ادبروايات

أهم خمس روايات من الأدب الليبي

الروايات في الأدب الليبي

يعتبر فن الأدب نوعا من الرفعة في توضيح العواطف البشرية التي تملأ قلب المؤلف، والتعبير عن ما يدور في عقله وقلبه، وعن الأراء التي يفكر بها والخبرات التي يجربها في حياته، وكل هذا يتم من خلال الكلمات المكتوبة، سواء في شكل شعري أو نثري أو حبكة درامية

الأدب هو نتاج للفكر البشري، يتم صياغته بشكل لغوي بناءً على مجموعة من الأفكار، ويساهم في توضيح الثقافة العامة للأمة. ويُعد الفن الأدبي والحديث عنه من مستجدات القرن الماضي، وتحديدًا في فترة الثلاثينيات في ليبيا.

بدأت الحياة الأدبية في ليبيا بالظهور عندما صدرت المجلات المصورة، وتبعتها الكتابة، سواء كانت على شكل مقالات، وتم تشجيعها فيما بعد للتطور ودعم الشباب الناشئ، وبعد ذلك مرت الحياة في ليبيا بأشكال تاريخية غير عادية، وتأثر المجتمع الليبي بشكل كبير

ليبيا تعاني من مشاكل اجتماعية وثقافية بدءا من الحكم العثماني ومرورا بالاحتلال الإيطالي، ولكن تم تطوير الصحف الأهلية لتصبح جزءا من المكون الثقافي الليبي، وحدث النمو الثقافي في المجال الأدبي بعد انتهاء الاحتلال، وتم تضمين القصص والروايات في الأدب

وكان مما امتازت به القصص الليبية والتي دونتها الأيدي في فترة الستينات وقبلها بقليل، متواصلة بشكل واضح ومباشر، بالطبقة الاجتماعية الفقيرة، والطبقات المحتاجة، كما كانت الرواية الأدبية في تلك الفترة هي عين الناقد للمجتمع وما به من عيوب اجتماعية، ومن أهم خمس روايات من الأدب 

رواية المجوس

رواية المجوس هي عمل مؤلفها إبراهيم الكوني، وتركز أحداثها على تأسيس مجتمع سعيد يعوض فقدان الجنة، لكن الأمر يظل كما هو، حيث إن كل ما قاد آدم عليه السلام للخروج من الجنة إلى الدنيا المحفوفة بالمشاكل، كان مكتوبا عليه منذ الأزل

من الأحداث الهامة في رواية “الموت رفيق الصحراويين” هو سر الصحراوي الذي لا يخاف الموت، ويقال إنه نزل إلى الحياة مع الموت ولكن الموت رفض أن يدخل جسده. حفر الصحراوي مأوى بين فتحتي أنفه وشفته العليا حيث يرقد الموت، وبيع السلطان نفسه للمجوس لبناء واو وأسكن فيها الأميرة المسلمة التي تربت على يد عجوز مجوسية فتعلمت منها طرق المجوس. وزعت الأميرة قلبها على أشهر فرسان القبيلة وكان التحدي بينهم. وكان النهاية تشبه البداية مع آدم وحواء والشيطان

رواية ثلاثية سأهبك مدينة أخرى

رواية سأهبك مدينة أخرى”: هي رواية مؤلفها أحمد إبراهيم الفقيه، وتتكون من ثلاثة أجزاء، وتدور حول شخصية خليل الإمام من الشرق ونفسيته وثقافته وعاداته، وكيف تغيرت هذه العادات بعد سفره إلى الغرب، حيث تعرف على جوانب جديدة من شخصيته غير معروفة سابقا، ويتضح الاختلاف الكبير بين الثقافات الشرقية والغربية

وأهم ما يميز الرواية ثرائها بعمق الكلمات التي تدخل في أغوار النفس الإنسانية، ليتخلل بها وتضئ فيها أنوار الجمال، كما تشير إلى القبح والضعف، والقوة والشر والخير، ليأتي الدور على الجزء الثاني الذي يتناول أحداث مدينة من مدن الخيال، والأساطير، مدينة لا وجود لها لكن المسافر في الجزء الأول يعود من الخارج، من الغرب، لينكشف أمام القارئ حال هذا المسافر الذي أثرت فيه الحضارة الغربية بكل ما تحمله من صراعات متداخلة.

يتناول الجزء الثالث من الرواية ليبيا، وخاصة العاصمة طرابلس، وكل ما يواجهه البطل من تحولات وتغييرات تؤثر على علاقته بأهله ومحيطه القديم، وصعوبته في التكيف مع الوضع الجديد، وحياته العاطفية التي يرغب في تغييرها.

رواية عين الشمس

رواية عين الشمس للكاتب الليبي خليفة حسين مصطفى، تستعرض الرواية المجتمع الليبي بواقعيته في قرية ليبية، وتركز على حياة سكان تلك القرية، سواء كانوا عمالا فلاحين في الحقول أو مربين للماشية. كما تسلط الضوء على وضع المرأة وتكشف عن سوء الوضع الذي كانت تعيشه النساء في ذلك الوقت، بتعرضها لمنع التعليم وعدم الاعتراف بحقوقها 

كان الاعتقاد الشائع في ذلك الوقت أن وظيفة المرأة الوحيدة هي الإنجاب والاستمتاع به، وأن حياتها تنحصر في هاتين الأمور فقط. وكانت المرأة نفسها مقتنعة بهذا الاعتقاد، وكان يتم تداوله في المساجد من قبل الخطباء، وكان يتم التأكيد على ضرورة تحديد دور المرأة في المجتمع.

رواية الورم

تدور رواية الروم للكاتب إبراهيم الكوني حول طاغية يذهب إلى قيلة ويستيقظ ليجد نفسه في مأزق، حيث اختلطت عباءته بجلده لتصبح جزءا من جسده، وهذه العباءة هي التي ساعدته في الخروج من حالة الفقر والعوز التي كان يعيشها قبل ذلك، ولم يكن له أي مكانة في المجتمع قبل ذلك الحين

ثم جاءه رسول للزعيم واعطاه تلك العباءه ليصبح بعدها زعيم للواحة، والأن يتفاجأ أن تلك العباءة التي اعتاد على الحفاظ عليها، وخلعها، والعناية بها قد أصبحت ملتصقة به، وكأن الكاتب يؤكد المفهوم الذي ذكر على لسان الزعيم إذا أحببت شئ أكثر مما يجب سوف يصبح ذلك الشيء جزء منك، وهو أحب تلك العباءة حب شديد.

لم يتوقف الطاغية عن محاولة خلع العباءة، وعن تغيير طريقة لأخرى لكن لا فائدة، فقد أصبحت تتعمق فيه أكثر، وتحول الأمر لمستحيل، لا حل له سوى سلخ جلده لتخرج منه، وأصبح ذروة الحدث في طلب الزعيم للسترة، وطلب استرجاعه، لأن الطاغية لم يلتزم بالعهود بل وزاد في الأمر حيث أنكر وجود الزعيم، وطالب بمطاردته.

رواية زرايب العبيد

– تدور رواية زرايب العبيد للكاتبة نجوى بنت شتوان حول قصة حب بين عبدة تعويضه ومحمد السيد، وينتهي الأمر بحمل العبدة تعويضه من محمد رغم أن العلاقة بين الأسياد والعبيد غير مقبولة

بعد معرفة العائلة بعلاقة حب تجمع بين العبدة التي تخدمهم ومحمد السيد، قررت العائلة فصلهما عن بعضهما البعض. ولذلك، قام الأب بإرسال ابنه في رحلة تجارية بعيدة ليبتعد عن العبدة، ووضعت الأم سائلا للعبدة لتشربه حتى تفقد جنينها. ولتأكيد فصل العبدة ومحمد السيد، تم تزويج العبدة بعبد آخر. ومن هنا بدأت رحلة البحث للسيد محمد عن حبيبته التي تم تفريقها عنه. تمثل هذه الرواية نوعا من الإشارة إلى ما عاشه المجتمع الليبي في فترة من الزمن بشأن العبيد والأسياد، وأن آثار تلك الحياة ما تزال موجودة وتتناولها روايات الأدب الليبي من وقت لآخر وتسلط الضوء عليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى