إنشاء حول التضامن ” مقدمة – عرض – خاتمة “
مقدمة عن التضامن
يرادف تعريف التضامن الإنساني التعاون، وهو أحد السلوكيات الهامة والضرورية التي لا يمكن للمجتمع أن يكون قويا وسليما إذا كان أفراده يفتقرون إلى قيمة التضامن، وذلك يرجع إلى تأثيره الكبير على حياة الأفراد والمجتمعات. المقصود منه هو حالة التعاون والتضامن بين الأفراد الأقوياء والضعفاء، الأغنياء والفقراء، وهي عملية تكاملية تساعد على تحقيق الحياة بالشكل الذي يجب أن تكون عليه. إذا تم تطبيقه واتباعه على النحو الصحيح، فلن يكون هناك محتاج ولا جائع، وستتلاشى الصراعات وتنتهي الحروب، ويعم السلام في جميع أنحاء العالم، وهي بمثابة بعض من دوافع التضامن.
دعت المبادئ والتعاليم الدينية إلى إرساء قواعد التضامن وإظهار قيمة التعاون، كما دعت إلى أنواع مختلفة من التضامن من خلال المواثيق والقوانين المحلية والدولية. وقبل أن تدعو المبادئ الدينية والقوانين للتضامن، يعتبر التضامن شعورا ينبع من داخل الإنسان بفطرته وطبيعته، طالما هو شخص مدرك لأن كل مخلوق خلقه الله، ومهما بلغت قوته فهو في حاجة إلى المساعدة والدعم من حوله من البشر. ومن هنا تتجلى أهمية التضامن.
التضامن الاجتماعي
التضامن الاجتماعي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، وفقا لمقدرته ودوره وموقعه في العمل والحياة. إن من فقد قيمة التضامن، فقد إنسانيته التي فطرها الله عليه، ويختلف مفهوم التضامن الاجتماعي بين المفهوم الضيق الذي يقتصر على الجيران والأصدقاء والأقارب، والمفهوم الواسع والشامل الذي يشمل جميع الأفراد الذين قد يحتاجون إلى مساندة ومساعدة، سواء كانوا قريبين أو غرباء، وهناك من يتحمل مسؤولية البحث عن المحتاجين وتلبية احتياجاتهم بما يستطيع، وهذا يعد وضعية اندماجية في مفهوم التضامن الانساني
وفي كتابه المشهور المعروف باسم (العصبية)، ذكر ابن خلدون أن التضامن هو الركيزة الأساسية في المجتمعات الإنسانية، وهو القوة التي تدفع عجلة التاريخ. فالعصبية لا تعني بالضرورة الارتباط بصلات القرابة والدم، بل يفهم التضامن بأنه مفهوم ذو أهمية قصوى يشير إلى أن العصبية هي جانب إيجابي يحث الفرد على تقديم المساعدة والدعم للآخرين الذين يحتاجون إليه.
مفهوم التضامن في الإسلام
هناك بعض الأشخاص يزعمون أن جذور التضامن ومصدره الأساسي هو الاشتراكية كنوع من أنماط الحكم، في حين أن التضامن والتعاون هما في الواقع مفاهيم ومبادئ إسلامية أساسية. يتم ذكر مفهوم التضامن الاجتماعي ومبادئه في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الشريف. وقد تم اعتماد مفهوم شركات التضامن على تلك المبادئ الإسلامية السامية في تأسيسها
ومن أمثلة الآيات القرآنية التي ذكر فيها التعاون والتضامن قول الله تعالى في كتابه الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوىٰ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2]، وكما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على أهمية التمسك بالتضامن وما له من أهمية: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، فإذا شكا منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)، إذ أن التعاون والتضامن في الإسلام هو مبدأ سام يشمل جميع جوانب الحياة، سواء كانت سياسية أو مادية أو روحية أو اجتماعية.
قد وعد الله المتقين من عباده المتضامنين والمتعاوينن فيما بينه بالأجر والثواب العظيم مبيناً لهم مدى ما لذلك من نفع وأصر في كل من الحياة الدنيا من بركة واستقرار ومؤاخاة، وفي الآخرة من مغفرة للذنب ودخول للجنة، والجدير بالذكر أن الدين الإسلامي لا ينص أو يرد به ما يدل على تحريم أو كراهية تلبية الإنسان لاحتياجاته المادية الضرورية كأولوية حياتية ولكن قد دعا المسلمون إلى العمل على تحقيق التوازن بين الحاجات المادية الخاصة به، وما يدعوه إليه شعوره الإيماني من مطالب التعاون والإيثار مع إخوته المؤمنين.
فوائد التضامن
عندما يتم تدريك فوائد التضامن ، يصبح من السهل فهم أهمية التضامن ، فهذه الفوائد تشمل الفرد والمجتمع على النحو التالي
أثر التضامن على الأفراد
- يشعر الإنسان بالأمان عندما يكون واثقًا من أن كل فرد في مجتمعه والمؤسسات المكونة له على استعداد تام لتقديم المساعدة له عند الحاجة، وهذا يؤدي إلى الاستقرار المادي والصحي.
- عن طريق التضامن يتحسن دخل الأفراد ويتعافى اقتصادهم الخاص، وبالتالي يتحسن الاقتصاد العام للمجتمع.
- يتمكن الأفراد من تحقيق أهدافهم وغاياتهم التي يصعب عليهم تحقيقها بمفردهم بدون المساعدة من الآخرين.
- يمكن تخفيف الضغوط والتوترات وتجنب الآثار السلبية التي تنتج عنها من خلال المشاركة بين الأفراد في التعرض للصعوبات والمواقف المختلفة، مما يساعد على تخفيف الضغوط والتوترات التي يعاني منها البعض.
فوائد التضامن للمجتمع
تظهر آثار التضامن على المجتمعات عندما تلاحظ تلك الأمور جميعها أو بعضها
- تفعيل دور الأعمال التطوعية في المجتمعات وتحقيق الآثار الإيجابية المرتبطة بها.
- يمكن تحسين الاقتصاد من خلال التضامن، حيث يؤدي ذلك إلى الانتعاش الاقتصادي، الذي يتم تعزيزه من خلال زيادة الأرباح ومعدلات الإنتاج، ويتم إرساء السلام والاستقرار بين أفراد المجتمع.
- يتم تحقيق أهداف وغايات المجتمع عن طريق التضامن بين المؤسسات والأفراد في توزيع وتخصيص الأدوار، مما يضمن تحقيق تلك الأهداف والغايات بأقل وقت وجهد ممكن.
- الهدف من القضاء على الآفات والمشكلات المجتمعية مثل البطالة والفقر والأمراض وغيرها هو تكاتف وتعاون كل أفراد المجتمع فيما بينهم، والوقوف بجانب بعضهم البعض والتعاون مع الجهات المعنية للقضاء عليها والتخلص منها.
خاتمة عن التضامن
عندما يتم عرض تعبير عن التضامن الإنساني، يصبح واضحا بشكل لا لبس فيه أهمية وضرورة هذا التضامن في حياة البشر. فالطبيعة البشرية والحياة التي خلقنا عليها تدعونا للتضامن في مختلف المواقف والظروف، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية والقوة الجسدية وغيرها من العوامل. ومن خلال المشاركة في هذا التضامن، يتحقق السلام والاستقرار في المجتمعات المختلفة