إنجازات المسلمين في القرن العاشر
ساهم العلماء المسلمون بإنجازات كثيرة في مختلف المجالات خلال فترات مختلفة من الزمن، وسنركز في هذه المقالة على الإنجازات التي تحققت في القرن العاشر الهجري وسنغطي جميع الجوانب .
انجازات المسلمون في الحساب
كان لدى العلماء المسلمين الأسبقية معرفة كبيرة بالأسرار الرياضية، حيث استخدموا الأرقام والصفر في وقت مبكر، وظهر الصفر في الكتب العربية قبل الهندية. وقسم العلماء المسلمون الحساب إلى قسمين: الأول هو الحساب الغباري، الذي يتطلب استخدام الأدوات مثل القلم والورق، والثاني هو الحساب الهوائي، وهو علم يتعرف منه كيفية حساب الأموال العظيمة في الخيال دون الحاجة إلى الكتابة .
– و في القرن العاشر للهجرة/ السادس عشر للميلاد ظهر العالم الرياضي ابن حمزة المغربي ، و الذي تكلم عن الصلة بين المتوالية الحسابية و المتوالية الهندسية كلامًا يؤهله أن يكون واضعًا لأصول اللوغاريتمات ، و الممهد الحقيقي لاكتشافها ، و إذا أضيف إلى ما سبق العلاقة المثلثية التي وضعها ابن يونس المصري (ت 399هـ/ 1008م) ، و ما قدمته من خدمات كبيرة لعلماء الفلك ؛ إذ مكنتهم من تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع ، و في هذا بعض التيسير في حل المسائل الطويلة المعقدة ، تبين بوضوح كيف مهد الطريق لنابير و غيره في اكتشاف اللوغاريتمات .
انجازات المسلمون في الطب
بدأ المسلمون معرفتهم بالطب في بداية حركة الترجمة في العصر الأموي، عندما طلب الأمير خالد بن يزيد من المترجمين ترجمة كتب في الكيمياء والطب من الأمم السابقة قبل الإسلام. يتميز الطب العربي بأنه لم يقبل آراء السابقين في الطب التي وصلتهم عن طريق الترجمة بدون تفحص ونقد. إنهم قاموا بفحص تلك المعلومات وتقييمها بملاحظاتهم وتجاربهم. وقد لاحظ العديد منهم ذلك، مثل الرازي وابن سينا وابن الجزار وابن رضوان وعلي بن العباس المجوسي في أعمالهم الكثيرة .
– تم بناء أول مستشفى منظم في القاهرة عام 872هـ، وهو مستشفى “أحمد بن طولون” الذي كان يعالج المرضى ويوفر لهم الأدوية مجانا، كما كان يتوفر به حمامات منفصلة للرجال والنساء، وكان به مكتبة ثرية بالإضافة إلى قسم خاص للمرضى النفسيين. وتمت أول عملية لإزالة إعتام عدسة العين (المياه البيضاء) في العراق في وقت مبكر في القرن العاشر. ولم يخل كتاب طبي للمسلمين من التعرض لبعض جوانب أمراض العيون، وكان أطباء العيون المسلمون يقومون بإجراء العمليات الجراحية والتشريح والبحث وكتابة النتائج التي توصلوا إليها في كتبهم ودراساتهم من القرن العاشر حتى القرن الثالث عشر
ويعتبر الجراح المسلم أبو القاسم الزهراوي رائدا في جراحة التجميل، حيث قام بممارستها في القرن العاشر. وما زالت معظم الأدوات التي اخترعها هذا العالم المسلم تستخدم حتى اليوم في جراحات التجميل. وتناول الزهراوي في موسوعته الطبية “التصريف لمن عجز عن التأليف” عملية جراحية لإزالة ورم الأنف، وكيفية التعامل مع جراحات العيون والآذان والأسنان. وبالإضافة إلى ذلك، اهتم العلماء المسلمون بالكيمياء، وحظيت هذه العلوم بمساهمات كبيرة من قبل المسلمين حتى القرن السابع عشر
انجازات المسلمون في الفلك
المسلمون أظهروا اهتماما كبيرا بعلم الفلك، وتعتبر إنجازاتهم في هذا المجال أساسا للتطور اللاحق في أوروبا. على الرغم من أن نيكولاوس كوبرنيكوس، البولندي، يعتبر مؤسس علم الفلك الحديث، إلا أن المؤرخين أثبتوا أخيرا أن معظم نظرياته استندت إلى نظريات نصير الدين الطوسي وابن الشاطر، مثل نظرية الكواكب والنماذج التي وضعها ابن الشاطر. يثير جدلا كيف حصل كوبرنيكوس على تلك المعلومات، ولذلك أطلق مؤرخو علم الفلك على الفترة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر اسم “الحقبة الإسلامية”، حيث تمت معظم الدراسات المتعلقة بالنجوم في العالم الإسلامي .
– المسلمون قاموا بإنشاء الاسطرلاب، وهي الآلة المستخدمة لرصد النجوم، وظلت معروفة في العالم الإسلامي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وذكر عبد الرحمن الصوفي، وهو واحد من أشهر علماء الفلك في العالم الإسلامي في القرن العاشر، في كتاباته أكثر من ألف استخدام للإسطرلاب، كما أن عباس بن فرناس كان أول شخص يقوم بمحاولة جادة لإنشاء آلة طيران، وأن رحلته الأولى كانت في قرطبة عام 852 م .