تهتم العديد من الدول الآن بدراسة مجال الطب بشكل عام ، وبأمراض القلب بشكل خاص ، فقد أصبحت أمراض القلب حاليآ محط أنظار العديد من الدول على مستوى العالم ، فقد إنتشرت في الفترة الأخيرة أمراض القلب بشكل كبير ، كما تسببت هذه الأمراض في إرتفاع عدد الوفيات في كثير من الدول ، وهو ما جعل المنظمات الصحية المتخصصة في جميع دول العالم تهتم بدراسة مجال أمراض القلب بشكل أعمق ، للتوصل إلى طرق للوقاية من أمراض القلب الخطيرة ، وللتعرف على العلاج الأفضل لإنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض .

لقد قامت العديد من الدراسات في مختلف الدول برصد مدى انتشار أمراض القلب وشيوعها حول العالم، وأكدت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصائية لها عن أمراض القلب في عام 2015 أن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بأي من أمراض القلب يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أي سبب آخر للوفاة ، مما يعني أن أمراض القلب تحتل الصدارة في التسبب بالوفيات حول العالم ، وحتى تفوق مرض السرطان

يبلغ عدد الوفيات نتيجة الأمراض القلبية 7.4 مليون حالة وفاة، وتموت حوالي 6.7 مليون شخص نتيجة السكتة الدماغية، مما يشير إلى أن الأمراض القلبية الوعائية تلعب الدور الأكبر في الوفيات في مختلف دول العالم، وتشكل نسبة كبيرة من الوفيات في الدول المتقدمة والدول التوسطة أيضا، ونسبة كبيرة أيضا في الدول المتأخرة .

تعد الدول العربية، وخاصة دول الخليج، من بين الدول الأكثر تضررًا بإصابات وأمراض القلب، على الرغم من التقدم العلمي والطبي الكبير .

أمراض القلب الخلقية : إذا كانت نسبة عالية من كبار السن يعانون من أمراض القلب، فذلك لا يعني أن الأطفال يمكن ألا يصابون بالأمراض القلبية قبل أو بعد ولادتهم، وهذا ما يسمى بأمراض القلب الخلقية. وتشمل أمراض القلب الخلقية الأمراض التي يصاب بها الأطفال في مراحل مختلفة من عمرهم أو في فترة حديثي الولادة. وتحدث هذه الأمراض بسبب عيوب أو تشوهات في تكوين القلب خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب بعد الولادة. ونظرا لزيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب، فإن أمراض القلب الخلقية انتشرت بشكل كبير في مختلف الدول .

إنجازات المملكة العربية السعودية في مجال أمراض القلب الخلقية :
أولت العديد من الدول اهتمامًا بدراسة أمراض القلب الخلقية لدى الأطفال، ومن بين هذه الدول المملكة العربية السعودية، حيث ساهمت الدراسات والأبحاث المتطورة التي أجراها أطباء المملكة في التوصل إلى طرق علاجية متطورة وناجحة لأمراض القلب الخلقية .

وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم أن أمراض القلب الخلقية مشكلة صحية كبيرة يواججها الأطفال تستدعي هذه المشكلةآ تقييم وتحديدآ جيدآ لعبء هذا المرض ، والعمل بجد على علاجه والتصدى له ، لمنع نسب الإصابة من إرتفاع بشكل أكبر من الوضع الحالي .

أكدت الدراسة أن المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة حققت نجاحا ملحوظا في علاج الكثير من أمراض القلب الخلقية، وإنقاذ حياة عدد كبير من الأطفال، نسبة كبيرة منهم كانت حالتهم الصحية حرجة. بدأت العديد من المراكز الطبية المتخصصة في علاج أمراض القلب الخلقية عند الأطفال في تطبيق الدراسات العلمية الناجحة والفعالة في هذا المجال تطبيقا عمليا جيدا، مما ساعد الأطباء على تحقيق تقدما كبيرا يستفيد منه العديد من الأشخاص .

أكدت العديد من الدراسات الأخرى في المملكة العربية السعودية أنه يتم ولادة حوالي 5.4 مولود لكل ألف مولود حي يعانون من عيوب خلقية خطيرة في القلب، وبالتالي يتعرض العديد منهم للوفاة إذا لم يتم التعامل مع المرض بجدية واهتمام وسرعة وكفاءة. يكون قلب الطفل ضعيفا، والعيب الذي يعاني منه قد يكون خطيرا جدا ولا يمكن تحمل أي تقاعس .