أهم سمات الشخصية المبادرة
على الرغم من أن فئة كبيرة من الأشخاص يستسلمون دائما للظروف التي تجعلهم خاضعين لأفعال من حولهم، إلا أن هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يقبلون بذلك ويسعون طوال الوقت لإحداث تغيير في المجتمع، وهؤلاء الأشخاص يطلق عليهم اسم “أصحاب الشخصية المبادرة”، والذين يتمتعون بمجموعة من السمات الشخصية والقيادية التي تميزهم عن باقي الناس من حولهم .
أهم سمات شخصية مبادرة
يمكن لأي شخص أن يكتسب مجموعة من السمات والمهارات التي تجعله شخصية مبادرة، وليست شخصية انقيادية، ومن بين هذه السمات والمهارات الهامة:
الحرص على الإبداع
التقليدية دائمًا ما يتم وصفها بأنها العدو الأول للشخصية المبادرة ح حيث ان الشخص المبادر لا بُد أن يتحلى بفكرًا جديدًا مختلفًا ؛ حتى يجد من يهتمون لأمره ويسعون إلى معرفة ما يحمله من أفكار إبداعية جديدة تحقق له وهم المصلحة العامة النفع ، وبالتالي ؛ فإن أول شرط من شروط التحلي بالشخصية المبادرة هو أن يتخلى الإنسان عن تقليد الاخرين وأن يكون ذو شخصية مستقلة وفكر إبداعي قدر الإمكان .
التغلب على الرهبة والخوف
يعتبر الكثيرون أن التجنب من المواجهة مع مختلف تحديات الحياة التي تسبب لهم الخوف والقلق هو الخيار الأفضل. وفي بعض الأحيان، مواجهة تلك المخاوف والتغلب عليها تكون الحل الأمثل. وبخصوص ذلك، أشار عدد كبير من خبراء علم النفس إلى أن مواجهة المخاوف والتغلب على مشاعر القلق والتوتر تجاه أي عمل جديد أو فكرة جديدة تريد الشخص تقديمها تعد واحدة من أهم الطرق لتطوير الشخصية والقدرات .
رفض مشاعر اليأس
لا شك أن كل شخص مبادر قد تعرض لمرة أو لعدة مرات إلى رفض أفكاره في المجتمع لسبب أو لاخر ، ولكن تُجدر الإشارة إلى أن الإنسان ذو الشخصية المبادرة بالفعل لا يقبل الاستسلام ولا يرحب بمشاعر اليأس ، لأنه يرفض بأي حال من الأحوال ان يكون شخصًا سلبيًا أو انقياديًا ، وبالتالي ؛ فهو يحاول مرارًا وتكرارًا ويطرح أفكار مبادرات جديدة وإبداعية ومميزة ، ولا شك أنه في نهاية المطاف سوف يُلاقي القبول والترحيب في المجتمع .
تجاهل كلمات السخرية
عندما يأتي شخص بفكرة إبداعية جديدة، فمن المؤكد أنه سيواجه سيلًا من السخرية وتقليلًا من شأنه، ولكن يجب على كل رائد أن يكون قادرًا على مواجهة أي استهزاء يواجهه طالما أنه مقتنع بجدوى الأفكار التي يطرحها .
ومع ذلك، يجب أن يؤثر السخرية على الشخص أيضا، ولكن يجب أن يقابل كلمات السخرية بردود فعل قوية ومنطقية ومقنعة، استنادا إلى ما يدور في ذهنه وما يراه حول هذه الفكرة. يجب على الشخص أن يسعى لتقديم أفكار ذات قيمة حقيقية وفائدة للفرد والمجتمع، وألا يتطرق إلى أفكار غريبة غير مقبولة فقط للتمييز عن الآخرين .
التمتع بالثقة بالنفس
إذا سأل الإنسان نفسه لمدة ثواني ؛ هل يُمكنك أن تقتنع بأفكار شخص ضعيف الرأي متردد الفكر منخفض الحجة ؟ بالطبع الإجابة هنا سوف تكون كلّا، وهذا يُوضح من جهة اخرى لكل شخص أنه يجب أن يكون ذو قدر عالي من الثقة بالنفس والجرأة والشجاعة المحسوبة التي تظهره دائمًا بمظهر الواثق القوي ، ولا بُد أن يُصاحب هذه الثقة أيضًا قدر من الحنكة والحكمة حتى يكون شخصًا متنزًا قادرا على ان يواجه أي موقف بشكل صحيح وبطريقة عقلانية .
القدرة على الإقناع
بالطبع، لا يكون هناك فائدة من ابتكار أفكار جديدة وإبداعية إذا كان الشخص غير قادر على طرحها بطريقة تقنع الآخرين. فنصف الذكاء والعبقرية والتميز يكمن في القدرة على إقناع الآخرين. ولذلك، يجب أن يكون الشخص قادرا على اختيار الكلمات والعبارات والمفردات التي تؤثر بشكل مباشر على قلوب وعقول الآخرين، ومن ثم يتمكن من إقناعهم بأي فكرة جيدة وإبداعية .
القدرة على بناء خطة عمل
من غير المجدي أن يقوم الشخص بطرح أفكار هامة ومفيدة بدون أن يكون لديه رؤية وقدرة وخطة لتنفيذها، وأن يضع خططا رئيسية وفرعية للتنفيذ. يجب أن يكون قادرا على تحديد ميزانية المبادرة ونسبة نجاحها وغيرها من المعلومات التي قد يسأل عنها أي شخص يتم عرض الفكرة أو المبادرة عليه .
استشارة أصحاب الخبرة
بعض الأشخاص يرون أن اللجوء إلى خبرات الاخرين في مجال ما يُقلل من صفات المبادرة والاستقلالية إليهم ؛ في حين أن استشارة أهل الخبرة في أي موضوع طالما لم يكن هو تخصص الشخص المُبادر يُعد من أسمى وأفضل صفات الشخصية المبادرة التي تهدف دائمًا للصالح العام وليس الظهور من أجل الظهور في المجتمع فقط .
على سبيل المثال، إذا كنت متخصصا في العلوم الهندسية وتريد إطلاق مبادرة صحية للتوعية بالوقاية من مرض ما، فمن المهم الرجوع إلى الخبير في المجال الطبي والاستفادة من خبرته واستشارته، ثم تقديم ذلك إلى الآخرين .
الذكاء العام والذكاء العاطفي
كما تتنوع أنواع الذكاء، سواء كان الذكاء العلمي أو الذكاء الاجتماعي أو الذكاء العاطفي أو غيره، فإن جميعها تعتبر سمات هامة للشخص المبادر، الذي يمتلك القدرة على فهم عواطف الأشخاص المحيطين به ومن ثم يكون قادرا على فهمهم وتوجيه الحوار المناسب لهم في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، هذه الصفة ليست مجرد سمة تساعد الشخص على أن يكون مبادرا وغير منغلق، بل ستجعله محبوبا في المجتمع أيضا
التفاؤل ونشر الطاقة الإيجابية
واخيرًا ؛ يجب على الشخص المبادر أن يحاول جاهدًا نشر الطاقة والروح الإيجابية بين الاخرين قدر الإمكان ؛ ولكن يجب ان يكون ذكيا وأن لا يُسرف في عرض مشاعر التفاؤل في الاوقات الاكثر صعوبة ؛ لنه بذلك قد يستفز مشاعر الاخرين ن وإنما عليه أن يحاول التخفيف من وطأة المواقف الصعبة فقط تدرييًا ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى إطلاق الكلمات والعبارات التي من شأنها أن تعمل على استبدال المشاعر السلبية بالروح الإيجابية ، وهكذا .
ويشير إلى أن الأساس الذي يمكن أن تعتمد عليه سمات الشخصية المبادرة هو أن يكون الفرد متفهما تماما لطبيعة أفكار وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، وأنه يجب ألا يستقطب أفكارا سامة لا تتفق معها، لأنه في ذلك الحال سيفقد اهتمام الكثير من الأشخاص، وبالتالي يجب على الفرد معرفة ما يحتاجه المجتمع الذي يعيش فيه ليكون أفضل، ومن ثم يبدأ في طرح الأفكار الإبداعية التي تساعد على ذلك .