صحة

إبطاء تطور الزهايمر باستخدام الرمان

الزهايمر مرض يهدد الجميع دون التفرقة بين شخص و آخر و دون النظر إلى السن ، و هو من الأمراض الخطيرة التي تهاجم خلايا المخ و تُسبب فقدان الذاكرة و القدرات المعرفية ، و لذلك يسعى العلماء دائمًا لاكتشاف حلول مبكرة للقضاء عليه ، و آخر ما توصل له العلماء هو إبطاء تطور الزهايمر بواسطة مركب طبيعي موجود في الرمان ، و في هذا المقال سوف نوضح دور المادة الفعالة الموجودة في الرمان على مرض الزهايمر و الحد من انتشاره.

دراسات توضح دور الرمان في القضاء على الزهايمر:
قام بعض الباحثين من جامعة هدرسفيلد (University of Huddersfield) بعمل دراسات حول الدور الفعال الذي يلعبه الرمان في الحد من تطور مرض الزهايمر ، و جاءت تلك الدراسات تحت إشراف الدكتور Olumayokun Olajide ، أخصائي في المواد المضادة للالتهاب من المنتجات الطبيعية في الجامعة ، ركزت الدراسة على أحد مركبات الرمان و يُسمى مركب (punicalagin) ، و هو عبارة عن بولي فينول موجود في الرمان ، فقد اعتقد الباحثون أن هذا المركب يمكنه التصدي لمرض الزهايمر كما يمكنه أن يخفض الالتهاب المؤلم الذي يصاحب بعض الأمراض مثل ا لتهاب المفاصل الروماتزمي و مرض باركنسون.

تم إجراء دراسة على مركب (punicalagin) باستخدام خلايا الدماغ المعزولة من الجرذان، وكانت هذه هي المصدر للاختبارات التي أجراها الباحثون. وظهرت نتائج مذهلة عندما تم تثبيط الحالة الالتهابية في بعض الخلايا الخاصة في الدماغ، المعروفة باسم (micrologia)، باستخدام مركب (punicalagin). ويعتبر هذا الالتهاب هو السبب الأساسي لتدمير المزيد من خلايا الدماغ، مما يؤدي تدريجيا إلى تدهور حالة مرضى الألزهايمر. تم نشر نتائج هذه التجربة في مجلة Molecular Nutrition & Food Research، ويعمل الفريق حاليا على تحديد الكمية المطلوبة من الرمان للحصول على الفعالية المرغوبة.

بالإضافة إلى ما ذكر سابقا، أكد الباحثون أن تناول الرمان بانتظام له العديد من الفوائد الصحية للإنسان، بما في ذلك الوقاية من التهاب الأعصاب المصاحب لأعراض الخرف. من المهم أن ندرك أن عصير الرمان الطبيعي يحتوي تقريبا على 3.4% من المركب المعروف باسم (punicalagin) الذي يبطئ تطور أعراض الزهايمر. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الرمان مفيدا في أي حالة تكون فيها الالتهاب عاملا في المرض، سواء كان التهاب الأعصاب أو التهاب المفاصل الروماتزمي أو داء باركنسون أو السرطان.

قام الدكتور أولاجيدي بالتعاون مع الدكتور كارل هيمينغ، أحد أخصائيي الكيمياء العضوية، بالتعاون معا لإيجاد حلول وعلاجات جديدة ومبتكرة للقضاء على مرض الزهايمر. بدلا من الاعتماد على استخلاص مركب “بونيكالاجين” مباشرة من الرمان أو عن طريق تناول عصير الرمان، قرروا هؤلاء الأطباء العمل معا والسعي لتخليق مشتقات من مركب “بونيكالاجين” لتطوير أشكال دوائية فموية جديدة تحتوي على هذا المركب الفعال. وبالتالي، ستكون هذه الأدوية قادرة على علاج الالتهابات العصبية التي قد يعاني منها الأشخاص.

و في النهاية أكد الباحثون على أن مركب punicalagin لا يعتبر علاجاً للألزهايمر ، بل هو قادر على أن يقي أو يبطئ من تطور المرض بجانب الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض ، و بالتالي فهذه الدراسة تعطي أملًا جديدًا لحوالي 44.4 مليون شخص حول العالم يعانون من الزهايمر و هو رقم قابل للزيادة باستمرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى