منوعات

أين عاش قوم نوح

نوح، سيدنا نوح عليه السلام، هو واحد من الرسل الذين عملوا مع قومهم لنشر رسالة الله تعالى، ولكنهم ضلوا عن الطريق المستقيم وانحرفوا عن أمر ربهم. لم يقبلوا السير على الطريق الذي أراده الله سبحانه وتعالى. سيدنا نوح عليه السلام هو واحد من الأنبياء الذين كانوا عزماء، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس (أخنوخ) بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. يعود نسبه السلام إلى سيدنا آدم عليه السلام، وهو أول رسول أرسله الله تعالى إلى الأرض.

جدول المحتويات

قوم نوح ومكان إقامتهم

لم يرد في القرآن الكريم أي شيء عن موقع قوم نوح (بنو راسب) وأين عاشوا، وهذا أمر مستحيل، لأن كل ما يعرف عنهم هو أنهم قوم نوح فقط. ولكن الدراسات أكدت أن أقدم الحضارات الإنسانية ظهرت في دولة العراق، وهذا يشير إلى أن قوم نوح عاشوا في العراق، وعلى الأرجح في جنوب العراق (الكوفة حاليا)، ومن الدلائل التي تشير إلى أنهم عاشوا في بلاد العراق هو قول المولى عز وجل في كتابه العزيز `وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين`، والجودي مكان قريب من العراق، أو قد عاشوا في تركيا لأن الروايات تقول أن سفينة نوح رست في الأراضي التركية، وهناك رواية ثالثة تشير إلى أنهم عاشوا في بلاد الشام.

وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الفترة الزمنية بين أبونا أدم عليه السلام وبين سيدنا نوح عليه السلام تقدر بعشرة قرون، وكان الخلق خلال هذه الفترة يدينون بالإسلام ولكن تغير الحال وظهرت عبادة الأوثان والأصنام بسبب وفاة رجال صالحين من قوم نوح وصنع لهم الناس أصناماً عبدوها من دون الله وكان لكل طائفة من قوم نوح تمثالاً مجسداً لا يعبدون غيره.

مكانة سيدنا نوح

تعد قصته واحدة من أشهر القصص المذكورة في القرآن الكريم وفي جميع الكتب السماوية المتعلقة بالعقائد والأديان الأخرى، ولا يوجد مسلم أو مسيحي أو يهودي لا يعرف النبي نوح، وقد تضيف إلى قصته بعض الخرافات والأقاويل الساذجة التي تغير الواقع، ولكن الجوهر والحقيقة هما ما وجدا في القرآن الكريم، الذي يقول بأن نوح دعا قومه لعبادة المولى عز وجل، ولكنهم كانوا قوما شدادا أقوياء استهانوا به، على الرغم من تحذيرهم من العذاب الشديد، حتى آمن معه قلة قليلة من قومه وكانوا معه على السفينة.

من السور التي ذكرت فيها قصة سيدنا نوح، سورة آل عمران والتوبة والمؤمنون والشورى والتحريم والشعراء وغافر والصافات، حيث ذكر النبي نوح في القرآن حوالي 40 مرة، ويظهر ذلك أهمية النبي ومكانته وقدره.

بناء سفينة سيدنا نوح

وسيلة النجاة لكل من نبي الله نوح ومن أمن معه من قومه وقد استمر سيدنا نوح في دعوة قومه 950 عاما ولكنهم ازدادوا ظلما وبطشا وتكبرا وحذرهم المولى عز وجل بالعذاب الأليم، وأمر نبيه عليه السلام ببناء السفينة وأن يحمل عليها من كل زوجين اثنين إلى جانب من أمن من عائلته وسط استهزاء وسخرية من قومه ووصل بهم الأمر إلى ضرب النبي نوح فسالت دماؤه، ولكنه أصر على استكمال ما أمره به ربه فصنع السفينة على ثلاثة أجزاء: العلوي للطيور، والأوسط للبشر، والسفلي للحيوانات.

وانتهى من بنائها بعد 80 عاما من العمل الشاق وأثناء العمل على البناء كان يدعو قومه ويصر عليهم ولكن دون جدوى، وبدأ يحمل الناس على السفينة حين هرب التنور كما أمره ربه في اليوم الموعود الذي أرسل فيه الله سبحانه وتعالى الطوفان والأمطار التي نزلت من السماء دون أن تتوقف فابتلعت باقي القوم الذين لا يؤمنون بالله وكانوا في منازلهم والذين نجوا من الطوفان هم الذين آمنوا وركبوا السفينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى