أهم أعمال رأفت الهجان
رأفت الهجان هو الاسم النشط الذي اختارته المخابرات العامة المصرية لعميلها المواطن المصري على سليمان الجمال. ولد على سليمان الجمال في اليوم الأول من شهر يوليو لعام 1927 في مدينة دمياط. كان والده تاجرا للفحم، وكانت والدته ربة منزل من أسرة مرموقة. كانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية. يوجد لرفعت شقيقان يدعون لبيب ونزيهة، بالإضافة إلى أخ غير شقيق يدعى سامي. وبعد وفاة والده، أصبح سامي المسئول عن تربية ورعاية رفعت. وقد تأثرت مكانة سامي المرموقة والمتميزة بعمله كمدرس للغة الإنجليزية لشقيقة الملكة فريدة. وبعد وفاة والده، انتقلت عائلة رفعت بأكملها إلى مدينة القاهرة للعيش هناك .
طبيعة شخصية رأفت الهجان :شخصية رافت الهجان أو رفعت الجمال كانت شخصية غير مسؤولة إلى حد كبير، وكان لديها صفات هوائية وطيش ومغامرة. فلم يكن لديه أدنى اهتمام بدراسته، وكان طالبا مستهترا، ولم يتحلى بالانضباط والاستقامة، ورغم محاولات أخيه سامي العديدة لتغيير هذه الحالة، إلا أن شخصية رافت الهجان لم تصبح ملتزمة ومستقيمة مثل أخيه سامي. إنه كان يحب اللهو ومشاهدة السينما والمسرح، وكان لديه موهبة تمكنه من إقناع الممثل الكبير بشارة واكيم بأن يشاركه في ثلاثة أفلام. ولذلك، اضطر إخوته لإلحاقه بمدرسة التجارة المتوسطة، على الرغم من رفض رافت هذا القرار. وخلال فترة دراسته، أبدى رافت إعجابا بالبريطانيين بسبب مقاومتهم الشديدة للزحف النازي، وربما هذا يفسر سبب تعلمه اللغة الإنجليزية بشكل جيد، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية .
أهم الأعمال والوظائف التي عمل بها رأفت الهجان :- في عام 1946، انهى رأفت الهجان دراسته وقدم مباشرة طلبا للحصول على وظيفة في شركة بترول أجنبية في منطقة البحر الأحمر، وكان يعمل كمحاسب هناك، ولكن تم اتهامه بالاحتيال والسرقة من مدير الفرع، مما أدى إلى فصله من عمله، وانتقل بعدها للعمل كمساعد ضابط حسابات على متن سفينة شحن. وبعد أسبوعين من العمل على السفينة، غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة، وزار العديد من الموانئ مثل نابولي وجنوة وجبل طارق وبرشلونة وطنجة، ولكن واجه الكثير من المشاكل في كل مدينة يزورها .
انتحال رأفت الهجان للشخصيات :- عندما عاد رأفت الهجان إلى مصر قادما من فرانكفورت، لم يكن لديه أي وثائق تثبت هويته بسبب سرقتها. وهذا ما ساهم في التعرف على مزور ماهر جدا قام بتزوير جواز سفر باسم علي مصطفى. استخدم رأفت هذا الجواز المزور للعمل في قناة السويس وتنكر في شخصية أخرى، حيث قدم نفسه كصحفي فرنسي باسم تشازلر ديتون. قضى رأفت فترة في أحد الفنادق باسمه المزيف دون أن يتم اكتشافه، وذلك بفضل قدرته على التحدث باللغة السويسرية بطلاقة. ومع مرور الوقت، شعر رأفت بأن هويته ستكشف، فقرر انتحال شخصية جديدة باستخدام جواز سفر باسم دانيال كالدويل. قرر مغادرة مصر والسفر إلى ليبيا، إلا أنه تم اعتقاله على الحدود بسبب استفسارات ضابط إنجليزي حول شيكات باسمه الحقيقي رفعت الجمال التي لم تتطابق مع اسم دانيال في جواز السفر. اتهم الضابط الإنجليزي الذي ألقى القبض عليه بأنه جاسوس يهودي واسمه دافيد أرنسون. تم ترحيله إلى القاهرة مرة أخرى وتعامل معه باسم دافيد أرنسون .
كيف كان عمله مع المخابرات العامة المصرية :- خلال احتجاز رأفت في السجن، قام ضابط من جهاز البوليس السياسي المصري بزيارته وأجرى معه التحقيق، وتأكد فعلا من هويته الشخصية وأنه مصري الجنسية وليس بريطانيا أو يهوديا في الديانة. بعد ذلك، أخبره الضابط أنه هو الشخص المطلوب ويجب عليه أن يختار بين اثنتين: إما البقاء في السجن أو العمل مع المخابرات العامة المصرية كجاسوس لها. وذلك عن طريق تسلله واندماجه في المجتمع اليهودي الناشئ، بهدف الحصول على المعلومات التي تعزز الأمن القومي المصري وتكشف عن مؤامرات إسرائيل المختلفة التي تهدد الأمن المصري. وقبل رأفت هذا العرض، قرر العمل مع المخابرات العامة المصرية، وتعلم اللغة العبرية واكتساب إلمام كبير بها، بالإضافة إلى فهمه لحياة المواطن اليهودي في مختلف جوانب حياته. تم منحه هوية جديدة تماما تحمل اسما يهوديا يدعى جاك بيتون، وتم اعتماد هذا الاسم من قبل المخابرات العامة المصرية، في حين كان اسمه الحقيقي هو رأفت الهجان، الذي أصبح مشهورا لاحقا. بفضل تعاونه مع المخابرات المصرية، نجح رأفت الهجان في التسلل إلى المجتمع الإسرائيلي والتعايش معه بثقة تامة، وتمكن من الوصول إلى موقع مرموق جدا، حاز به على ثقة العديد من الشخصيات الهامة والمؤثرة في إسرائيل، واستفاد منها مصر بالحصول على العديد من المعلومات الهامة والخطيرة .
أهم إنجازات وأعمال رأفت الهجان المخابراتية :–
أولاً :- تزويد مصر بتوقيت الهجوم الثلاثي قبل بدء الهجوم بفترة مناسبة، ولكن السلطات المصرية لم تأخذ هذا الأمر على محمل الجد.
ثانياً :حصلت مصر على معلومات بشأن ميعاد الهجوم عليها من قبل إسرائيل في عام 1967م ، ولكن لم يتم التعامل مع هذه المعلومات بشكل جيد، نظرا لوجود معلومات أخرى تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي الوشيك سيكون على سوريا وليس مصر .
ثالثاً :- أخطر إسرائيل مصر بنية إجراء تجارب نووية .
رابعاً :قدمت المخابرات العامة المصرية الكثير من المعلومات الهامة والسرية حول الجيش الإسرائيلي وتجهيزاته وتسليحه الخاصة بخط بارليف، وساعدت مصر بشكل كبير في تحقيق الانتصار على الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر (1973م) .
كيف كانت وفاة رأفت الهجان :توفي رأفت الهجان في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) من عام 1982 م في ألمانيا بسبب إصابته بسرطان الرئة، وتم دفن جثمانه هناك أو نقله إلى مصر على متن طائرة سليمان الجمال .