إطلاق مبادرتين لمواجهة ظاهرة التصحر والتلوث بالمملكة
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة عن إطلاق مبادرتين للتنمية المستدامة في الغابات والمراعي، بهدف مواجهة ظاهرة التصحر والتلوث، من خلال زراعة أربعة ملايين شجرة وستة ملايين شتلة .
تم إطلاق مبادرتين لمواجهة مشكلة التصحر والتلوث في المملكة
أطلقت المملكة مبادرتين تهدفان إلى مواجهة التصحر والتلوث وتحقيق التنمية المستدامة، حيث ستقوم بزراعة 4 ملايين شجرة وتوفير 6 ملايين شتلة، وإعادة تأهيل 60 ألف هكتار من أراضي المراعي، وتقويم وتأهيل 100 موقع مستهدف مثل المتنزهات البرية، وتطوير ما يصل إلى 24 متنزها وطنيا، في الأربع سنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، ستتم إطلاق 17 مبادرة أخرى لتعزيز العمل البيئي، وسيتم إطلاق تطبيق بإسم `التشجير` في وقت لاحق .
اليوم العالمي للغابات
احتفلت وزارة البيئة والمياه والزراعة مؤخرا باليوم العالمي للغابات، وهو يوم دولي يتم الاحتفال به يوم 21 مارس، والذي يهدف إلى رفع الوعي بمختلف أنواع الغابات وأهمية الأشجار، لاسيما عند الأشخاص التي تتخذ من المدن سكنا لها، حيث يقل عندهم أهمية الغابات والأشجار و المساحات الخضراء بصورة كبيرة، ويهدف هذا اليوم إلى تعريف هؤلاء الناس بالفوائد التي سوف يجنونها من الاهتمام بالغابات وزراعة المزيد من الأشجار، بداية من تنقية الهواء والتخلص من الملوثات فيه، وتقليل التلوث السمعي وتوفير الغذاء والدواء، وتحسين المناخ على المستوى المحلي وترطيب الجو وغيرها من الفوائد الكبيرة .
في احتفال الوزارة بهذا اليوم العظيم، تم نشر عدد من التغريدات عبر حساب الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي `تويتر`، تشير إلى أهمية الأشجار في تخفيف آثار التغيرات المناخية في المدن. وأفادت بأن تلوث الهواء يؤدي إلى وفاة ما يصل إلى 5.5 مليون شخص سنويا. كما أشارت في تغريدات أخرى إلى أن الشجرة الواحدة تستطيع امتصاص حوالي 150 كجم من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهذا يساهم في تغيير آثار المناخ. كما أشادت الوزارة بمبادرة `أشجار شيكاغو` بشكل كبير، والتي تم إطلاقها في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت أن الشجرة الواحدة تخزن قيمة تعادل 521 ألف دولار من الكربون سنويا .
دراسة حديثة
أثبتت دراسة تم القيام بها مؤخرا أن الشجرة الواحدة يمكنها أن تمنح الأكسجين إلى أربعة أشخاص كل يوم، وأثبتت الدراسة أيضا أن هذه الأشجار التي تزرع في المدن تساهم في إزالة الملوثات والجزيئات الضارة من الهواء، وأوضحت بحسبة بسيطة أن غابة واحدة في مدينة قادرة على إزالة 821 طنا متريا من تلوث الهواء .
الغابات في المملكة
تبلغ مساحة الغابات في المملكة ما يصل إلى 27 ألف كيلو متر مربع، أي بنسبة 1.26 في المائة من إجمالي مساحة المملكة، ومعظم هذه الغابات تتكتل في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة لاسيما عند المرتفعات، وعبرت وزارة البيئة أن تغطية الغابات لهذه النسبة الصغيرة من إجمالي مساحة المملكة صغيرة للغاية، حيث أن الغطاء النباتي سواء غابات أو مراعي أو متنزهات يعاني من خفض الإنتاج وتقلص التنوع الحيوي واتساع ظاهرة التصحر .
السبب وراء تدهور الغطاء النباتي في المملكة
صرحت الجمعية التعاونية لنبات اليسر والنباتات الصحراوية ،أن مسئولية تدهور الغطاء النباتي في المملكة تقع بسبب الرغبة في التوسع في النمو العمراني، والرغبة في زيادة الثروة الحيوانية، الذي يؤدي إلى زيادة الرعي الجائر بصورة كبيرة، ويؤدي إلى ازدياد الطلب على الحطب الذي يؤدي بالضرورة إلى نمو عملية الاحتطاب، وهذا يرجع بصورة ما إلى زيادة عدد السكان، مع عدم وجود الوعي البيئي الكافي الذي يتسبب في دهس النباتات .
أكد الدكتور ناصر الخليفة نائب رئيس الجمعية أن العوامل المذكورة سابقا هي السبب الرئيسي لتدهور النباتات في المملكة، ودعا المعنيين للعمل على تجنب هذا التدهور الكبير والبحث عن حلول وسبل للتعامل معه، وأشار إلى ضرورة إنشاء “الشرطة البيئية” التي يمكن أن تساهم في زيادة الحماية البيئية، وأكد على ضرورة إنشاء نظام أمني لتوفير سلطة تشريعية وتنفيذية للحماية والرعاية الاجتماعية للمواطنين، بالإضافة إلى دور الخطباء في المساجد في نشر رسالة تعزيز وعي المجتمع لحماية مواردهم، بما في ذلك النباتات، واستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي بالحماية وإعادة التجدد .