اكتشاف البترول في العالم
يعد البترول المصدر الأهم والأشهر للوقود، بسبب خصائصه الفريدة مثل الكثافة التي يتميز بها خام برنت، ولا يمكن فهم أهمية البترول إلا بمعرفة ما هو خام برنت
يعتبر البترول في الوقت الحالي، ولأكثر من قرن قليل، ثروة اقتصادية هامة في أي دولة، ويعود ذلك إلى سباق الدول في استخراجه واستيراده من دول إنتاجه، إضافة إلى أنه يوفر فرص عمل على المستوى العالمي، ويحسن مستوى المعيشة للأفراد.
تعد مرحلة اكتشاف البترول في العالم أمر متسلسل ، وليس وليد للدراسة والقصد ، حيث اكتشف المصريين القدماء البترول واستخدموه في بناء حضارتهم ، كما عرفه أهل العراق ، واستخدموه في صناعتهم و أدواتهم ، وأهل حضارة بابل ، و غيرهم من المحاولات البدائية للتعامل مع البترول، ولم يكن له في ذلك الوقت أي قيمة تذكر.
كان اكتشاف البترول نفسه أمرًا مزعجًا بالنسبة للمكتشفين، حيث كانوا يبحثون وينقبون عن المياه، وظهر البترول أثناء الحفر، وكان ظهور الزيت بدلاً من الماء مزعجًا جداً. وكان العاملون على الحفر في ذلك الوقت من الأمريكيين.
حدث هذا أثناء اختراع المصابيح التي تعمل بالكروسين، وبعدها بدأ البحث عن النفط. في عام 1856 تم حفر أول بئر ناجح، ومن ثم توالت عمليات حفر آبار النفط والبترول في جميع أنحاء العالم. بدأ البحث أيضا لاكتشاف وفهم الاختلاف بين خام برنت وخام تكساس وغيرها من الخامات
وبذلك، يمكن اعتبار العراق أول دولة اكتشفت فيها البترول في العالم، ولكن بطريقة غير مدروسة ومنهجية. كان الناس ينتظرون ظهور بقعة من الزيت على سطح الأرض لاستخدامها، ولم تكن هناك أدوات أو فكرة عن استخراج البترول. أما الاكتشاف الذي حدث في أمريكا بعد ذلك، فكان أول اكتشاف مدروس ومنهجي من خلال محاولة استخراج البترول من باطن الأرض والحفر في الصخور.
أول دولة في العالم اكتشف فيها البترول
تعود أول دولة في العالم التي تم اكتشاف البترول فيها إلى عام 1859، حيث قام شخص أمريكي من نيويورك اسمه إدوين بالاكتشاف، وكان إدوين يعمل كجزء من عمالة السكة الحديدية وتقاعد لأسباب صحية بعد قطعه للتذاكر للمسافرين.
بعد أن تقاعد، بدأ البحث عن عمل. قبل ذلك ببضع سنوات، تم اختراع مصباح يعمل بالكيروسين الذي كان الناس ينتظرون ظهوره، ولم يكن بإمكانهم استخراجه بأنفسهم بل كانوا ينتظرونه ليظهر من باطن الأرض وحده. كان هناك رجلان من رجال الأعمال يبحثان عن شخص يسافر ويبحث عن البترول، وجدوا في إدوين الشخص المناسب، ووجد إدوين الفرصة الوظيفية التي يرغب فيها.
وجد إدوين فرصة عمل جيدة لتوفير المال في رحلاته وسفره، حيث لم يحتاج إلى تكلفة التذاكر بسبب عمله السابق في السكك الحديدية. بدأ إدوين بالبحث عن البترول، ولكن ذلك لم يكن كافيا، فقرر مد الأنابيب على طريقة استخراج الملح من الأرض لتجميع المزيد من النفط بطريقة أكثر فاعلية.
لاقت الفكرة استهجان الجميع حتى أنه سميت طريقة إيدن الفاشلة ، وبالفعل لم تنجح الفكرة وفشلت لكن إيدوين كان مصر على استكمال فكرته و أخذ الأمر وقت حيث كان العمق الذي يصل له لا يتعدى ثلاثة أقدام في اليوم الواحد ، وفي يوم السابع والعشرين من شهر أغسطس من عام ألف وثماني مائة وتسع وخمسين كان عمق البحث وصل إلى تسع وستون قدم ، ليعود إيدوين في اليوم التالي لمباشرة العمل فيكتشف ارتفاع البترول في الأنابيب بالفعل.
لكن لم يكن لدى إيدوين الاهتمام بتسجيل فكرته للحصول على حقوقه الفكرية والاستفادة منها. فقد تم اقتباس فكرته في ولايات أمريكية أخرى وتطويرها، وتمويلها بمعدات وأدوات حديثة، مما أدى إلى زيادة إنتاج الكميات واضطراب إيدوين للتوقف عن العمل. وترك رجال الأعمال الذين استأجروه للعمل معهم مجال النفط. أصبح إيدوين فقيرا، على الرغم من أنه كان السبب الرئيسي في اكتشاف طرق استخراج البترول من باطن الأرض. ومع ذلك، تم تقدير جهوده وتم توفير معاش له في عام 1870 لكي يستكمل عشر سنوات قبل وفاته.
اكتشاف النفط في الخليج
كانت تعتمد دولة البحرين وهي أحد دول الخليج وشبه الجزيرة العربية على تجارة اللؤلؤ الطبيعي ، والذي كان أهم مصدر للدخل القومي والتجاري لها ، ثم ظهر اللؤلؤ الصناعي الذي يتميز بانخفاض سعره، مما أدى لانهيار قوي في تجارة اللؤلؤ الطبيعي، ولكن في نفس ذلك التوقيت تم اكتشاف مهم في البحرين وهو النفط.
حدث ذلك في عام 1925، وبعد أربع سنوات تقريبا، أي في عام 1929، تأسست شركة نفط بحرينية. بدأت البداية في البحرين ثم امتدت إلى المملكة العربية السعودية، حيث استعانت المملكة بشركة أمريكية للحصول على النفط، وذلك مع بداية توحيد المملكة تحت اسم المملكة العربية السعودية. وأصبحت المملكة العربية السعودية تمتلك أنواع النفط الأغلى في العالم، وفي ذلك الوقت كانت معظم دول العالم تعاني من حالة اقتصادية سيئة
وكما عانت البحرين من مشكلة اللؤلؤ الصناعي الذي أزاح تجارة اللؤلؤ الطبيعي، وتسبب في خسارة ، وكانت البقع التي تظهر في الأرض على شكل بقع زيتية تشير أن وراءها الكثير وإن تأخر فهمه حتى ركبت البحرين والسعودية قطار النفط واتضحت الصورة أكثر في دولة الكويت لتلحق بشقيقتها و تبدأ بعمليات الحفر.
وفي عام ألف تسعمائة وست وثلاثون بدأت الإمارات العربية المتحدة في محاولات ، لتتبع قطار النفط في الخليج لكن الأمر أخذ وقت وحاولت لفترة طويلة حتى استطاعت الإمارات العربية المتحدة أن تلحق بالقطار فعليا، نظرا للجيولوجي الذي بدأ ولم تسفر بداياته بنتائج ،قبل استبداله بعد سنوات بآخر استطاع بالفعل تحقيق الأمل.
تزامنت سلطنة عُمان ودولة قطر في نفس الوقت للاكتشاف والبدء في الحفر والاستخراج في فترات زمنية متقاربة بين عام 1900 و 2378.
أول دولة عربية اكتشف فيها النفط
تعد جمهورية مصر العربية هي أول دولة عربية تكتشف البترول وتبدأ في إنتاجه بعدها بعدة سنوات، وذلك بحسب ما أوضحته منظمة أوابـــــــك منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، حيث أكدت أن جمهورية مصر العربية اكتشفت النفط في عام ألف وتسعمائة وسبع، وبدأت بعد مرور سبعة أعوام في إنتاجه أي عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر لتصبح في ترتيب الدول حسب إنتاج النفط رقم ثلاثين
تلت الإمارات دولة العراق في عام 1909، ثم دولة البحرين، وتلتهما المملكة العربية السعودية التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة احتياطيات النفط، ثم الكويت، ودخلت باقي دول الوطن العربي السباق