أهم قصائد عبيدة اليشكري
من هو عبيدة اليشكري
هو عبيدة بن هلال اليشكري، من عائلة بني يشكر التابعة لبني وائل. عاش في العراق وطبرستان والجزيرة العربية، وكان أحد قادة الأزارقة وخطبائهم وشعرائهم. كان معروفا بوصفه أشجع قائد عسكري في عصره، وتوفي في إحدى معاركه في السنة 77 هـ، حيث تولى سفيان بن الأبرد القيادة وحاصره في موقع وقتله.
قصيدة تأن ولا تعجل علينا ابن معمر
تَأَنَّ وَلا تَعجَل عَلَينا اِبنَ مَعمَرٍ فَلَستَ وَإِن أَكثَرتَ مِثلَ المُهَلَّبِ
لا يوجد لديك خطة في الحرب العسيرة، ولا يوجد لك من يقدم الأم والأب لك
كما كانت الأحياء تقوله له كل يوم مستحيلًا عصبصب
فَلَو غَيرَنا يَلقى لَقالَ لَنا اِذهَبوا وَلَو غَيرَهُ نَلقى لَقُلنا لَهُ اِذهَبِ
وَلكِن مُنينا بِالحَفيظَةِ كُلُّنا جِلاداً وَطَعناً بِالوَشيجِ المُعَلَّبِ
كنا جميعًا يا ابن معمر متذبذبين كبيت العنكبوت
فإذا رميتها منا ولست بفاعلٍ، فقد ركبت بها من حربنا سفينة شرِّيرة
رماحنا ليست قصيرة كأنكاس، ونحن لا نخشى وثبة المتوثب
وَلَسنا نَقولُ الدَهرَ عِصمَةُ أَمرِنا عَلى كُلِّ حالٍ كانَ طاعَةُ مُصعَبِ
ونحن نصرِّف الحكم لله وحده، ونرضى بالله وحده، ونرضى بالنبي المقرب
قصيدة لعمري لقد قام الأصم بخطبة
يقولون إن الأصم قد ألقى خطبة في صدور المسلمين الغليل
لعمري، إذا قدمتُ لسفيان بيعتي وتركت ديني، فإنني جاهل
أشكو الظلم الذي يصيبنا إلى الله، فما ترونه من هزلي مخيلة قليلة
تَعاوَرَها القُذّافُ مِن كُلِّ جانِبٍ بِقَومَسَ حَتّى صَعبُهُنَّ ذَلولُ
فَإِن يَكُ أَفناها الحِصارُ فَرُبَّما تَشَحَّطَ فيما بَينَهُنَّ قَتيلُ
قَتيلٌ عَزيزٌ في العَشيرَةِ فَقدُهُ يَوَدّونَ لَو يَشرونَهُ بِبَديلُ
وكادوا أن يقدوا من الوجع بأبواب القباب، وهن مُهْلِكات
فَيا نَفسُ صَبراً كُلُّ ما حُمَّ واقِعٌ وَلَيسَ إِلى ما تَعلَمينَ سَبيلُ
اذهبي إلى بوابات الحصن وانظري إلى خندقٍ طويلٍ فيه الحصار
قصيدة طال ليلي وغير الدهر حالي
طالَ لَيلي وَغَيَّرَ الدَهرُ حالي وَرَماني بِصائِباتِ النُبالِ
أَفَرقَ الدَهرُ بَينَنا قَطَرِيٌّ وَرَمانا بَفِتنَةِ الدُجالِ
وَأَرى عَبدَ رَبِّهِ تَركَ الحَ قَّ فَهَذانِ في الرَدى وَالضَلالِ
أَوقَدوها عَلى الشُراةِ وقالوا شَنَّ هذا عُبَيدَةُ بنُ هِلالِ
وَلَعَمري ما إِن هُما زُعَماهُ لَقَليلٌ في جَمعِهِم أَمثالي
إِنَّني لَلصَّبورُ في حَمَسِ الحَربِ بَصيرٌ بِما عَلَيَّ وَمالي
غَيرُ أَنّي لَم أَجنِها عَلِمَ الله وَلا حُلَّ في اللُجاجِ عِقالي
قَرَّتِ العَينُ بِالشَراةِ وَأَمسى لِلمُحَلّينَ غَيرُ ما زِلزالَ
وَتَبارى المُهَلَّبُ اِبنُ أَبي صَف رَةَ لِلمَوتِ عِندَ هُلكِ الرِجالِ
