السياحة في الأردن
تحتوي الأردن على العديد من الآثار القديمة والمدهشة في مختلف العصور، مثل الآثار الرومانية، ومواقع المعمودية التوراتية، وقلاع الحقبة (الفترة) الصليبية، والمدن القديمة المفقودة. كما أن الأردن يتميز بجماله الطبيعي الخلاب، حيث يضم شعابا مرجانية ومشاهد صحراوية منحوتة بالرياح وجيولوجيا البحر الميت. لذا، دعونا نأخذ رحلة أثرية مدهشة لاستكشاف معالم الأردن السياحية والأثرية والدينية.
معالم الأردن الأثرية
مدينة جرش الأثريّة
تشتهر بلدة جرش بالمواقع التاريخية العديدة التي تضمها، فالآثار الرومانية التي توجد في تلك المنطقة تعد الأفضل في الحفاظ عليها وتستحق إعجاب كل من يزورها. ورغم حدوث الاستيطان في العصر الحجري المبكر، فإن ذروة المدينة كانت خلال الحكم الروماني، حيث تم التحريض على برامج للبناء في مسارحها ومعابدها وحماماتها وشوارعها ذات الأعمدة وقوس النصر والمباني العامة، مما جعل جرش تتحول من مدينة رومانية إقليمية إلى أرض تجارية. وقد ازدهرت البلدة بالأراضي الزراعية الغنية، وتعتبر قوس النصر في هادريان ومضمار سباق الخيل ومسرح القرن الأول وكنيسة الأسقف ماريانوس ومحمية أرتميس من المعالم البارزة في جرش.
البحر الميت
يقع البحر الميت على ارتفاع 430 متر تحت سطح البحر، وهو أدنى نقطة على وجه الأرض. يعتقد أنه جزء من واد يسمى الصدع العظيم، والذي يمتد من جنوب أفريقيا إلى سوريا. يغذي البحر الميت الشديد الملوحة من نهر الأردن وبعض الوديان والينابيع. يحتوي هذا البحر على أعلى نسبة ملح في أي مسطح مائي آخر في العالم. إنه نظام بيئي دقيق ينشأ نتيجة طقس صحراوي قاس ودرجات حرارة مرتفعة يوميا. وبما أنه لا يوجد مخرج مائي لهذا البحر بسبب انخفاضه تحت سطح البحر، فإن نسبة التبخر عالية للغاية. كل ذلك، بالطبع، سبب زيادة الملوحة التي جذبت الناس إلى مياهها الفارغة من الحياة. ومع ذلك، ربما تم استخدامها في استخراج بعض العلاجات للأمراض المعقدة.
قلعة عجلون
تقع قلعة عجلون في الجزء الشمالي الغربي من عمان على رأس وادي الأردن. إنها تتألف من أبراج مشيدة فوق المناظر الطبيعية المحيطة بها. تم بناء هذه القلعة الأثرية بإشراف ابن أخ القائد العسكري صلاح الدين. إنها قلعة فريدة من نوعها ومميزة، فهي الوحيدة التي تم تصميمها وبناؤها بالكامل في البلاد. كان الغرض الرئيسي لعجلون هو التصدي للتهديد الصليبي في ذلك الوقت، وقد تقلص الخطر بالفعل، وساعدت هذه القلعة في التحكم في الاتصالات وحماية المصالح التجارية. ولكن للأسف، تعرضت للتشقق والتلف نتيجة للحروب والكوارث الطبيعية العديدة، ولكن من الحسن حظها أن تم إجراء عمليات تنقيب وتجديد في القرن العشرين.
البتراء
تعرف مدينة البتراء أيضا بلقب `الوردة الحمراء`، وهي من بين عجائب العالم القديم. يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام دون الحاجة إلى وسائل نقل، من خلال واد متعرج وضيق. على الرغم من أنها تم استيطانها منذ زمن بعيد، حيث كانت عاصمة مملكة الأنباط وسيطرت عليها الإمبراطورية الرومانية في أوائل القرن الثاني، إلا أنها لا تزال تحتفظ بموارد طبيعية غنية وتعد وجهة مهمة على طرق التجارة في المنطقة. تحتفظ البتراء بأجزاء من المعابدها والمقابر والمباني العامة الضخمة، بالإضافة إلى مسرحها الضخم الذي يعكس حجمها وعظمتها.
وادي رم
وادي رم هو أحد أعمدة الحجر الرملي المنحوتة الضخمة، ويتضمن أيضا المنحدرات والكثبان الرملية العنبرية. يقع الوادي في شبه الجزيرة العربية، ويظهر في أجمل صوره عند شروق الشمس أو غروبها، عندما تتحول المناظر الطبيعية باستمرار بين الألوان البرتقالية والأرجوانية والوردية والحمراء، وهي مجموعة من الألوان الجميلة حقا.
وادي رم هو نظام بيئي فريد يتميز بالتنوع الكبير، على الرغم من طابعه القاحل، حيث تزهر النباتات البرية وتنمو الأشجار والنباتات بعيدا عن تدخل الإنسان، وتوجد الزواحف والثعابين، بالإضافة إلى تواجد مجموعة متنوعة من الطيور المفترسة مثل الصقور والنسور في الصحراء. يرتبط هذا المنطقة الصحراوية بمغامرات المستكشف لورنس العرب، الذي كان مسحورا بجمال وادي رم الطبيعي.
قلاع الأردن الصحراوية
هذه القلاع هي برية واسعة في الصحراء العربية، تتضمن مناظر طبيعية قاحلة، وتعود جميعها إلى فترات مختلفة من التاريخ، وقد أجريت لها أعمال إصلاح وصيانة، وتشمل ذلك قصر الحلابات الذي يعود إلى العصر النبطي والروماني، وقصر عمر وقصر الخزانة الأمويين، وقصر الأزرق الأيوبي الذي كان قيد الاستخدام حتى أوائل القرن العشرين كملجأ لـ لورانس، وتم الحفاظ على قصر عمرة وقصر الخزانة بشكل مثالي تحت إشراف موقع اليونسكو للتراث العالمي السابق مع اللوحات الجدارية الجميلة.
أم قيس
إنها أطلال أم قيس اليونانية الرومانية في حقيقة الأمر، وعرفت في العصور القديمة باسم (جدارا)، وهي من أكثر الآثار المحفوظة التي نالت الإعجاب في الأردن، أما عن موقعها فهي توجد في شمال إربد مع إطلالات بعيدة المدى على بحيرة طبريا، وتعتبر أم قيس واحدة من المدن الإقليمية الرائدة في العصور القديمة، ووفقًا للأدلة الأثرية فإن جدارا كانت أحد المراكز المهمة للتجارة ومركزًا فنيًا وثقافيًا مزدهرًا، ومن معالم المدينة الكنيسة البيزنطية والمحلات التجارية التى ترجع إلى العصر الروماني، بالإضافة إلى المسرح الغربي من القرن الأول الميلادي.
المسرح الروماني
في العصر الروماني، كانت العاصمة الحديثة للأردن تعرف باسم فيلادلفيا، وشهدت تطورا كبيرا في ذلك الوقت، حيث أصبحت أحد أهم مدن ديكابوليس، وتحولت فيلادلفيا إلى مركز للتجارة واستخدمت ثرواتها لتمويل مشاريع معمارية رائعة. وعلى الرغم من أن معظم الآثار القديمة تم دفنها تحت التطورات الحديثة في المدينة السفلى، إلا أن هناك دلائل على وجود عمان القديمة، ولكن المسرح الروماني الذي شيد في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس هو الاستثناء الوحيد، ولا يزال يستحوذ على إعجاب كل من يزوره بسبب حجمه الكبير وأنه قادر على استيعاب أكثر من 6000 شخص.
العقبة
العقبة هي أقصى نقطة في جنوب الأردن، تقع بجانب البحر الأحمر وتحدها المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وتعتبر مدينة العقبة البوابة الوحيدة في المملكة الأردنية التي تتمتع بمنفذ إلى البحر، كانت العقبة في العهد القديم ميناء تجاري للنحاس، بالإضافة إلى أنها كانت مركزًا تجاريًا رئيسيًا للأنباط والرومان والعثمانيين والصليبيين على مر العصور، بالإضافة إلى أهمية العقبة كبوابة تجارية للأردن، فهي أيضًا وجهة شاطئية مشهورة بشواطئها الرملية المليئة بالنخيل والشعاب المرجانية الكبيرة والبحار الدافئة، كما أنه يوجد في المدينة حصن يعود إلى العصر المملوكي ومتحف أثري صغير.
معالم الأردن الدينية
بيت عنيا وراء نهر الأردن
يعتبر بيت عنيا هو المكان الذي عاش فيه يوحنا المعمدان، حيث تعمد يسوع وولد إيليا إلى السماء، ويوجد بيت عنيا وراء نهر الأردن تحديدًا على الضفة الغربية لنهر الأردن على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، وهو موقع ديني رئيسي حيث يحج فيه المسيحيون، وأصبح هذه الموقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويشمل عدد من بقايا العصر الروماني والبيزنطي المعقدة، وقامت الحفريات الأثرية بالتنقيب والكشف عن كنائس وخزانات مياه وأحواض معمودية وقاعات للصلاة، كما تشمل المنطقة المجاورة مباشرة لنهر الأردن التي تعتبر موقعًا لبقايا كنيس القديس يوحنا المعمدان، حيث جرت المعمودية ونسك التلال وتلة إيليا.
قلعة الكرك
تقع قلعة الكرك في موقع مهم في وسط الأردن، فوق طريق الملك القديم بالضبط. إنها قلعة مهيبة حيث يمكنك رؤية مناظر بعيدة المدى حتى البحر الميت. لقد كانت القلعة جزءا محوريا في سلسلة من الدفاعات الصليبية التي امتدت من البحر الأحمر إلى تركيا، وتعود إلى العصور الصليبية. تم احتلال قلعة الكرك من قبل جيش صلاح الدين في عام 1188 بعد فشل الحملة الصليبية الثانية. لا يزال هناك جزء كبير من القلعة حتى اليوم، بما في ذلك الكنيسة والقصر المملوكي والمسجد والثكنات.
مادبا
تعتبر مادبا مدينة سوقا صغيرة ذات تاريخ ديني، حيث يوجد فيها كنيسة القديس جورج (مار جرجس) التي تحتوي على خريطة مادبا الفسيفسائية المؤثرة، وقد برزت تلك المدينة خلال العصر البرونزي، وتعد مادبا أهم المراكز المسيحية في المنطقة، وتعد خريطة مادبا المدهشة والتي لم يتبق منها سوى جزء واحد، أ برزت الفسيفساء البيزنطية المحفوظة في الشرق الأوسط، حيث تحتوي الخريطة على تمثيلا مفصلا للمواقع الدينية والمدن والمعالم الجغرافية الرئيسية في المنطقة، كما تقدم سجلا هاما من التاريخ الجغرافي التوراتي للمؤرخين والأكاديمين.
جبل نيبو
يعتبر جبل نيبو أحد المواقع المسيحية الهامة حيث حدثت هناك الرؤية النهائية لموسى وموته، أما بالنسبة لموقع الجبل فهو يوجد على قمة نتوء صخري تطل على مناظر بعيدة المدى على نهر الأردن والبحر الميت، وهو موقع كنيسة موسى التذكارية مثل مادبا، حيث تشكل موطن لمجموعة من الفسيفساء المحفوظة بشكل جميل،وتم ذكر جبل نيبو في عدد من مقاطع الكتب المقدس، وقد كان معسكرًا لبني إسرائيل، وله علاقة بتابوت العهد وكان موقعًا مهمًا للحج في القرن الرابع الميلادي، وأصبح الجبل تحت إشراف الرهبنة الفرنسيسكانية واستمرت أعمال التنقيب والترميم حتى وقتنا الحاضر.
قلعة عمان
تحتوي قلعة عمان على الآثار القديمة في المدينة، وتقع في أعلى عمان، بالإضافة إلى مناظر بانورامية رائعة. تعود القلعة إلى العصر البرونزي، على الرغم من أن الأجزاء المتبقية منها اليوم من أصل روماني. وأهم ما يميز القلعة هو معبد هرقل الروماني، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي. كما تشتمل القلعة على أماكن أخرى ذات أهمية مثل الكنيسة البيزنطية التي تعود للقرن السادس، وكنيستين سابقتين، والقصر الأموي بميدانه الكبير، ومجمع الحمامات، والشوارع ذات الأعمدة، وقاعة الجمهور المقببة، ومسجد المصلي.
