ادبفنون

أهم سمات عصر الباروك في الموسيقى

خصائص عصر الباروك في الموسيقى

كان عصر الباروك عبارة عن فترة ثورية في تاريخ الموسيقى، حيث شهدت احتضانًا كاملاً نتيجة تعدد الأصوات، الزخرفة، والتطور التوافقي، كما حدثت فترة موسيقى الباروك من ما يقرب من عام 1600م إلى 1750م، وقد سُبقت بعصر النهضة، وكان العصر التالي لها هو العصر الكلاسيكي، بالإضافة إلى أنه شاع أسلوب الباروك في كافة أنحاء أوروبا على مدار القرن السابع عشر، إذ ظهر مؤلفون بارعون في ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، وإنجلترا، وكذلك حققت موسيقى الباروك بعض التطورات الملحوظة بدايةً من عصر النهضة، ولا يزال الكثير منها يُستعمل من قبل الموسيقيين، والملحنين المعاصرين، وعادةً ما تتميز موسيقى الباروك بالخصائص التالية:
  • التركيز على الديناميكيات: : خلال عصر الباروك، استبدل البيانو الهاربسيكورد كأداة رئيسية لوحة المفاتيح، حيث يطرق البيانو، الذي يعرف باللغة الألمانية باسم “klavier”، الأوتار بواسطة مطارق مغطاة، وعندما يضرب القيثارة فإنها تصدر الأصوات، ويمكن للبيانو أن يلعب بصوت خفيف وعال مما يفتح إمكانيات ديناميكية جديدة مثل البوق الصمام والكمان، ولا يزال آلات عصر النهضة مثل العود مستمرة في العزف ولكنها خسرت شعبيتها لصالح خيارات أحدث وأكثر ديناميكية
  • احتضان موسيقى الآلات: قبل عصر الباروك، كان هناك كمية كبيرة من الموسيقى التي كانت عبارة عن موسيقى صوتية تستخدم في الأوساط الليتورجية، بينما استمر مؤلفو الباروك في تبني الغناء الكورالي والأوبرالي، في حين انتشرت الموسيقى المؤلفة للآلات بشكل متزايد، وظهرت عدة مقطوعات موسيقية باروكية مشهورة مثل (فيفالدي فور سيزونز) و (باخ براندنبورغ كونشيرتو) وغيرها من القطع الموسيقية المفيدة
  • الزخرفة: من الأمور المشابهة لموسيقى الباروك إلى حد كبير هي فن العمارة والنحت الباروكي، وعادة ما تتميز أكثر الألحان ببساطتها وتزيينها بالزخارف مثل التريلات والأكابيات والمردانات والمنعطفات
  • استمرارية الباسو: في عصر الباروك، انتشر تدوين (Basso) المستمر، ويتضمن هذا الشكل من تدوين الموسيقى خطا جهيرا كاملا، وعادة ما يتم تشغيله بواسطة آلة التشيلو في فرقة الباروك، وبعد ذلك يقوم عازف آلة موسيقية بلوحة المفاتيح مثل البيانو بترجمة الأوتار باستخدام تدوين الصوت الجهير، وعادة ما يقوم عازفو الأرغن الفرديون بتدوين Basso المستمر بمفردهم

أهم فنانين عصر الباروك

كلاوديو مونتيفيردي 1567م- 1643م

كان أول أوبرا اندماج درامي للموسيقى الصوتية، المسرح، والعرض المسرحي هي التي كتبها (جاكوبو بيري) في أواخر عصر النهضة، ولكن أقدم أوبرا لا تزال تُقدم حتى وقتنا هذا هي (L’Orfeo)، والتي كانت بواسطة الملحن الإيطالي (كلاوديو مونتيفيرد)، وهو كان ملحن انتقالي امتد إلى عصر النهضة وعصر الباروك.

فرانشيسكا كاتشيني 1587م- 1641م

قد ولدت (كاتشيني) في فلورنسا، إذ كانت سوف تواصل العمل في محكمة أسرة ميديشي النبيلة على أنها مؤلفة، مغنية، ومعلمة، وكان والدها (جوليو كاتشيني)، هو مؤلف موسيقى مؤثر استمر حتى نهايات عصر النهضة وأوائل عصر الباروك، وكانت واحدة من النساء القلائل اللائي استطعن نشر الموسيقى في القرن السابع عشر في أوروبا، كما تم الاعتراف بها على أنها أول امرأة قامت بتأليف الأوبرا.

