إطلاق أول برنامج متخصص لعلاج وتأهيل مرضى الفيل بالمملكة
عندما يصاب الإنسان بأي مرض، يتوقع أن تكون هذه هي النهاية، وبالفعل يعيش في انتظار الموت في أي لحظة، دون أن يتيقن بأن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، وهو الذي يسخر له أشخاصا يعالجونه عن طريق الأدوية والعقاقير، والأهم من ذلك هو التأهيل لجعل العلاج فعالا. فمرضى داء الفيل يعانون من العديد من الأعراض التي ترهق حياتهم وتمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل معتدل، وهذا يجعلهم يصابون باليأس في جميع مراحل العلاج. ومع ذلك، تحرص وزارة الصحة السعودية دائما على تقديم الخدمات الصحية لجميع شرائح المجتمع. وقد أعلنت مؤخرا عن إطلاق أول برنامج متخصص داخل المملكة لعلاج وتأهيل مرضى داء الفيل واعتلال الأوعية اللمفاوية، اعتبارا من شهر مارس 2017. فما هو هذا البرنامج؟ سنوضح ذلك في المقال أدناه
تم إطلاق أول برنامج مختص لعلاج وتأهيل مرضى داء الفيل
تم إطلاق أول برنامج متخصص داخل المملكة من قبل وزارة الصحة السعودية، يهدف إلى علاج وتأهيل مرضى داء الفيل واعتلال الأوعية اللمفاوية بالتعاون مع مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وذلك ضمن التعاون المشترك بين وزارة الصحة ومدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، الذي يهدف إلى تقديم الخدمات الصحية المتعددة في مجال التأهيل والجراحة لشرائح المجتمع المختلفة، بالإضافة إلى تحسين جودة حياة كل فرد من أفراد الأسرة المجتمعية.
يهدف هذا البرنامج إلى علاج وتأهيل مرضى داء الفيل ومواجهة زيادة حالات الوذمة اللمفاوية واضطرابات الأوعية اللمفاوية. ومن بين الخدمات الرئيسية التي يقدمها المركز هو علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأوعية اللمفاوية بجميع أسبابها، سواء كانت أسبابا وراثية أو ثانوية والتي تنتج عادة نتيجة للعلاج الإشعاعي والحوادث وإزالة العقد اللمفاوية جراحيا.
أهمية برنامج علاج وتأهيل مرضى داء الفيل
يعتبر إطلاق برنامج علاج وتأهيل مرضى الفيل من أهم الخطوات التي اتخذت لصالح مرضى داء الفيل، وذلك بسبب وجود صعوبة في علاج وتأهيل هذا المرض ولقلة المراكز المتخصصة، لذلك يتطلب العلاج التعامل مع فريق متعدد التخصصات ولديهم الخبرة الكاملة في مجال الأوعية الليمفاوية وتقديم الخدمات المثالية لمرضى داء الفيل والتركيز على كافة الجوانب المطلوبة لعلاجهم.
ويتكون الفريق الطبي المعالج من عدة تخصصات هي استشاري للغدد الصماء، واستشاري جراحة أوعية دموية، واستشاري جراحة عامة، وممرضين متخصصين في العناية بالجروح، ومختصين علاج طبيعي، ومختصين للتعامل مع الأوعية الليمفاوية والوذمة الليمفاوية، فالتعاون المثمر بين الجميع يؤدي في النهاية إلى خدمة المريض مهما كانت خياراته العلاجية والتأهيلية والتي تحدد على مدي الإصابة، ومن الممكن أن يكون العلاج جراحيا ثم تليه فترة تأهيل داخل المركز.
داء الفيل
مرض داء الفيل أو الفلاريا هو مجموعة مرضية تسببها ديدان مسطحة تصيب الإنسان والحيوان وهي الديدان الخيطية التي تهاجم الأنسجة تحت الجلد والأوعية الليمفاوية وتؤدي إلى الإصابة ببعض الأعراض مثل تضخم وانتفاخ الأطراف العلوية أو السفلية أو كلاهما معا، كما تتسبب في التهابات وتقرحات مزمنة في الأطراف، ويعرف داء الفيل أو كما يعرف بالوذمة الليمفاوية بأنه خلل في عمل الأوعية الليمفاوية، وقد سمي باسم داء الفيل لأن المريض المصاب به يصبح مثل الفيل خاصة الأطراف كرجل الفيل.
مرض داء الفيل هو واحد من الأمراض المزمنة التي تعود لقرون عديدة، وعلى الرغم من الدراسات القديمة والحديثة التي كشفت كل ما يتعلق بهذا المرض، إلا أنه لا يزال موجودا حتى الآن، ولا تزال حالات الإصابة بهذا المرض تحدث. فعدد المصابين بهذا المرض يصل إلى حوالي 120 مليون شخص في أكثر من 83 دولة حول العالم، وتزداد الإصابات في المناطق الاستوائية، ويعود ذلك إلى أسباب مناعية.
نسبة الشفاء من هذا المرض مختلفة وتعتمد على نسبة الإصابة، ففي الحالات المبكرة يمكن تحسن الحالة المرضية باستخدام الدواء، أما في الحالات الشديدة فمن المتوقع أن تكون النتائج أقل مما يتطلب الصبر والإيمان بالشفاء بإذن الله.
أعراض داء الفيل
يتمثل في تضخم السيقان والأعضاء التناسلية والصدر والذراعين.
2- يمكن أن يؤدي بعض الحالات إلى انتفاخ الخصية المائي.
3- وجود إفراز مبيض مع البول.
4- تضخم الكبد وتضخم الطحال.
ولا ننس أن الوقاية خير من العلاج وذلك بتجنب عض البعوض الذي هو من أهم مسببات مرض داء الفيل وغيره من الأمراض الأخرى، واستخدام المبيدات الحشرية في طرده، وارتداء الملابس الواقية، والتعامل بحرص مع الأماكن التي يكثر فيها البعوض كأماكن المستنقعات والبرك، والكشف الدوري، وعدم تجاهل ظهور أي من أعراض مرض داء الفيل.