مَدَّ رِجلَيهِ لِلقِراعِ مِنَ الحَر بِ وَمَدَّ اليَدَينِ لِلأَنفالِ
وَعِيالي مُطَرَّحونَ بِجيرَف تَ لَكَ الخَيرُ أَينَ مِنّي عِيالِ
إِن تَنَلهُم يَدُ المُهَلَّبِ في الحَر بِ سَبايا فَإِنَّني لا أُبالي
يَمنَعُ الشَيخَ مِنهُم عَظمُ الخَط بِ وَأَن لَيسَ بَيعُهُم بِحَلالِ
إِنَّ مَن خالُهُ المُهَلَّبُ في النا سِ لَهُ هَيبَةٌ وَعِزُّ جَلالِ
قصيدة ذكرت الصغير وأشياعه
ذَكَرتُ الصَغيرَ وَأَشياعَهُ فَيا لَكَ هَمّاً إِلَينا سَرى
فَيا لَيتَني قَبلَ هذا الحِصارِ ثَوَيتُ بِجيرَفتَ في مَن ثَوى
وَتَحتي مِنَ الخَيلِ ذو مَيعَةٍ أَجَشُّ هَزيمٌ إِذا ما جَرى
قصيدة قل للحصين لقد أصبت سعادة
قُل لِلحَصينِ لَقَد أَصَبتَ سَعادَةً وَما كُنتَ فيما رُمتَهُ بِمَعيبِ
وَما كانَ في جَمعِ المُحِلّينَ فارِسٌ يُبارِزُهُ في النَقعِ غَيرُ حَبيبِ
وَأَيُّ اِمرىءٍ يَأوي الحُرورَ بِمَعرَكٍ يَهابُ وَلكِن كُنتَ غَيرَ هَيوبِ
فَيا رُبَّ يَومٍ قَد دَعاني لِمِثلِها فَلَم أَكُ في ما سالَني بِمُجيبُ
قصيدة عجبت لأحداث البلاء وللدهر
أعجبني تعقيد الأحداث وتقلبات الدهر، فالمرء يأتيه البلاء من حيث لا يعلم
إِذا ذَكَرَت نَفسي مَعَ اللَيلِ مُحرِزاً تَأَوَّهتُ مِن حُزنٍ عَلَيهِ إِلى الفَجرِ
سَرى مُحرِزٌ وَاللَهُ أَكرَمَ مُحرِزاً بِمَنزِلِ أَصحابِ النُخَيلَةِ وَالنَهرِ
قصيدة وما زالت الأقدار حتى قذفنني
وَما زالَتِ الأَقدارُ حَتّى قَذَفنَني بِقومِسَ بَينَ الفَرَّجانِ وُصولُ
إِلى اللَهِ أَشكو إِلى الناسِ أَشتَكي بِقَومَسَ إِذ فيها الشُراةُ حَلولُ
قصيدة الليل فيه للشراة نيل
اللَيلُ فيهِ لِلشَراةِ نَيلُ وَاللَيلُ فيهِ لِلغُواةِ وَيل
وَجَمعُهُم فيهِ هَوىً وَمَيلُ وَفِتَنٌ كَأَنَّهُنَّ السَيلُ
وَالحَربُ فينا دُوَلٌ وَغولُ يَومٌ بِيَومٍ وَكَذاكَ الكَيَل
رَجلٌ لِرَجلٍ وَلِخَيلٍ خَيلُ لِمَنِ المَنازِلُ أَقفَرَت بِغَباءِ
لَو شِئتُ هَيَّجَتِ الغَداة بُكائي فَالغَمرُ غَمرُ بَني خُزَيمَةَ قَد تَرى
مَأهولَةً فَخَلَت مِنَ الأَحياءِ لَولا التَجَلُّدُ وَالتَعَري إِنَّهُ
لا قَومَ إِلّا عَقرُهُم لِفَناءِ لَرَثَيتُ أَصحابي الَّذينَ تَتابَعوا
وَدَعَوتُ أَخرَسَ لا يُجيبُ دُعائي وَفِراقِ ذي حَسَبٍ وَرَوعَةِ فاجِعٍ
داوَيتُها بِتَجَمُّلٍ وَعَزاءِ لِيَرى الرِجالُ الكاشِحونَ صَلابَتي
وَأُعينُ ذاكَ بِعِفَّةٍ وَحياءِ بَرَكَت عَلى عادٍ كَلاكِلُ دَهرِهِم
وَثَمودَ بَعدَ تَكاثُرٍ وَثَراءِ قَومٌ هُمُ اِرتَضَوا الحِجارَةَ قَبلَنا
فَتَأَثَّلوا بِمَصانِعٍ وَبِناءِ فَإِذا تَناءى القَومُ أَكثَرَ مِنهُم
عَدَداً وَماذا العَيشُ غَيرَ بِلاءِ أُمَمٌ تَدَخَّلَتِ الحُتوفُ عَلَيهِم
أَبوابَهُم وَكَشَفنَ غِطاءِ فَإِذا الَّذي في حَصنِهِ مُتَحَرِّزٌ
مِنهُم كَآخَرَ مُصحَرٍ بِفَضاءِ وَلَقَد بَلَوتُ الدَهرَ مُذ أَنا يافِعٌ
حَتّى لَبِستُ الشَيبَ بَعدَ فَتاءِ أَلقَى الرِجالَ الصالِحينَ وَإِنَّما
يَشفى العَمى بِتَبَيُّنِ الأَنباءِ وَإِذا نَظَرتُ إِلى أَميري زادَني
ضَنّاً بِهِ نَظَري إِلى الأَمُراءِ تَسمو العُيون إِلَيهِ حين يرَينَه
كَالبَدرِ فَرَّجَ طَخيَةَ الظَلماءِ عَمرُ الَّذي جَمَعَ المَكارِمَ كُلَّها
وَاِبنُ الخَليفَةِ أَفضَلُ الخُلَفاءِ وَالأَصلُ يَنبُتُ فرعه مُتَناثِلاً
وَالكَفُّ لَيسَ بَنانُها بِسواءِ
قصيدة ومسوم للموت يركب ردعه
وَمُسَوَّمٍ لِلمَوتِ يَركَبُ رَدعَهُ بَينَ القواضِبِ والقنا الخَطّارِ
يَدنو وَتَرفَعُهُ الرِماحُ كأَنَّهُ شُلوٌ تَنشَّبَ في مَخالِبِ ضارِ
فَثَوى صَريعاً وَالرِياحُ تَنوشُهُ إِنَّ الشَراةَ قَصيرَةُ الأَعمارِ
أُدَباءُ إِمّا جِئتَهُم خُطَباءُ ضَمناءُ كُلِّ كَتيبَةٍ جَرّارِ
رخميص قد لاحه التعداء، طار عنه نسيل عام كم
طارَ عَنِ العلجِ ذي القَميصِ القباءُ وَنَقى القُرَّحَ الصَلادِمَ حَتّى
تَرَكَت جُوَّةً لَهُ المُعَيراءُ مُستَطارٌ لَهُ نَحائِصُ صُلبٌ
ذُبَّلٌ عِندَهُنَّ مِنهُ بَلاءُ يِتَعاقَبنَهُ بِضَربِ وَلاءٍ
لا يحمي الحاجبان منه، بل ينبعي من بضاحي اللبان والذراعين
أَخاديدُ ما بِهِنَّ غَباءُ أَرِنٌ ما يَزالُ يَلقُطُ زُرّاً
مَعَهُ مِن جُلودِهِنَّ سَحاءُ قاتَلَ الأَرضَ بِالسَنابِكِ حَتّى
أَخَذَت مِن نُسورِهِ المَعزاءُ يَتَشَكّى الوَجا وِمِنهُ إِذا جَدَّ
عَلى طَلعِهِ لَهُنَّ غَناءُ ذادَها وَهيَ تَشتَهي الوَردَ حَتّى
غَلَبَت أَن تَقَرَّها الأَكلاءُ بِغُرابٍ إِلى أُلاهَةَ حَتّى
أَصبَحَت أُمَّهاتِها الأَطلاءُ وَدَنا النَجمُ يَستَقيلُ وَحارَت
كُلَّ يَومٍ ظَهيرَةٌ شَهباءُ كُلَّما رَدَّنا شَطاً عَن هَواها
ذاتُ الحزمة السمينة تمايلت وترددت في السماء حتى
كَذَّبَتهُنَّ غُدرُها وَالنَهاءُ فَأَلَمَّت بِذي المُوَيقِعِ لَمّا
جَفَّ عَنها مُصَدَّعٌ فَالنَضات ثُمَّتَ اِستَوسَقَت لَهُ وَرَمَتهُ
بِغُبارٍ عَلَيهِ مِنهُ رِداءُ مُستَطيرٍ كَأَنَّهُ سابِرِيٌّ
أَو سَبيبٌ مُسَبَّرٌ وَمَلاءُ دانِياتٌ لِلجِدِّ حَتّى نَهاها
مِن جَنوبِ البَضيعِ ماءٌ رواءُ فَتَعَرَّضنَ ما يَرِدنَ كَما
تَعرِضُ عِندَ اِطِّلاعِها الجَوزاءُ ساعَةً ثُمَّ اِستَغَثنَّ بِعَذبٍ
جُلِحَت عَن فَراضِهِ القَصباءُ فَتَعَوَّ مِن فيهِ حَتّى إِذا ما
وَرَدَتهُ الفُصوصُ وَالأَطِبّاءُ فَقَضَينَ الغَليلَ ثُمَّ تَوَلَّينَ
بِلَيلٍ وَهُنَّ مِنهُ رَواءُ قَد حَباني الوَليدُ يَومَ أُسَيسٍ
بِعِشارٍ فيها غِنىً وَبَهاءُ يَحسِبُ الناظِرونَ ما لَم يَفِرّوا