إستراتيجية سكامبر لتنمية التفكير الإبداعي
يعتبر موضوع الإبداع من الموضوعات التي شغلت الإنسان منذ وقت باكر، لما تتمتع بأهمية كبيرة في حياة البشرية، فالإنسان المبدع هو من يستشرف المستقبل واضعاً الحلول والسيناريوهات الطموحة ناحيته، وهو من يفكر في تحديات قوية للحاضر ويسعى وراء إيجاد حلول لها، وهو من ينظر للوراء للماضي بعين ثاقبة لتأطير هذا المجهود وتوظيفها لغد.
مفهوم عملية الإبداع :
إنها عملية إبداع لإنتاج أفكار جديدة لم ترى من قبل، وتتميز تلك الأفكار بالجدية والابتكار والأصالة. تساعد تلك الأفكار في حل مشكلة ما يواجهها الفرد. في القرن الواحد والعشرين، يظهر العالم بأكمله كما لو كان يشهد ثورة علمية وثقافية كبيرة، حيث تظهر هذه الظاهرة في كافة جوانب الحياة. إنها نتيجة طبيعية لتغير وتطور الحضارة الإنسانية عبر مراحلها المتعددة منذ العصور البدائية وحتى الوقت الحالي. لذا، يلعب الإبداع دورا هاما وبارزا في هذه الحضارة المستمرة، فهو الأساس الذي يعتمد عليه الإنسان لمواجهة التحديات الطبيعية.
برنامج سكامبر :
يوصف برنامج سكامبر بأنه برنامج إجرائي يساعد على تنمية التفكير الإبداعي من خلال الخيال، باستخدام أسلوب التفكير التباعدي، ويتضمن مجموعة من الألعاب وعددها عشرون لعبة، تختلف في محتوياتها وتشترك فقط في طريقة التقديم وهذا البرنامج يتم استخدامه على نطاق واسع في الكثير من المدارس.
تاريخ الاستراتيجية :
1-في البداية اقترح ألكس أوسبون قائمة بتوليد الأفكار وهي الكلمات أو الجمل الافتتاحية التي تشكل حروفها الأولى كلمة سكامبر لكي تصبح إستراتيجية مساعدة خلال جلسات ضعف الذاكرة.
قدّم ريتشارد دي ميلي كتابًا بعنوان `وضع أمك على السطح` في عام 1967، وهدف هذا الكتاب إلى تنمية الخيال لدى الأطفال.
في عام 1970، قدم فرانك ويليامز وزملاؤه خلال عمله كمدير لمشروع المدارس الوطنية مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى تعزيز التعبير الإبداعي لدى الأطفال، وذلك بعد مرور فترة من الزمن.
كانت هذه الأساليب تستند في الماضي على عاملين أساسيين وهما العمليات المعرفية التي تشمل الأصالة والمرونة والطلاقة والميل إلى التفصيلات، والعمليات العاطفية أو الوجدانية التي تشمل حب الاستطلاع والاستعداد للتعامل مع المخاطر وتفضيل التعقيد والحدس.
إجراءات ما قبل تطبيق الاستراتيجية :
يجب على المدرب أن يكون متقنًا للبرنامج عن طريق قراءة محتوى البرنامج وألعابه بشكل عميق.
يجب أن يكون مكان عقد اللقاءات التدريبية مناسبًا ومريحًا لكل من المدرب والمتدربين على حدٍ سواء.
يمكن للمدرب في أي لقاء تدريبي أن يقدم عرضًا مختصرًا حول الإبداع وأهميته ويبسط المفاهيم والمصطلحات المتعلقة به، ثم يستعرض بشكل سريع قائمة توليد الأفكار سكامبر.
يجب التأكد من إتقان جميع المتدربين لتعليمات البرنامج بعد شرحها لهم، ومن ثم القيام بتطبيق إحدى ألعاب التدريب المعينة.
دور المعلم في استراتيجية سكامبر :
يبدأ المعلم بتقديم عنوان اللعبة، ثم يقدم مقدمة قصيرة أو مدخل لها.
يقوم المدرس بتزويد المتدربين ببعض الوسائل التعليمية والأدوات المساعدة مثل الصور أو المجسمات وفقًا للعبة المرغوبة في اللعب مع المتدربين.
يقوم المعلم بطرح أي أسئلة لدى المتدربين، ويجيب عليها، ثم يقترح المدرب لعبة ويطلب رأي المتدربين في اللعبة المقترحة قبل البدء فيها.
يجب تذكير اللاعبين بالتعليمات الخاصة بالبرنامج قبل بدء اللعبة أو استئناف أي جزء منها عند الحاجة.
خطوة رقم 5: يجب البدء في قراءة نص اللعبة بشكل واضح وعند الانتهاء من اللعبة أو أحد أجزائها، يرشد المدرب المتدربين إلى بطاقة النشاط الموجودة في دليل المتدرب للقيام بالتطبيقات المطلوبة .
مهارات التفكير الإبداعي :
1- الأصالة :
تعنى الأصالة بقدرة الفرد على إبداع أفكار جديدة وفريدة، والابتعاد عن الأفكار المألوفة، فهي جانب من العملية الإبداعية.
2- الطلاقة :
الطلاقة هي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار لمشكلة معينة خلال فترة زمنية قصيرة، وهناك أنواع عديدة من الطلاقة مثل الطلاقة اللفظية والطلاقة الفكرية.
3-المرونة :
تعني المرونة القدرة على التكيف والانتقال بين الأفكار بشكل مرن للاستجابة للمواقف المختلفة، وهناك أنواع مختلفة من المرونة، بما في ذلك المرونة التلقائية والمرونة التكيفية.
وفي العصر الحالي فرض الإبداع ذاته كضرورة من ضرورات الحياة، حيث أن قوة الأمم في القرن الواحد والعشرون أصبح يقاس الإبداع لدى الأشخاص الذين لديهم عقول مبدعة وفاعلة، لديها القدرة على التفاعل مع المعرفة والتقنيات الحديثة والمطورة، حيث أن تسارع المعرفة الإنسانية يحتاج إلى سرعة مواكبتها للاستفادة منها والمساعدة في تطويرها، وهذا لا يحدث سوا أثناء حدوث ثروة بشرية على درجة عالية من الإبداع والابتكار.