جان بابتيست لولي 1632م- 1687م

قد وُلد جان لولي في عائلة نبيلة في إيطاليا، لكنه عاش غالبية حياته وهو يعمل في فرنسا في بلاط لويس الرابع عشر، كما أصبح في وقت لاحق مواطنًا فرنسيًا، وكان أحد أعظم إنجازاته الموسيقية هو إنشاء (tragédie-lyrique)، وهو عبارة عن أسلوب فرنسي فريد من الأوبرا يقوم بضم رقص الباليه، والمسرح المزخرف، بالإضافة إلى أن قصة وفاته المؤسفة اشتهرت كثيرًا، حيث إنه خلال إخراج أحد العروض، قد اصطدم بقدمه بشكل خاطيء بطاقمه الطويل، ونظرًا لأنه راقصًا متحمسًا، فقد رفض بشدة بتر ساقه حينما أصيب الجرح بالعدوى، مما أدى إلى وفاته نتيجة الغرغرينا.

أركانجيلو كوريلي 1653م- 1713م

فترة الباروك بدأت كعصر للممارسة المشتركة واستمرت حتى القرن العشرين، وبالمقابل، أصبحت الموسيقى التي تعتمد على الوضع في العصور الوسطى وعصر النهضة متجذرة بشكل قوي في المراكز النغمية الأساسية التي تتبع الإيقاعات القياسية، حيث وضع كوريلي العديد من تلك القواعد، إضافة إلى الأشكال التقليدية مثل السوناتا

أهم الآلات الموسيقية في عصر الباروك

كانت فترة الباروك عبارة عن فترة تطورات أسلوبية ونظرية متنوعة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، حيث إنه من الأهمية الخاصة بمكان ولادة الأوركسترا، وتعزيز الأوبرا وتأسيس عصر الممارسة المشتركة، التي قامت بحكم قواعد التناغم والبنية لبضع مئات من السنين التالية، وفي التالي مجموعة من الآلات الموسيقية التي كانت شائعة في عصر الباروك:

بيانوفورتي

تم اختراعه بواسطة صانع الآلات الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري كنسخة مبكرة من البيانو الحديث. في بداية القرن الثامن عشر، ابتكر كريستوفوري هذا الآلة نتيجة لنقص أدوات لوحة المفاتيح الأخرى التي تسمح بالتحكم في الديناميكيات التي يمكن إنشاؤها. وبناء على قدرته على العزف بأحجام مختلفة، أطلق عليه اسم “البيانو الهادئ” بشكل حرفي، وفقا لقدرته على إنتاج أصوات هادئة وصاخبة.

عائلة الكمان

لا يزال بعض من الآلات الوترية الباروكية مستمرًا قيد الاستعمال اليوم، حيث إن الكمان، التشيلو، والباس المزدوج جميعها مميزة في أوركسترا الباروك، وإن كان هذا مع مجموعة من الاختلافات الطفيفة، وأحد تلك الاختلافات هو المواد التي صنعت منها الأوتار، أثناء عصر الباروك، وكانت هذه الآلات الوترية تستعمل في أوتارًا من الأمعاء، والتي عادةً ما تكون مصنوعة من أمعاء الحيوانات، وهي بديلًا عن تلك الاصطناعية المستخدمة في الأدوات الحديثة الموجودة في الوقت الحالي.

الغيتار والعود الباروك

الجيتار، والذي كان يتضمن على العموم خمسة من الأوتار في عصر الباروك، ولكنه كان مشابهًا للجيتار الأكوستيكي الحديث، حيث حلت محل آلة عود عصر النهضة التي كانت تمتلك شعبية كبيرة بين الناس من أجل اللعب في منازلهم، وتم استعمال القيثارات الباروكية حتى يتم عزف الباسو المستمر، بالإضافة إلى أن العود كذلك كان أداة وترية أخرى منتشرة كثيرًا، والتي عادةً ما كانت تستعمل للمرافقة الصوتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى