إحذري ” أضرار عصبية الأم على الطفل ” فلا داعي لها
إحذري العصبية عند تربية أطفالك
إذا كنت تعاني من العصبية والغضب الزائدين في العديد من الأوقات، فإنك تواجهين مشكلة كبيرة في عدم القدرة على التحكم في أعصابك. يجب عليك أن تدركي أن لديك مشكلة، فهذه هي الخطوة الأولى نحو العلاج. بعد ذلك، ينبغي عليك أن تحاولي ممارسة بعض التمارين للسيطرة على النفس والتحكم في السلوك، حتى تتمكني من التخلص من العصبية والغضب والتعامل بروية مع المواقف المرتبطة بتربية أطفالك، حتى لا تؤثر سلبا على أطفالك.
يجب أن تدركي أن العصبية تمنعك من التواصل مع أطفالك بشكل صحيح وهادئ، وهذا يؤثر على محبتهم لك. وعلى الرغم من الضغوط التي تواجهينها والتي تسبب لك العصبية، إلا أن صحة أطفالك النفسية والسلوكية أهم من أي شيء آخر.
أضرار عصبية الأم على الطفل
إذا اعتمدت الأم في تربية أطفالها على الصراخ والعصبية، فمن المحتمل أن يتعرض الأطفال للعديد من الأضرار، مثل:
- يعتمد الأطفال في بعض الأحيان على الصراخ والعصبية للتعبير عن رأيهم والتواصل مع بعضهم البعض، وكأنهم يرسلون رسائلهم بطريقة الصراخ بدلاً من التحدث بأدب وهدوء، وهذا ليس السلوك الصحيح الذي ينبغي للأطفال اتباعه في التواصل والتحدث.
- تؤثر الأم العصبية على علاقتها مع أطفالها بشكل سلبي، حيث تصعب عليها التواصل معهم بشكل جيد بسبب كثرة صراخها وعصبيتها، ويتجنب الأطفال التقرب من والدتهم العصبية، ويميلون إلى الاقتراب من أصدقائهم بدلاً منها.
- تؤثر العصبية لدى الأم على الطفل بشكل سلبي، حيث يتجاوب الطفل بطريقة عاطفية وليست عقلانية تجاه هذه العصبية والغضب الموجه نحوه، وقد يشعر الطفل أحيانا بأن أمه تكرهه ولن يدرك حقيقة أنها تحاول توجيه سلوكه للأفضل، وذلك لأنها استخدمت سلوكا سيئا في التربية وهو العصبية.
- الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة أو تكون الأم في عصبية شديدة عند تربيتهم فإنهم معرضون لخطر النتائج الصحية والجسدية والنفسية أيضا، كما تتاثر حياتهم الشخصية والمهنية أيضا في المستقبل إذا عانوا من ذلك وهم أطفال لأن العصبية تؤثر سلبي على سلوكياتهم في كل مراحل حياتهم المختلفة بشكل تدريجي.
ولا شك أن الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة أو العصبية داخل المنزل فإنهم يكونون أكثر عرضه لظهور سلوكيات سلبية وخطرة في المدارس، وهو ما يقلل فرصهم في التفوق الدراسي نظرا لكثرة وجود عامل الخطر في حياتهم مع الآخرين. - يكون الأطفال الذين يتعرضون لعصبية الأم في تربيتهم أكثر صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالمقارنة مع الأطفال الذين يعيشون في بيئة هادئة، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية واضطرابات سلوكية لديهم.
- إذا كان الطفل يعيش في جو من العصبية، فسيكون دائما في حالة صراع وخوف، حيث يشعر جسده بالتهديد المستمر في البيئة المحيطة به، ولن يكون قادرا على التأقلم بنفس الطريقة التي يتأقلم بها الأطفال الذين يتم العناية بهم من قبل أشخاص يستطيعون السيطرة على أنفسهم بدون عصبية أو غضب.
- يقلد الطفل والديه في كل شئ، وهو يتعلم من خلال الملاحظة، والأب والأم بالنسبة له المعلم الأول فحين تقوم الأم بسلوك سئ فيجب الإدراك بأنه سيكون السلوك الذي يمثلونه ويصبح نموذجا ليكيفة تصرف الطفل أيضا، وعندما يلاحظ الطفل سلوك الأم العصبي فإنه يقلدها ومع نموه ونضجه تصبح قدرته منخفضة على تنظيم عواطفه.
- تزيد التعرض للاستفزاز من الآباء للأطفال من العصبية في المنزل، من شعور الأطفال بالخوف وعدم الأمان داخل المنزل، مما يجعل بيئة المنزل غير آمنة وغير مستقرة بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أنهم سيشعرون بالخوف من القيام بأي فعل أو قول أي شيء قد يثير غضب واستفزاز الأم أو الأب.
- يُظهر القلق نتيجة الخوف المستمر من رد فعل الأم أو الخوف من عصبيتها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى قلق الطفل. وقد يتطور الأمر إلى قلق مفرط ويتجلى ذلك في العديد من الأمثلة،مثل عدم التحصيل الدراسي الجيد حيث تصبح درجاته متدنية وقد يرسب كثيراً في الإمتحانات.
- يواجه الطفل صعوبة كبيرة في تكوين صداقات، حيث لا يعيش حياته بشكل سليم مثل الآخرين، بل يعيش في جو من الاضطرابات السلوكية التي تجعل الآخرين يبتعدون عنه ولا يرغبون في مصادقته.
- يظهر التبول أثناء النوم في الفراش على أنه واحدة من أنواع الفوبيا، مثل الخوف من الظلام.
- يمكن أن يؤدي عدم احترام الذات إلى تعرض الطفل للعصبية بشكل كبير حيث يشعر بالغضب لأنه يشعر بأنه غير قادر على فعل أي شيء بشكل صحيح، مما يؤثر على ثقته بنفسه ويجعل احترامه لذاته منخفضًا.
يشعر الطفل هنا أنه عاجز عن فعل أي شيء يوافق عليه الأم، حيث تتعصب الأم بشكل مستمر ضده، وهذا يدفعه للقيام ببعض السلوكيات السلبية المرتبطة بحالة الاكتئاب التي وصل إليها، مثل الإهمال في النظافة الشخصية، والإدمان، وتعاطي المخدرات. - قد يتحول الطفل الذي يتعرض باستمرار للعصبية والغضب إلى شخص عصبي، حيث يبدو دائمًا مستاءً ولا يرضى بأي شيء ويظهر سلوكيات عصبية وغضب شديد داخل المدرسة، ويصبح سلوكه مزعجًا في أي تجمعات.
اضرار العصبية على صحة الأم
على الرغم من أن عصبية الأم تؤثر بشدة على صحة الطفل، إلا أن الأم نفسها تتأثر أيضًا سلبًا، وتتمثل آثار العصبية على صحة الأم في:
- زيادة القلق والتوتر لدى الأم يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- ظهور آلام في المعدة.
- تشعر بالحزن والندم بعد الغضب والعصبية، ومع ذلك فإن الشخص الذي يعاني من هذه الصفات يعيد تكرارها كثيرًا بسبب عدم قدرته على السيطرة على غضبه.
- الشعور المفرط بالغضب غير المناسب والمبالغ فيه، خاصة فيما يتعلق بالمشاكل البسيطة أو التي يمكن أن تبدو تافهة.
- قد تتحول المحادثات مع الآخرين إلى صراعات بدلاً من الاستماع والحوار الهادئ.
- تعاني الأم من حالة نفسية سيئة بسبب البعد العاطفي بينها وبين أبنائها، الذي نتج عن كثرة عصبيتها وصراخها عليهم، مما أدى إلى تباعد المشاعر بينهما وجفاف العلاقة بشكل ملحوظ، حيث لم يشعروا بالحنان الدافئ من الأم بالشكل الذي يرغبون فيه.
طريقة تحكم الوالدين في غضبهم
يرتبط غضب الوالدين بشكل كبير بالضغوط التي يتعرضون لها، وعندما يكون هناك انسجام بين الوالدين يشعر الأطفال به داخل المنزل ويتعلمون منه، ويعد ذلك واحدًا من أفضل الطرق لتحسين سلوكيات الأطفال داخل المنزل.
يعتبر العقاب القاسي والتأديب سبباً رئيسياً للعصبية، وهو أمر غير ضروري لأن الأهل يشعرون بالغضب بسرعة وينتقل ذلك إلى الأطفال.
رغم محاولاتك للتحكم في نفسك وعدم الصراخ والعصبية، قد يحدث ذلك في بعض الأحيان ويصعب عليك السيطرة على صوتك وظهور عصبيتك، وفي هذه الحالة يجب عليك الاعتذار أمام أطفالك لتعليمهم درسًا مهمًا وهو أننا جميعًا نرتكب الأخطاء وإذا ارتكبنا خطأً فعلينا الاعتذار.
وإذا قام أحد أطفالك بالصراخ فإن عليك أن توجههم بأن الصراخ ليس الطريقة الجيدة في التواصل وأنه يوجد حدود لا يجب أن يتخطاها وأنك لن تستمع إليهم إلا إذا كانوا يظهرون الإحترام في حوارهم وعليك أن تكون قدوة لهم في الكثير من الأوقات لأنك إذا استمريت على سلوكك العصبي فلن تستطيع أن توجههم لسلوك آخر فهم يقلدونك في كل شئ.