التاريخزد معلوماتك

أول دولة عربية نالت استقلالها

تجربة استقلال الدول العربية تاريخها معقد بسبب التفاعلات المتعددة، وتم إنهاء الاحتلال والاستعمار بأساليب مختلفة، بما في ذلك المقاومة المسلحة والمفاوضات. لفهم شكل عمليات الاستقلال وإنهاء الاستعمار في الشرق الأوسط، يجب أن نبدأ في القرن التاسع عشر، حيث كانت بريطانيا وفرنسا والدولة العثمانية تسيطر بدرجات مختلفة على مناطق مختلفة في المنطقة، وفي جميع أنحاء المنطقة، قاومت القوميات القوية هذا الهيمنة الأجنبية.

أول دولة عربية حصلت على استقلالها

إن أول دولة عربية حصلت على استقلالها بشكل رسمي هي مصر ، وقد توصلت للاستقلال عبر المفاوضات بخلاف دول عربية أخرى حصلت الاستقلال عبر الثورة المسلحة مثل الجزائر، إلا أن استقلال مصر عن بريطانيا مر أيضًا بتاريخ طويل من النضال والتي انتهت بثورة 1919م وكان من نتيجتها إعلان استقلال مصر.

ترتيب الدول العربية من حيث تاريخ الاستقلال

  • مصر 1922
  • العراق 1930
  • المملكة العربية السعودية 1932
  • الأردن 1946
  • سوريا 1946
  • لبنان 1946
  • ليبيا 1951
  • الجزائر 1952
  • السودان 1956
  • المغرب 1956
  • تونس 1956
  • الكويت 1961
  • قطر 1968
  • عمان 1970
  • الإمارات 1971

مصر

في شهر نوفمبر 1914، أعلنت بريطانيا الحرب على الإمبراطورية العثمانية، وفي شهر ديسمبر، فرضت الحماية على مصر، وأطاحت بالخديوي عباس وعينت عمه حسين كامل بلقب السلطان، وتم تعيين هنري مكماهون كمفوض سامي في مصر، وخلفه ريجنالد وينجيت. وعانى الشعب المصري، وخاصة الفلاحين، من آثار الحرب التي لم تشارك مصر فيها بجيشها، ومن آثار الاستعمار، وكانت نتيجة هذا الاحتلال إعلان أحكام العرفية وتعليق المجلس التشريعي في محاولة من بريطانيا لإسكات القوميين مؤقتا، وتوفي السلطان حسين كامل في أكتوبر 1917 وخلفه أخوه الملك أحمد فؤاد.

في نوفمبر 1918، زار ثلاثة من زعماء الحركة الوطنية المصرية بقيادة الزعيم سعد زغلول (الذي أسس حزب الوفد) السير وينجيت. وطالبوا بالحكم الذاتي لمصر وأعلنوا عزم سعد زغلول على قيادة وفد (سمي الوفد العربي) لعرض قضيته في إنجلترا. رفضت الحكومة البريطانية قبول الوفد، وتلا ذلك اعتقال سعد زغلول، مما أدى إلى اندلاع ثورة واسعة النطاق في مصر. وعلى إثر ذلك، تم إرسال السير إدموند هنري هينمان اللنبي (اللورد اللنبي)، المنتصر على العثمانيين في فلسطين، ليكون مفوض سامي خاص في مصر.

لقد تنازل عن بعض المطالب المتعلقة بالقومية في مصر بهدف تهدئة الأوضاع، وتم الإفراج عن سعد زغلول ليشارك في المؤتمر الدولي للسلام في باريس. وعلى الرغم من عدم حضوره لجلسة مطالبة استقلال مصر في المؤتمر، إلا أن شعبية الوفد المصري ازدادت بشكل كبير. وأصبح الوفد هيمنة سياسية وطنية في مصر، مما دفع بريطانيا لإرسال لجنة لتقييم أحقية مصر في إنشاء حكومة دستورية تحت حماية بريطانية. وتم الضغط على الحكومة البريطانية لتقديم وعد بالاستقلال دون المساس بالمصالح البريطانية، وفي 28 فبراير 1922، أعلنت بريطانيا استقلال مصر وسيادتها، ولكن بقيت بريطانيا العظمى تحتفظ بأربعة حقوق تتعلق بتأمين الاتصالات عبر الإمبراطورية البريطانية وحماية المصالح الأجنبية والأقليات في مصر والدفاع واستقلال السودان. وفي 15 مارس، أصبح السلطان فؤاد الأول ملكا لمصر.   

العراق

ظلت العراق تحت الحكم العثماني لفترة طويلة، وخلال الحرب العالمية الأولى استولت بريطانيا العظمى عليها ووضعتها تحت الانتداب البريطاني وفي عام 1912م تم تنظيم حكم مملكة هاشمية في العراق تحت الحماية البريطانية، وفي 3 أكتوبر 1932 تم إنشاء مملكة العراق المستقلة، مع بقاء العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين بريطانيا والعراق كما هي، مما أدى لقيام العديد من الثورات ضد البريطانيين، وفي عام 1958 م تمت الإطاحة بالنظام الملكي في العراق، ثم تبعه سلسلة من الحكومات المدنية والعسكرية في العراق.

المملكة العربية السعودية

تأسست الدولة السعودية الأولى في أرض الحجاز عام 1744م، وتبعتها الدولة السعودية الثانية في عام 1891م، وتم أيضا تأسيس دولة سعودية ثالثة تعرف بمملكة الحجاز ونجد. شهدت منطقة الحجاز في تلك الفترات تدخلا من الدولة العثمانية وحروبا عديدة تسمى بالحرب العثمانية السعودية. كانت الدولة العثمانية هي المسؤولة عن الحرمين الشريفين آنذاك. في عام 1916م، بدأ الشريف حسين ثورة عربية ضد العثمانيين، وحدثت أيضا ثورة ضده. انتهت هذه الثورات في عام 1926م عندما غزا الملك عبد العزيز آل سعود وقواته الحجاز واستولوا عليها من يد الهاشميين، وأصبح ملكا على الحجاز. في عام 1932م، وبعد صراع طويل شاركت فيه الأسرة السعودية وكانت الدافع وراء كثير من أحداثه، أعلن الملك عبد العزيز آل سعود تأسيس دولة المملكة العربية السعودية وأصبح هو ملكها. أصبحت المملكة العربية السعودية أول دولة مستقلة حديثة تتأسس في منطقة الحجاز، وسميت بهذا الاسم. تم تأسيس هذه الدولة كمملكة مستقلة من البداية ولم تخضع لأي احتلال أو استعمار.

نبذة عن تاريخ استقلال الدول العربية

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بدأت فكرة الاستقلال الوطني والحكم الذاتي في الوطن العربي تنتشر من خلال منظمات مثل الحزب الوطني في مصر، والشباب العثماني، والشباب التركي في الإمبراطورية العثمانية، والجمعيات العربية السرية في بيروت ودمشق، والشباب التونسي. وخلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأت هذه الجماعات في تنظيم مظاهرات قومية، وتحدى بعضهم بشكل مباشر الحكم الإمبراطوري للبريطانيين والفرنسيين والأتراك العثمانيين.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، بدأت الإمبراطوريات الأوروبية الرسمية في الشرق الأوسط في الانهيار، حيث انسحبت فرنسا من سوريا ولبنان عام 1946 بعد مواجهات دامية متعددة مع شعوب البلدين المقاومين للاستعمار.

على الرغم من تفكك الإمبراطوريات الرسمية للدول الأوروبية في الخمسينيات من القرن الماضي، فإن القوى الاستعمارية السابقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، تسعى للحفاظ على وجودها في منطقة الشرق الأوسط بطرق أخرى غير الحرب.

انسحب البريطانيون من فلسطين عام 1948 ، تاركين ورائهم دولة إسرائيل التي احتلت  جزء كبير من دولة فلسطين، أما معظم باقي المنطقة فقد تحولت لمملكة الأردن الهاشمية، وقد أدت سلسلة من المعاهدات والاتفاقيات إلى انسحاب بريطانيا من مصر والعراق، ونتيجة لإحدى هذه الاتفاقيات ، حصل السودان أيضًا على الاستقلال.

في نوفمبر 1954 اندلعت أحداث قورة التحرير الجزائرية ضد الفرنسيين والتي سقط فيها ملايين الشهداء وانتهت بحصول الجزائر على الاستقلال في 18 مارس 1962م، أما المغرب فقد كانت تحت الحماية الإسبانية والفرنسية، وقد بدأت حركة التحرر فيها تأخذ شكل شعبي في عام 1934 حينما طالبت الحركات الوطنية بإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية من خلال وثيقة أطلق عليها اسم وثيقة مطالب الشعب المغربي، وبعد جهود كبيرة ومقاومة شعبية أعلنت المغرب استقلالها في عام1955 م بالرغم من أن بعض المناطق فيها كانت ماتزال تحت الحماية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى