من الضروري إجراء فحص دوري لمستوى السكر في الدم، سواء عبر الفحص بواسطة الدم أو أي طرق شائعة وسريعة أخرى، للحفاظ على مستوى السكر في النطاق الطبيعي ومعرفة ما إذا كان العلاج والنظام الصحي يعملان بشكل جيد مع الجسم أم لا. كما يساعد في مراقبة مستويات السكر بشكل مستمر وحماية المريض من المضاعفات المتعددة لمرض السكري التي تؤثر على الجسم بأكمله إذا لم يتم التحكم في مستوياته بشكل صحيح. ويتحقق هذا التوازن والنسبة الطبيعية من خلال اتباع تعليمات الطبيب والامتثال لجرعات الدواء والالتزام بالنظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية. يجب أيضا ملاحظة أن استخدام الأنسولين بشكل مستمر أو مكثف قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم أدنى من المعدل الطبيعي (هبوط السكر) .
◄ فحص السكر المستمر : التقنية الجديدة التي تساعد في منع مضاعفات مرض السكري هي تقنية الفحص المستمر للسكري (CGM – Continuous glucose monitoring)، وهي تقنية تستخدم عن طريق زراعة باتش صغير تحت الجلد. يتم من خلالها استخدام جهاز رقمي لقراءة جميع المعلومات المتعلقة بمستوى السكر في الدم وتراكمه من خلال الاستشعار والتواصل بين الجهاز الرقمي والباتش المزروع تحت الجلد. يقوم الجهاز بفحص مستمر وتلقائي لمستوى السكر في الدم، ومن خلال الأرقام المعروضة على الجهاز، يمكن للمريض معرفة ما إذا كانت النسبة طبيعية أم تحتاج إلى تعديل. يصدر الجهاز تنبيهات متتابعة عندما يقترب مستوى السكر في الدم من النسبة الحرجة، ويصدر أيضا تنبيهات سمعية تلقائية عند اقتراب السكري من النسبة المتطرفة .
◄ دراسات و تجارب سريرية : أجريت دراسات متعددة على عشر مراكز طبية في الولايات المتحدة الأمريكية، بتمويل من الصندوق الدولي لأبحاث السكري من النوع الأول JDRF. ونشرت النتائج في مجلة NEMJ، وشملت الدراسة 322 مريضا، يتراوح أعمارهم من الطفولة إلى البلوغ وكبار السن، وهم جميعا مرضى بالسكري من النوع الأول، ويتم علاجهم باستخدام مضخات أو حقن الأنسولين ثلاث مرات يوميا. ويتم قياس نسبة A1C، والتي تعتمد على قراءة نسبة السكري في البلازما، وتشير إلى حالة المريض، لأنها قراءة تراكمية لفترة من الوقت. وكان الباحثون يتابعون هؤلاء المرضى ويحاولون تثبيت نسبة A1C بين 7 و10%، مع العلم أن المستوى الطبيعي لها في الأصحاء يتراوح بين 4 و5.9%. وقد تابع الباحثون قياسات نسبة السكري في الدم باستخدام الفحص المستمر للسكري والتقنية الجديدة، ومتابعتها أربع مرات يوميا. واستمر البحث وتدوين النتائج لمدة 26 يوما .
◄ النتائج : أظهرت النتائج أن مراقبة مستمرة لنسبة السكر في الدم تساعد المرضى على تحسين حالتهم الصحية، وخاصة للأشخاص الذين تجاوزوا سن ال ٢٥ عاما، حيث تحسن مؤشر A1C بشكل مستمر ولم يتعرضوا لمخاطر انخفاض مستوى السكر في الدم إلى مستويات خطيرة، بل تمت مراقبة مستويات السكر في الدم بكفاءة وتجنب المخاطر المتعلقة بارتفاعه، وبالتالي فإن التقنية الجديدة تساعد الطبيب في مراقبة المرضى وتحسين جرعات الأنسولين وفقا للنتائج المستمرة التي يتم قراءتها من الجهاز الجديد والذي يحتوي على تقنية الاستشعار عن بعد باستخدام باتش صغير يزرع تحت الجلد في الذراع أو البطن، حيث يتم متابعة مستويات السكر في الدم وترجمة النتائج إلى أرقام تظهر بوضوح ودقة على الجهاز الرقمي .
◄ المستقبل القريب : باستخدام التكنولوجيات الحديثة السابقة وميزة الاستشعار عن بعد، يعمل الباحثون حاليا على تصنيع نموذج للبنكرياس الاصطناعي، والذي يزرع في الجسم لقياس مستوى السكر في الدم. يحتوي هذا البنكرياس الاصطناعي على مضخة للأنسولين التي تقوم بضخ كمية الأنسولين المناسبة تلقائيا وفقا للقراءات التي تحصل عليها داخل الجسم .