ماهو الذكاء العاطفي
بعد انتشار مفهوم الفراغ العاطفي وتداوله بين الأشخاص، بدأت الاختبارات التي توضح ما إذا كان الفرد بالفعل يتعرض لحالة الفراغ العاطفي أم لا، وكذلك أصبح هناك اختبارات تحدد الذكاء العاطفي، وهو يدل على إمكانية الأشخاص في معرفة عواطف الشخصية، والقدرة على تفهمها بشكل سليم، وإدراك كيفية تأثيرها في الأفراد الذين يتعاملون معهم.
كما أن من يتمتعون بمستوى ذكاء عاطفي مرتفع يتمكنون من السيطرة على سلوكياتهم وضبطها، وكذلك يمتلكون فعالية كبيرة في التعرف على مشاعرهم الخاصة والتحكم فيها، وكذا السيطرة على مشاعر الآخرين، ومن الجدير بالذكر أنه عند ارتفاع مهارات الذكاء العاطفي أكثر فإن هذا يؤدي إلى علاقات شخصية ناجحة ومتميزة بصورة كبيرة.
اختبار الذكاء العاطفي لـ ترافيس برادبيري
غالبًا ما ينجح الأشخاص الذين يعملون على تطوير معدلات ذكائهم العاطفي في التغلب على مشاعرهم السلبية وتقليل الشعور بالفراغ العاطفي في حياتهم، مما ينعكس إيجابًا على حالتهم النفسية ويساعد في الحد من الأمراض والاضطرابات النفسية.
يتناول هذا الكتاب الذكاء العاطفي وهو من تأليف ترافيس برادبيري والدكتور جان جريفز، ويعتبر واحدا من أفضل الطرق لقياس معدل الذكاء العاطفي للأفراد، كما يمكن الحصول على هذا الاختبار عبر الإنترنت.
يُبين الذكاء العاطفي الفروق الموجودة بين الذكاء الطبيعي وهو (مستوى الذكاء كما تم قياسه من خلال مقياس ذكاء ستانفورد بينيت و مقياس ذكاء الكبار Wechsler وغيرها)، وما أطلق عليه المؤلفون مصطلح الذكاء العاطفي (EI)، والذي يتم قياسه عن طريق الحاصل العاطفي (المعادل)، ويمكن توضيح الأفكار التي يتناولها الكتاب في التالي:
الذكاء العاطفي يساهم في نجاح الحياة
يحتاج الذكاء العاطفي إلى أن يكون الأشخاص مدركين لمشاعرهم وعواطفهم، ويجب أن يتعلموا كيفية التحكم فيها بدلاً من أن يصبحوا عبيدًا لأي عاطفة قد تنشأ في وقت معين.
تعلم كيفية تزويد معدل الذكاء
من الجدير بالذكر أن جميع الأشخاص يمكنهم محاولة تعلم كيفية تزويد معدل الذكاء العاطفي لديهم، حتى يتمكنون من فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين ممن حولهم، والقدرة على السيطرة والإدارة لعواطف الأشخاص الذين يتعاملون معهم، حيث إن هذا المعادل هام جدًا من أجل النجاح إذ أنه يمثل 58 بالمائة من الأداء في كافة الوظائف.
مهارات الذكاء العاطفي
تتكون الذكاء العاطفي من أربع مهارات رئيسية يمكن لأي شخص تعلمها وتحسينها، ويمكن تقسيم تلك المهارات إلى فئتين رئيستين وهما: الكفاءة الشخصية والكفاءة الاجتماعية، وتنقسم كل منهما إلى قسمين
- الكفاءة الشخصية – الوعي الذاتي.
- الكفاءة الشخصية – الإدارة الذاتية.
- الكفاءة الاجتماعية – الوعي الاجتماعي.
- الكفاءة الاجتماعية – إدارة العلاقات.
الوعي الذاتي
على الرغم من أن أكثر من نصف مليون فرد تم خضوعهم لاختبار الذكاء العاطفي من خلال الإنترنت، إلا أن 36 % فقط من استطاعوا تحديد عواطفهم بدقة عند حدوثها، ويدل عامل الكفاءة الشخصية الخاص بالوعي الذاتي إلى إمكانية الشخص في إدراك المشاعر، مع قدرة ما يزيد قليلاً عن ثلث الأشخاص على تحديد المشاعر بشكل صحيح .
يعني أن حوالي ثلث الأشخاص فقط يتمكنون من التعرف على مشاعرهم، فمثلاً يمكن لشخص ما أن يشعر بالغضب من شخص آخر ولكنه لا يدرك أن سبب غضبه لا يرتبط بما قاله أو فعله الشخص الآخر، بل من الممكن أن يكون الغضب قد نشأ من عدم رؤيته لملاحظات الآخرين، وليس كصورة من صور النقد أو الهجوم.
عندما يتم الحصول على مزيد من الإتقان في الوعي الذاتي، يمكن تعلم مراقبة المشاعر بدلاً من مجرد الرد عليها، ولهذا يقدم المؤلفون 15 طريقة مختلفة للمساعدة على تحقيق ذلك كمقترح أو فكرة إبداعية
الإدارة الذاتية
الكفاءة الشخصية تتألف من عدة مكونات، ويتعلق هذا المكون بالقدرة على التصرف أو عدم التصرف في ضوء الظروف المختلفة، من خلال تقييم العواطف واتخاذ الخيار المناسب والتكيف معه.
يمكن القول أن النتائج الحقيقية تأتي عند وضع الاحتياجات اللحظية والمشاعر جانبًا والعمل على تحقيق أهداف أكبر وأكثر أهمية، ومن الجدير بالذكر أن قسم الإدارة الذاتية يتيح للأشخاص الاختيار النشط عندما يتعلق الأمر بما يقال وما يفعل وكيفية التصرف في أي لحظة.
قام المؤلفان بتوفير 17 استراتيجية لمساعدة الأفراد على تعلُّم الإدارة الذاتية، حيث يمكن تغيير عبارات تصدر الأحكام إلى عبارات أخرى تصف الخطأ بدلاً من الشخص، مثل “لقد ارتكبت خطأً هذه المرة” بدلاً من “لقد تصرفت كأنك أحمق”، وذلك لتحميل المسؤولية عن الأخطاء وتصحيحها بدلاً من اللوم على النفس.
الوعي الاجتماعي
عندما يكون الشخص لديه الوعي الاجتماعي، فإن ذلك يتيح له القدرة على تحليل مشاعر وأحاسيس الآخرين الذين يتفاعلون معه، وفي بعض الأحيان يشعر الشخص وكأنه عالم أنثروبولوجي يراقب حاله وحال الآخرين بدون التأثر بعواطفه الشخصية وتحيزاته.
الوعي الاجتماعي هو جزء من الكفاءة الاجتماعية، ويتضمن أن يكون الشخص مستمعا نشطا ومراقبا للآخرين لفهم مشاعرهم، ولهذا الغرض قدم المؤلفان 17 تمرينا مختلفا لتعزيز الوعي الاجتماعي، مما يساعد في تجنب الأخطاء الكبيرة والسلوكيات الغير ناضجة في التفاعل الاجتماعي.
إدارة العلاقات
تعتمد مهارة الكفاءة الاجتماعية على جميع المهارات السابقة، حيث تشمل إدارة العلاقات القدرة على استخدام الوعي بالمشاعر والإدراك لمشاعر وعواطف الآخرين، وذللك ذلك لضمان جودة التواصل الواضح وتنمية التفاهم المتبادل بين الأفراد.
عملت الكاتبات على تقديم 17 استراتيجية مختلفة للمساعدة في اكتساب الذكاء العاطفي في إدارة الصراعات بشكل أفضل عند حدوثها.
مقياس الذكاء العاطفي لـ جولمان
بعد ظهور مصطلح الفراغ العاطفي، انتشرت المفاهيم الأخرى مثل الذكاء العاطفي. ومن بين المؤلفين الذين تحدثوا عن هذا المفهوم، يوجد `دانييل جولمان` الذي قدم كتابا في عام 1995 تحت عنوان `الذكاء العاطفي`، وعمل على تقديم منظور جديد للتنبؤ بأداء الموظفين وتحليله
اقترح جولمان أن المستويات العالية من الذكاء العاطفي تساهم في تطوير علاقات العمل، وتعزز المهارات في حل المشكلات، كما تزيد الكفاءة والفعالية وتؤدي إلى تطوير استراتيجيات جديدة، بدلًا من التركيز على درجات الامتحانات والتقارير.
يؤثر الذكاء العاطفي على الطريقة التي يتم التحكم بالعواطف والتعامل مع العلاقات، وقد قام جولمان بتعريفه بأنه (القدرة على تحديد وتقييم والتحكم في عواطف الفرد وعواطف الآخرين وعواطف المجموعات).
عمل دانييل على تطوير نموذج لتقييم مستوى الذكاء العاطفي للموظف، والذي يتألف من خمسة عوامل، ويؤكد جولمان أن الأشخاص الذين يتبعون هذا النموذج يتمتعون بفرصة أكبر في تحقيق النجاح، وتلك العوامل هي:
- الوعي الذاتي.
- التنظيم الذاتي.
- الدافع الداخلي.
- التعاطف.
- المهارة الاجتماعية.