احكام نية الصيام وأقوالها
رأي ابن الباز فى اشتراط النية لصيام رمضان كل ليلة
سئل ابن الباز – رحمه الله – عما إذا كانت النية مطلوبة في كل ليلة من ليالي رمضان أم يكفي أن ننوي في أول الشهر فقط. فأجاب قائلا: `إن هذه المسألة محل خلاف، والنية واجبة بلا محالة، لأن أعمال كل يوم مستقلة عن الأيام الأخرى، فقد قال – صلى الله عليه وسلم – `إنما الأعمال بالنيات`. ولكن طالما يعلم الصائم أنه سيصوم غدا، فإن ذلك يكفي سواء قرر ذلك في أول الليل أو خلاله أو في آخره، فما دام يعلم أنه سيصوم، فقد أجرى النية
هل نية الصيام لفظية
للنية أهمية كبيرة في الإسلام، فهي التي تحدد اتجاه الإنسان وغايته. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن نية صيام شهر رمضان: `من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له`. وهذا الحديث رواه الأربعة، ولفظه لأبي داود والترمذي. ويعني الحديث أنه غير جائز أن يصوم شهر رمضان دون أن يعين النية قبل الفجر. وهذا ينطبق على جميع أيام الفريضة، لأن القضاء يشترط الأداء، والنية تكون في الأساس في القلب، ولذلك لا يشترط التعبير عن النية بالكلام أثناء الصيام. ويرى بعض الأئمة أنه يجب تجديد النية كل ليلة في رمضان وتعيينها قبل الفجر، ويجب على المسلم الذي يعتزم الصيام أن يقول: `نويت صيام غد من شهر رمضان`، ويدعو دعاء الصائم، وليس عليه أن يطيل في الدعاء، بل يمكنه أن يدعو بأدعية رمضان القصيرة.
كيفية نية الصيام
النسيان في نية الصيام وقول دعاء عقد النية قبل الفجر هي أخطاء شائعة بين الناس في رمضان. يتعلق هذا فقط بالصيام الإلزامي، مثل الصيام في رمضان، أما الصيام الطوعي مثل صيام النوافل فيجوز أن تكون نية الصيام في نفس اليوم إذا لم يكن لديك ما تأكله أو تشربه أو إذا لم يتم الجماع بعد الفجر. ثبت في أعمال الرسول في شهر رمضان أنه كان يأتي عائشة ويسألها عن الطعام وإذا لم يكن لديها طعام، فإنه كان يصوم. وعندما جاءت عائشة بالطعام، فأكله وأعلن بعد ذلك أنه صام اليوم. هذا الحديث يدل على أن بيوت زوجات الرسول لم تكن مليئة بالطعام دائما، وأن النية لصيام النوافل يمكن أن تكون في نفس اليوم وليس هناك حاجة لإعلانها بالكلمات
أين تكون نية صيام شهر رمضان
الحكمة من فرض الصيام عظيمة، وكذلك النية الصومية أيضا، حيث تكون في القلب ولا يجب الإعلان عنها بالكلمات. وتكون النية قبل الفجر، ولا يصح الصيام إلا بها، حيث يبطل الصيام إذا نوى الشخص الصوم بعد الفجر.
هل يكفى السحور عن نية الصيام
يؤكد الأئمة أن النية مهمة وشرط مهم للصيام، ويمكن للمسلم أن ينوي الصيام من خلال تناول السحور فقط، لأنه في هذه الحالة يعلم أنه سيصوم، ومادام يعلم أنه سيصوم فإن ذلك يغني عن النية ويكفي.
هل يجب تعيين نية صيام رمضان على وجه الخصوص
شرط صحة الصيام هو النية، ومن لم يبيتها قبل الفجر فلا صيام له. قال صلى الله عليه وسلم: `لا عمل لمن لا نية له`. ويجب تحديد النية في صيام الفروض، وذلك لأن النية تميز بين مراتب العبادات. ولذلك، نجد أن نية الصيام الواجب تختلف عن نية الصيام النافلة. يمكن تحديد نية صيام النوافل قبل الضحى، بينما يجب تحديد نية صيام الفرض قبل الفجر. وهذا يعلمنا أن أعمال أيام شهر رمضان تحمل أجرا أكبر من الأيام العادية.
شروط نية شهر رمضان
شروط نية صيام شهر رمضان التى ذكرها الفقهاء هي:
تبييت النية
معنى تبييت النية أن يقوم المسلم بنوى الصيام قبل الفجر و قد قال ابن الباز-رحمه الله- عن تبييت النية: ان معنى الحديث الشريف الذي يقول: “من لم يبيت نية الصيام من الليل فلا صيام له” ان تبييت النية معناه أن يقرر المسلم ان يصوم أول الليل أو منتصفه أو آخره حتى لو لم ينو الصيام قبل الفجر فبمجرد علمه بأنه سيصوم غدًا فقد نوى ونية الصيام واجبة فقط عند صيام الفريضة، اما عند صيام النافلة فلا يجب أن ينوى الصيام منذ الليل وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي-صل الله عليه وسلم-دخل عليها ذات يوم فقال: (هل عندكم شيء؟) قالت: (لا)، قال: (فإني إذًا صائم)، فصام من أثناء النهار عليه الصلاة والسلام ومعنى ذلك انه اذا اصبح الانسان ولم يتعاط أي من المفطرات ثم عقد نية الصيام بالنهار فان صيامه صحيح و يكتب له الصوم منذ نوى.
تعيين النية
هناك خلاف بين العلماء حول تحديد نية صيام شهر رمضان، بين اثنين من الآراء
- القول الاول: تنقسم الآراء في تعيين النية في الحنيفة إلى قسمين: يرى القسم الأول أنه ليس مطلوبا تحديد النية وأنه يكفي نية الصوم بشكل عام. يرى القسم الأول أنه لا يشرع الصوم في غير رمضان بسبب قلة فترة رمضان وعدم وجود وقت كاف لصيام غيره، ويعتبر متعينا فقط للفرض. يرى القسم الثاني أن صيام رمضان يتطلب النية ويستمر حتى منتصف النهار بعد غروب الشمس، ويجوز صيامه بنية في النهاية
- يعتقد الشافعية والمالكية والحنابلة أنه يجب صيام الفرض وتحديد النية في شهر رمضان، وأنه لا يجب تحديد نية الصيام في أي أيام أخرى غير رمضان، وأن النية وحدها ليست كافية بل يجب علينا التعبير عن نية صيام شهر رمضان بشكل خاص.
الجزم بالنية
يرون الفقهاء أن النية الثابتة شرط لصحة الصيام وأنها لا تقبل التعليق أو التردد، كما يذكر الفقهاء أيضًا أن صحة النية تصبح باطلة إذا تعلقت بشيء مؤسس مثل الابتداء، وبهذا إذا قلت إنك ستفطر إذا شعرت بالتعب أو المرض، فإن صيامك غير صحيح ويجب عليك قضاء الأيام التي صمتها بهذه النية.
متى تعقد نية الصيام فى رمضان
يمكن تحديد نية الصيام في شهر رمضان في بدايته أو منتصفه أو نهايته، ولكن يجب أن تكون قبل الفجر.
حكم النية في الصيام عند الفقهاء
يروي معظم الفقهاء أنه يتعين على الشخص أن ينوي الصيام في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وأن الصيام الفرض لا يكتمل بدون النية التي تكون في الليلة السابقة قبل الفجر، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : “من لم يتعمد الصيام قبل الفجر فلا صيام له
قال الإمام مالك والإمام أحمد (في إحدى رواياته): يكفي أن يكون العزم على صيام شهر رمضان في ليلته الأولى، وقال الإمام أبو حنيفة إن صيام شهر رمضان صحيح إذا كان النية للصيام قد صرحت في أي وقت من النهار قبل غروب الشمس، ومع ذلك فمن الأفضل أن نكون حذرين وننوي الصيام في ليلة كل يوم من أيام رمضان قبل الفجر، ونتساءل عن سبب فرض الصيام في هذا الشهر الكريم وندعو الله بأدعية رمضان ونبدأ الشهر بدعاء دخول رمضان ونتعلم من أعمال الصحابة وأعمال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.