احاديث عن الوفاء بالعهد
صفة حميدة للمؤمنين هي الوفاء بالعهد، وهي صفة تقاوم الغدر. الشخص الذي يفي بعهده هو من أكرم الناس أخلاقا. النبي صلى الله عليه وسلم كان الأكثر وفاء بعهده، حيث لم يخلف عهدا قبل البعثة ولا بعدها.
أنواع العهد
للعهد ثلاثة أنواع هم
هناك عهد بين الإنسان وربه، وهو أن الله خلقنا للعبادة وعاهدنا عليها، ولذلك فإنه يجب علينا توحيد الله وعبادته وطاعته، وقد قال تعالى: `مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عليهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
عهد بين الإنسان وغيره من البشر سواء كان واحدا أو أكثر.
العهد هو اتفاق بين الإنسان ونفسه، ويتخذ أشكالًا مختلفة، مثلأن يتعهد الإنسان مع نفسه بترك صفة معينة والعمل على تركها، أو أن يتعهد الإنسان مع نفسه بالالتزام بشيء محدد واضطره على نفسه.
آيات قرآنية عن الوفاء بالعهد
- {وَأَوفوا بِعَهدِ اللهِ إِذا عاهَدتُم}.
- {وَأَوفوا بِالعَهدِ إِنّ العَهدَ كانَ مسؤولا}
- وأوفوا بعَهدِ اللهِ عند العهد، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدِها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً، إن الله يعلم ما تفعلون.” (النحل 91)
- {يا أَيُها الَّذينَ آمنوا أَوفوا بِالعُقود}
- يا أيها الذين آمنوا، لماذا تقولون ما لا تفعلون؟ إنه من كبائر المنكرات عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
احاديث عن الوفاء بالعهد
– يقول النبي صلى الله عليه وسلم، بحسب قول الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه: “من عامل الناس بالإحسان ولم يظلمهم، وحدثهم بالحق ولم يكذبهم، ووفى بالوعد ولم يخلفه، فهو من تمام المروءة، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته
– قال سليم بن عامر رجل من حمير، عن أبي الفيض: كان هناك عهد بين معاوية والروم، وعندما انتهى العهد، غزاهم معاوية. ثم جاء رجل على فرس أو برذون يقول: الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر، ولما رأوه، تبين أنه عمرو بن عبسة. فأرسل معاوية إليه وسأله عن حكمة هذا الفعل، فأجابه قائلا إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من كان مع قوم في عهد، فلا يحل العهد حتى ينتهي أجله، أو يتفقوا على إلغائه بالتساوي.” وعاد معاوية بعد ذلك .
-عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ” لا تُمَارِ أَخَاكَ وَلا تُمَازِحْهُ ، وَلا تَعِدْهُ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ “
-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :”أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ” رواه البخاري (34) ومسلم (58)
-عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “عندما يجمع الله الأوائل والآخرين يوم القيامة، يرفع كل خائن لواءً، ويقال: هذه غدرة فلان بن فلان
-عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ : رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من رجل من الأعراب جزورًا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة وتمر الذخرة العجوة. ثم عاد به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، وطلب التمر منه، ولم يجده. فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: “يا عبد الله، إنا قد ابتعنا منك جزورًا أو جزائر بوسق من تمر الذخرة، فالتمسناه فلم نجده”. فقال الأعرابي: “واغدراه”. فنهمه الناس، وقالوا: “قاتلك الله، أياغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟”. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا”. ثم عاد له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “يا عبد الله، إنا ابتعنا منك جزائرك ونحن نظن أن عندنا ما سمينا لك، فالتمسناه فلم نجده”. فقال الأعرابي: “واغدراه”. فنهمه الناس، وقالوا: “قاتلك الله، أياغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟”. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا”. وردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثًا، فلما رأه لا يفقه عنه، قال لرجل من أصحابه: “اذهب إلى خويلة بنت حكيم بن أمية، فقل لها: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: إن كان عندك وسق من تمر الذخرة، فأسلفيناه حتى نؤدّيه إليك إن شاء الله”. فذهب الرجل إلى خويلة بنت حكيم بن أمية، وعاد الرجل فقال: قالت: “نعم، هو عندي يا رسول الله، فابعث من يقبضه”. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم للرجل: “اذهب به، فأوفه الذي له”. فذهب به وأوفاه الذي له. ومر الأعرابي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه، فقال: “جزاك الله خيرًا، فقد أوفيت وأطيبت”. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة، الموفون المطيبون .
قال النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة: `آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان`
-قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه و آله : إذا ضمنتم لي ستًا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة: اتقوا الصدق عندما تتحدثون، وأوفوا بوعودكم، وأدوا الأمانة عندما يُؤتمن لكم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وامسكوا أيديكم
قصص من السنة النبوية عن الوفاء بالعهد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفي بعهده حتى لم ينقض العهد مع اليهود في المدينة المنورة أو يقاتلهم إلا بعدما نقضوا العهد.
بعد صلح الحديبية، قدم ثلاثة رجال من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنوا إسلامهم، ومع ذلك رفض النبي صلى الله عليه وسلم استقبالهم وأعادهم إلى المشركين، موفيا بعهده معهم.
يتمسك المسلمون بالوفاء بما عاهدوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاته. فقد قال جابر رضي الله عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: `لو جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا`، ولم يأت مال البحرين حتى توفى النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن عندما وصل مال البحرين، أمر أبو بكر رضي الله عنه قائلا: `من كان لديه دين أو عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتنا`، فأتيته وقلت له: `إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا`، فأعطاني حثية وعددتها فكانت خمسمئة، فقال لي: `خذ مثليها`.
جزاء من أوفى بعهده
كل فعل حسن نقوم به يكافئنا الله بالخير في الدنيا قبل الآخرة. الوفاء بالعهد من سمات المؤمنين الموحدين بالله، والله وعد الموفين بهذه الصفات بأن يغفر لهم ذنوبهم وسيئاتهم كما قال تعالى {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون}. عهد الله لهم هنا يعني مغفرته لذنوبهم وإدخالهم جنات الخلد، وهذا ما ورد في قوله تعالى {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرآئيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل.
من يفي بعهده يورث من الله التقوى، وهذه التقوى تورث محبة الله له، قال تعالى {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}
الوفاء بالعهد براءة من النفاق.
والوفاء بالعهد يبعدك عن نواقص المروءة.