احكام المهر في الاسلام
المهر يشير إلى مبلغ مالي أو قيمة مالية من ممتلكات أخرى ، وغالبا ما يتم تقديمه من الزوج للزوجة ، ويعد المهر من أهم تقاليد الزواج في كثير من الثقافات المختلفة ، ولكن يختلف النظر إلى المهر من بلد لآخر وفقا للعادات والتقاليد المحلية ، وسوف نتعرف من خلال هذه المقالة على حكم المهر في الدين الإسلامي.
المقصود بالمهر في الإسلام
يعد المهر مبلغا ماليا يدفع للمرأة عند الزواج، والمقصود به الفريضة، أي جميع ما فرضه الله تعالى على المرأة، وصار حقا أساسيا وشرعيا من حقوقها، وتتسلم الزوجة مهرها عند الزواج، ويجب الملاحظة أن المهر لا يكون مجرد سعر العروس، وذلك لأن الزواج في الدين الإسلامي لا يعد مجرد بيع عروسة من أجل الزواج، ونظرا لأن كرامة العروس وكذلك كرامة أهلها مصانة وفق تعاليم وإرشادات الدين الإسلامي، فلا يعد المهر أمرا إلزاميا تدفعه العروس أو أهلها من أجل جذب الخطاب لها، بل يعد المهر في الأساس أمرا إلزاميا على الزوج يقدمه لزوجته كنوع من أنواع الهدايا، ويترك للزوجة حرية التصرف وفق إرادتها، ولا يجوز لأهلها أن يستمتعوا بهذا المهر أو بجزء منه.
ويمكن للنساء الاحتفاظ بهذا المهر حتى بعد الطلاق، ولا يجوز للزوج أن يشاركها في أي جزء من هذا المهر إلا إذا كان ذلك بموافقتها ورضاها، وذلك وفقا لقول الله تعالى في القرآن الكريم: `وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا`. وبالتالي، يتضح أن المهر هو هبة مقدمة من الله للنساء، وقد أمر الله بتقديم المهور للسيدات كوسيلة دينية للرجل، حيث يكون المهر التزاما يجب على الرجل تقديمه للمرأة.
أحكام المهر في الإسلام
من الجدير بالذكر أن أحكام المهر تختلف من دين إلى آخر، فعلى سبيل المثال، نلاحظ أن أحكام المهر في الديانة اليهودية تقوم على أن يقوم الزوج بدفع مهر لعروسه من أجل إتمام الزواج، حيث تقوم العائلة اليهودية بتحديد وتخصيص جزء معين من تركة الأب ليتم دفعه كمهر في حالة الزواج، وبالتالي، كانت البنات تمثل عبئا كبيرا على الآباء اليهوديين، وذلك بالإضافة إلى أن الزوج يمتلك حرية التصرف في هذا المهر الذي يدفعه الأب، ولا يحق للزوجة أن تتصرف فيه بعد الزواج.
وفيما يتعلق بالدين المسيحي، كان يتبع نفس عادات وتقاليد الديانة اليهودية حتى عام 1930، حيث قامت السلطة الدينية والمدنية في الإمبراطورية الرومانية بالاتفاق على شرط أساسي للزواج وهو الملكية. ومع ذلك، لا تزال العائلات التي تمتلك بنات تدفع المهر للزوج كهدية زواج كنوع من أنواع الإيجار وليس الملكية. ومن الناحية الشرعية، فإن الزوجة لديها حق استرداد المهر الخاص بها في حالة الطلاق، ولكنها لا تحصل على المهر في حالة خيانتها لزوجها.
في الهندوسية، يطلب الأب دفع مهر كبير لمساعدة ابنته على العثور على زوج مناسب، في حين تعتبر الجماعات الإفريقية المهر سعرا للعروس يدفعه الرجل للأب كتعويض عن ابنته. وفي الإسلام، لا يعتبر المهر من أركان الزواج أو شرطه، ولكنه ضروري، لأن الله عز وجل يسمح للزوجين بتبادل الأموال.
يعتبر الزواج صحيحا أيضا في حالة عدم وجود مهر، ولكن يجب أن يتم بوجود شاهدين وقبول الزوجة للزواج ورضاها عنه. يتضح ذلك من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث تزوج رجل من امرأة دون أن يقدم لها مهر، وبعد وفاته قال النبي: `لها مهر نسائها، لا وكس ولا شطط، وعليها العدة ولها الميراث`
في حالة النكاح، تحصل المرأة على عدة، وذلك بناء على قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا، إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن قبل أن تمسوهن، فلا عليكم عليهن من عدة تعتدونها، فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا”. كما جاء في القرآن الكريم قول الله عز وجل في كتابه العزيز “لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة، ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين