استخدم الفريق عينات الدم التي تم جمعها أثناء الحمل لتحديد الجينات التي أعطت إشارات موثوقة عن عمر الحمل ومخاطر الولادة المبكرة .
قال ميلبي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمعهد ستاتنز سيروم في كوبنهاغن: “وجدنا أن حفنة من الجينات تنبئ بدرجة عالية جدا بالنساء اللواتي يتعرضن لخطر الولادة المبكرة، ولقد قضيت الكثير من الوقت على مر السنين في العمل على فهم الولادة قبل الأوان، وهذا هو التقدم العلمي الحقيقي الكبير الأول في هذه المشكلة منذ وقت طويل .
يعد السبب الأكبر لوفيات الأطفال في الولايات المتحدة
تؤثر الولادة المبكرة، وهي ولادة الطفل قبل مرور ثلاثة أسابيع على الأقل، على 9% من الولادات في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه الظاهرة السبب الرئيسي لوفيات الرضع في البلاد، كما تسهم بشكل كبير في وفاة الأطفال قبل سن الخامسة في جميع أنحاء العالم. وعادة، الأطباء لا يعرفون الأسباب الدقيقة لحدوث الولادة المبكرة. في الماضي، كانت أفضل الاختبارات المتاحة للتنبؤ بالولادة المبكرة تعمل فقط على النساء المعرضات للمخاطر، مثل اللاتي ولدن بشكل مبكر بالفعل، وكانت نسبة دقتها تصل إلى 20% فقط. بدأ كوايك بالاهتمام بهذه المشكلة بناء على تجربته الشخصية، حيث ولدت ابنته قبل موعدها بشهر تقريبا. وقال كوايك: `تعتبر هذه المشكلة مهمة ويجب أن نعمل عليها`، والآن ابنته في سن السادسة عشرة وتتمتع بصحة جيدة وحيوية .
وأضاف أن الأطباء يحتاجون أيضا إلى طرق أفضل لتحديد عمر الحمل، ويستخدم أطباء التوليد حاليا فحوصات الموجات فوق الصوتية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لتقدير موعد الولادة. ولكن فحوصات الموجات فوق الصوتية تعطي معلومات أقل موثوقية مع تقدم الحمل، مما يجعلها غير مفيدة للنساء اللواتي لا يحصلن على رعاية صحية ما قبل الولادة المبكرة. كما يتطلب الاعتماد على التصوير بالموجات فوق الصوتية معدات باهظة الثمن وفنيين متدربين، وهذا غير متوفر في الكثير من دول العالم النامية. على الجانب الآخر، يتوقع الباحثون أن يكون اختبار الدم الجديد بسيطا ورخيصا بما يكفي للاستخدام في ظروف منخفضة الموارد .
اختبار عمر الحمل الجديد
تم تطوير اختبار عمر الحمل من خلال دراسة على 31 امرأة دنماركية أعطت الدم أسبوعيا طوال فترة الحمل، واستخدم العلماء عينات دم من 21 منهم لبناء نموذج إحصائي، والذي حدد تسعة RNA خلوية خالية من الخلايا تنتجها المشيمة التي تتنبأ بعمر الحمل، وأثبتت صحة النموذج باستخدام عينات من 10 نساء متبقيات، وكانت تقديرات عمر الحمل التي قدمها النموذج دقيقة حوالي 45 في المائة من الوقت، وهو ما يعادل دقة 48 في المائة لتقديرات الموجات فوق الصوتية في الأشهر الثلاثة الأولى، وقالت نغو إن قياس الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا في دم الأم يمكن أن يوفر ثروة من المعلومات الجديدة عن نمو الجنين، وقالت : ” هذا يعطي رؤية فائقة الوضوح للحمل والتنمية البشرية لم يرها أحد من قبل، إنه يخبرنا الكثير عن التطور البشري في الحمل الطبيعي ” .
لدراسة كيفية التنبؤ بالولادة المبكرة، استخدم الباحثون عينات دم من 38 امرأة أمريكية معرضات لخطر الولادة المبكرة بسبب تقلصات مبكرة أو وضع مولود قبل الأوان. أخذت عينة دم واحدة من هؤلاء النساء في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل. تم اكتشاف 13 حالة ولادة مبكرة في هذه المجموعة، بينما تم اكتشاف الـ 25 الحالات الأخرى في الوقت المناسب للولادة. أظهرت الدراسة أن مستويات الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا في سبعة جينات من الأم والمشيمة يمكن أن تنبئ بحالات الحمل المبكرة. وقالت الباحثة: “معظم هذه الجينات تنتمي للأمهات.” وأشارت إلى أن الجينات التي تتنبأ بخلل الولادة تختلف عن تلك التي تعطي معلومات عن عمر الحمل .
علم الولادة المبكرة لا يزال غامضا
يحتاج العلماء إلى التأكد من صحة الاختبارات الجديدة في عدد أكبر من النساء الحوامل قبل أن يتمكنوا من توفيرها للاستخدام العام. وأشاروا إلى أنهم يستخدمون حاليا اختبار الدم للكشف عن متلازمة داون الذي طوره فريق كواك في عام 2008 في أكثر من 3 ملايين امرأة حامل سنويا. لا يزال السبب وراء حدوث الولادة المبكرة غامضا من الناحية البيولوجية، لكن العلماء يخططون لاختبار أدوار الجينات المشار إليها في الولادة المبكرة لفهمها بشكل أفضل. كما يأملون في تحديد أهداف للأدوية التي يمكن أن تؤخر الولادة المبكرة .
المصدر : ساينس ديلي