إمكانية اكتشاف الإصابة بفيروس الإيبولا قبل ظهور الأعراض
حدد العلماء المؤشرات الحيوية المحتملة في الرئيسيات غير البشرية المعرضة لفيروس الإيبولا (EBOV)، والتي تظهر قبل أربعة أيام من ظهور الحمى، ويمكن أن يساعد هذا العمل على تطوير أدوات لتشخيص وتحديد عدوى الإيبولا في البشر قبل ظهور الأعراض .
يمكن اكتشاف الإصابة بفيروس إيبولا قبل ظهور الأعراض
توصل العلماء إلى وجود علامات حيوية محتملة في الرئيسيات غير البشرية المعرضة لفيروس الإيبولا (EBOV)، والتي تظهر قبل أربعة أيام من ظهور الحمى، وذلك وفقًا لبحث نُشِر في 28مارس الماضي في مجلة Science Translational Medicine .
هذا العمل يمثل تعاونا بين معهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي (USAMRIID) وجامعة بوسطن (BU). يمكن أن يساهم هذا البحث في تطوير أدوات تشخيصية للكشف عن عدوى فيروس الإيبولا في البشر قبل ظهور الأعراض. ستكون هذه الأدوات ذات قيمة كبيرة في الحد من انتشار المرض، خاصة مع وجود حالات محتملة للإصابة بالفيروس. هذه المعلومات مؤكدة من قبل الباحثة الدكتورة ساندرا إل بيكسلير، الباحثة في USAMRIID والمشاركة في هذا البحث .
تصريحات الباحثة ساندرا بيكسلير
أفادت بيكسلير بأن النماذج الحيوانية المستخدمة سابقا لدراسة الإصابة بفيروس إيبولا تتميز بطريقة الإصابة الحادة التي تستمر لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام في المتوسط، وهذا يشكل تحديا كبيرا للتدخل العلاجي، نظرا للفترة الزمنية القصيرة المتاحة لإدارة العلاج، بالإضافة إلى أن هذه النماذج تعتمد على جرعات عالية ومميتة من الفيروس، والتي لا تعكس تطور المرض والزمن الطويل الذي يلاحظ عند البشر. وتقول بيكسلير: `هذه النماذج قابلة للاستخدام في اختبار اللقاحات والعلاجات، ولكن بالنسبة للإصابة بالفيروس عند البشر، فإنها لا تتطابق مع ما نشهده في هذا المجال – خاصة بناء على أحدث انتشار لفيروس إيبولا في غرب إفريقيا .
لذا قررت بيكسلير وزملاؤها البحث عن نماذج بديلة لا يزال بإمكانها تكرار العدوى البشرية أثناء تمديد مسار المرض، وبدلا من تحدي الحيوانات عن طريق الحقن، وهو نموذج مختبر معياري، قاموا باختبار عن طريق الأنف ، والذي من المرجح أن يحدث عند التفشي الطبيعي، حيث قد يتعرض الناس للسوائل الجسدية المصابة .
ما اكتشفه العلماء
لاحظ العلماء أن الجينات المحفزة للفيروسات تظهر في جميع الحيوانات بلا استثناء، باستثناء الناجين من الإصابة بها. والأكثر أهمية هو أنه يمكن اكتشاف هذه الجينات قبل ظهور أعراض فيروس الإيبولا بأربعة أيام كاملة، والتي تعتبر واحدة من أولى العلامات السريرية للإصابة بفيروس الإيبولا. وعند مقارنة النتائج على البشر، باستخدام عينات من دم المرضى المصابين بفيروس الإيبولا في أحدث تفشيات المرض، تم اكتشاف نفس النمط الجيني .
ويعلق الدكتور غوستافو بالاسيوس الذي يدير مركز USAMRIID لعلوم الجينوم : يدلل ذلك على أن مرض فيروس الإيبولا القاتل له استجابة موحدة يمكن التنبؤ بها، وعلاوة على ذلك، يمكن التنبؤ بتطور المرض قبل مؤشرات العدوى الأخرى المستندة إلى المضيف، من خلال التعبير عن مجموعة فرعية من الجينات .
فيروس الإيبولا
يسبب فيروس إيبولا حمى نزفية حادة في البشر والرئيسيات غير البشرية، ويتسبب في معدلات وفيات عالية، ويظهر هذا الفيروس في مواقع جغرافية جديدة في كل مرة، بما في ذلك غرب إفريقيا الذي يعد أكبر موقع لانتشار هذا الفيروس حتى الآن، وتم تسجيل أكثر من 28000 حالة مؤكدة ومحتملة ومشتبه بها في غينيا وليبيريا وسيراليون، مع تسجيل أكثر من 11000 حالة وفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، ويقدر عدد الناجين من فيروس إيبولا بأكثر من 10000 شخص حتى الآن .
ويتم إجراء بحوث حول فيروس الإيبولا في إطار المستوى الرابع من السلامة الحيوية، حيث يقوم المحققون بارتداء ” البدلات الفضائية ” ذات الضغط الإيجابي ويتنفسون الهواء المصفى أثناء عملهم، ويعد مختبر USAMRIID هو المختبر الوحيد في وزارة الدفاع الذي لديه إمكانية توفير المستوى الرابع من السلامة الحيوية .