يعد ماو تسي تونغ، الملقب بـ `الزعيم الصيني`، شخصية مهمة في تاريخ الصين، حيث يعتبر زعيم الثورة الصينية ومؤسس الجمهورية الصينية، ويعد من أهم الزعماء الشيوعيين الذين حكموا بلاد العالم .
سجل الزعيم الصيني ماو تسي تونغ تجربته الفريدة في إعادة بناء الصين وتوحيد شعبها من خلال مجموعة من المؤلفات، وتعد هذه الكتب من أهم المؤلفات التي تحدثت عن الفكر الشيوعي وإمكانية تطبيقه في الدول.
أهم مؤلفات مو تسي تونغ
1- كتاب تحليل طبقات المجتمع الصيني:
يتحدث الزعيم الصيني في كتاب تحليل الطبقات عن تقسيم الطبقات الاجتماعية في مجتمعات العالم المختلفة بناءً على المستوى المادي لكل طبقة ، كم تمركز حديثة حول الرأسماليون الذين ينتهكون حقوق العمال البسطاء ، كما شرح مفهوم الرأس مالية الأجنبية التي أتت إلى الصين بعد حرب اليابان .
تقرير حول التحقيق الذي أُجري في هونان حول الحركة الفلاحية
تمثل الحركة الفلاحية إحدى الخطوات الأساسية التي اتخذها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أثناء تأسيس الجيش الأحمر الشيوعي في الصين، حيث شرح في هذا التقرير قوة الاتحاد بين العمال والفلاحين كطبقتين عاملتين، وما يمكن أن يحققوه من خلال هذا الاتحاد .
3- كتاب القضايا الاستراتيجية للحرب الثورية في الصين:
يحكي ماو تسي تونغ عن التحديات الكبيرة التي واجهها الشعب الصيني خلال فترة الثورة وإسقاط الحكم، وبعد ذلك خلال الغزو الياباني، ويشرح كيفية توحيد الصينيين في الأخير تحت علم واحد، على الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهم .
4- كتاب الديمقراطية الجديدة:
يشرح ماو تسي تونغ في هذا الكتاب كيفية تطوير الفكر الديمقراطي في الصين بناءً على التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. تم القضاء على الرأسمالية الاقتصادية عن طريق تأميم المشاريع الاقتصادية الكبيرة وجعلها ملكًا للدولة، بدلاً من أن تكون ملكًا للأفراد .
5- كتاب مقدمة وملحق لتحقيقات في الريف:
يبرز هذا الكتاب التجربة الفريدة التي قام بها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ في الريف الصيني، وكيف نجح في تطوير القطاع الزراعي في بلاده، بالتزامن مع التقدم الصناعي الذي شهده بلده، وأيضا الاستراتيجية التي اعتمدها لتحويل الصين إلى دولة صناعية وزراعية تحظى بمكانة عالمية دون الحاجة إلى استقبال الاستثمارات الأجنبية .
نبذة عن نشأة ماو تسي تونغ
تم ولادة الزعيم الصيني في قرية تدعى (شاوشان) في إقليم هونان عام 1893. ينتمي إلى عائلة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل في مجال الزراعة ويتاجر في حبوب الزراعة. على الرغم من صرامة والده، إلا أن الزعيم الصيني كان يمتلك قدرا كبيرا من التمرد منذ صغره. فلم يستجب لرغبة والده في تعلم الزراعة، بل ترك المنزل وهو ابن 13 عاما ليكمل تعليمه. ومع ذلك، كانت رحلة تونغ بعيدة عن والده بعد الاستقلال تحتوي على العديد من المصاعب التي ساهمت في بناء شخصيته بقوة .
تخرج تونغ من مدرسة المعلمين في عام 1918والتحق خلال دراسته في مدينة (تشانجشا) بالجيش ( صن يات سن ) الثوري ولكنه تركهم بعد 6 أشهر من الانضمام ليعود مرة أخرى إلى الجامعة ، وخلال دراسته كان يعمل في مكتبة الجامعة وتقرب من أمين المكتبة العميد ( لاي تا تشاو) صاحب الأفكار السياسية المتنوعة ، مما اتاح له الفرصة للتعرف أكثر على عالم السياسة و قراءة العديد من الكتب الأدبية والسياسية .
الأسرة في حياة ماو سي تونغ
رغم انشغاله بالسياسة والعمل العام، فقد تزوج الزعيم ماو سي تونج ثلاثة مرات ، الزيجة الاولى كانت عام 1921 وهو في الجامعة ، وكانت زوجته هي ( يانج كاي هوي) ابنة معلمه ولكنه أنفصل عنها وماتت عام 1930 على يد الكومنانج الذي أمر بإعدامها .
بعد ذلك، تعرف تونغ على فتاة صغيرة تُدعى هو تسو تشن في عام 1928، التي عُرفت بحبها للزعيم الصيني وإيمانها الكامل بأفكاره، وتزوجها تونغ فعلاً، وكانت هذه الزيجة الثانية له، وأنجبت له خمسة أولاد، ولكنه طلَّقها في عام 1937 .
أما الزواج الثالث فكان من الممثلة الصينية الشهيرة (تشيانج تشينج) التي اشتهرت بدورها الكبير في الثورة الثقافية لاحقًا .
ماو تسي تونج والحياة السياسية
بدأت حياة الزعيم الصيني ماو تسي تونج السياسية بشكل رسمي عام 1921 حيث تم اختياره من قبل الجماعة الشيوعية ليصبح موفد اقليم هونان للاجتماع التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني في مدينة ( شنغهاي ) ، وفي عام 1927 قام تونغ بتكوين البذرة الأولى للجيش الأحمر الشهير عندما قاد مجموعة من الفلاحين وكونوا جيش من الفدائيين لمواجهة القوميين .
كان اعتقاد تونغ بالفكر الشيوعي هو الدافع الأساسي في حياته السياسية، وعندما احتلت اليابان الصين عام 1937، أصبح الجيش الصيني قوة رسمية تضم 100 مليون شخص، وتمكن تونغ بمساعدة الحزب الشيوعي من إعادة بناء الصين والسيطرة على الحروب الأهلية التي وقعت بين الصينيين، ونجح في توحيد المواطنين في الصين وأصبح زعيم البلاد .
توفي ماو تسي تونغ، الزعيم الصيني، في 9 سبتمبر 1976 عن عمر 82 عامًا، وشهدت الصين جنازة شعبية للزعيم بشكل لم يسبق له مثيل، كما استمرت مراسم العزاء لمدة 7 أيام .
