الخليج العربي

أهمية الصناعة في المملكة

دور المملكة في تطوير المصانع الإنتاجية وتمويلها

شهد القطاع الصناعي في المملكة تطورًا مطردًا وتحقيقًا للعديد من الإنجازات البارزة خلال الفترة الماضية، ويرجع ذلك إلى الدور الذي يلعبه هذا القطاع في تحقيق أهداف الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة، وبالتالي يحظى بالدعم والاهتمام الوطني.

تشمل جهود الدولة في دعم التنمية الصناعية عدة جوانب أساسية منها توفير البنية التحتية اللازمة ، وإنشاء المدن الصناعية في الجبيل وينبع ، وإنشاء المدن الصناعية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ، وإنشاء مؤسسة وصندوق التنمية الصناعية السعودية ، بالاضافة الى العديد من الحوافز الصناعية الأخرى، كما  كان لاستجابة وتعاون القطاع الخاص في ظل الخطط والجهود الحكومية أثر فعال في تحقيق منجزات التنمية الصناعية، فيما يلي نستعرض بعض مؤشرات التنمية الصناعية للمملكة العربية السعودية في الفترة السابقة واهميتها بالنسبة للمواطنين ؛

دور المملكة في تحفيز المنظومة الصناعية

من بين الإجراءات التحفيزية الرئيسية التي تتخذها المملكة لدعم وتطوير الصناعات الوطنية هو توفير مدن صناعية حديثة. قد أنشأت المملكة العربية السعودية وطورت العديد من المدن الصناعية في مختلف مناطق البلاد وزودتها بجميع الخدمات والتسهيلات، وذلك لتحسين جودة الخدمات التي تقدمها المدن الصناعية. تم إنشاء المنطقة الصناعية السعودية وإدارة المنطقة التقنية كهيئة مستقلة في عام 2001 بغرض التعاون مع المناطق الصناعية للإشراف على إنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة وتطوير المدن الصناعية، جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص.

دور الصناعة في زيادة الدخل المحلي للمملكة

شهدت المملكة زيادة كبيرة في الإنتاج الصناعي خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للتصنيع بالأسعار الثابتة من 32 مليار ريال في عام 1974 إلى 296 مليار ريال بنهاية عام 2015. وخلال هذه الفترة، استمر معدل نمو القطاع الصناعي في التصاعد، حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي لقيمة الناتج الإجمالي الحقيقي للصناعة التحويلية حوالي 5.6٪. وبذلك وضعت المملكة نفسها وسط البلدان ذات النمو الأعلى، وكانت واحدة من القطاعات الاقتصادية الأكثر استدامة خلال هذه الفترة. ونتيجة لهذا التطور الهائل في الإنتاج الصناعي، زادت مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 3٪ في عام 1974 إلى ما يقرب من 12٪ بنهاية عام 2015. وفي الوقت نفسه، زادت مساهمة التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 15٪ في عام 1974 إلى 21٪ في عام 2015. وتشير هذه النسب إلى نجاح خطط التنمية في تعزيز التجديد الصناعي، وأن المؤسسات المعنية بالتنمية الصناعية، وخاصة المؤسسة السعودية للتنمية الصناعية، لعبت دورا رائدا وناجحا في ذلك، وحظيت هذه الخطط بتعاون فاعل من القطاع الخاص.

أهمية الصناعة في المملكة العربية السعودية

تولي المملكة أهمية كبيرة للتنمية الصناعية نظرا لمعرفتها بأهمية دور الصناعة في تقدم المجتمع ورفاهيته، حيث قدمت لها العديد من المساندة والتشجيع، لذا أحرزت الصناعة السعودية تقدما كبيرا ينعكس بشكل رئيسي على التطور الذي شهده الاستثمار الصناعي للمملكة، وذلك بعد إنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي.

تعتبر اكثر فترة زاد فيها التطور الصناعي للمملكة هي الفترة بين عام 1974 في عام 2015، حيث زاد ارتفاع عدد مصانع الإنتاج من 198 إلى 7007 ، مما أدى الى توسع القاعدة الصناعية في المملكة بشكل كبير، وفي الوقت نفسه ، زاد رأس المال الاستثماري من حوالي 12 مليار ريال عام 1974 إلى 1.1 تريليون ريال خلال عام 2015، كما ارتفع عدد المشتغلين من (34) ألف عام 1974 إلى (990) عام 2015.

شهد القطاع الصناعي تغيرات هائلة في هيكل الإنتاج في الفترة الماضية، وهو مؤشر هام لتطور القطاع في المملكة، حيث ارتفعت حصة التصنيع (باستثناء التكرير) في الناتج المحلي الإجمالي للصناعة من 32٪ في عام 1974 (محسوبة بالأسعار الثابتة) إلى 72٪ بحلول نهاية عام 2015.

ومن منظور الهيكل الصناعي لمصانع الإنتاج في المملكة العربية السعودية ايضا انه بنهاية عام 2015 ، وجد أن صناعات المنتجات المعدنية غير الفلزية تتقدم على الصناعات الأخرى من حيث عدد المصانع وذلك بعدد  (1467) مصنعا، حيث استحوذت تلك المصانع على 21٪ من إجمالي عدد مصانع الإنتاج ، وتحتل الصناعة الكيماوية وصناعات المنتجات الكيماوية مكانة رائدة ، حيث بلغ معدل الاستثمار في هذه الصناعات (569) مليار ريال أي ما يقارب 52٪ من إجمالي الاستثمار في مصانع الإنتاج، ويلي ذلك صناعة فحم الكوك والمنتجات البترولية المكررة ، باستثمارات بلغت  115 مليار ريال ،اي ما يمثل حوالي 11٪ .

كما  يتقدم عدد العاملين  في قطاع صناعة الأغذية والمشروبات والبالغ عددهم (195) على جميع القطاعات ، حيث يمثلون 20٪ من إجمالي القوى العاملة في مصانع الإنتاج، ويعتبر كل ماسبق هو دليل على عدد العمالة التي وفرتها المملكة لمواطنيها ، فهذا التقدم عمل على جعل نسبة البطالة شبه منعدمة في كافة نواحي المملكة حيث زادت القوى العاملة من 10.000 إلى اكثر من مليون عامل سعودي، كما لم يتوقف الامر عند هذا الحد فقط بل عملت التنمية الصناعية في المملكة على تغيير كافة هياكلها ، وترجم ذلك في التطور العمراني الهائل وزيادة الشركات وجودتها ، حيث اصبحت الشركات السعودية من ضمن الاعرق في العالم ، لكن لم يتحقق كل ماسبق ولم يحدث هذا التغيير الا بدعم المملكة وتحفيزها.،

السبب الرئيسي لنهضة المملكة الصناعية

وبناء على استراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة، تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتنمية صادراتها الصناعية بهدف توسيع إنتاجها وتنويع مصادر دخلها. على الرغم من أن القطاع الخاص السعودي لديه خبرة نسبيا جديدة في مجال التصدير، إلا أن الصادرات الصناعية السعودية حققت تقدما كبيرا في هذا المجال.

ومن المعروف أن تصدير المنتجات البتروكيماوية السعودية هو السبب الرئيسي في دخول المملكة إلى السوق العالمية، وقد رسخت هذه المنتجات صورة جيدة لجودة وأسعار المنتجات السعودية، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نظرا لأهمية الصناعة في الوطن العربي، فقد قامت المملكة بتعزيز الصناعة العربية من خلال مساهمة شركاتها الرائدة جنبا إلى جنب مع شركات عربية أخرى.

في النهاية، يمكن تلخيص أهمية الصناعة بالنسبة للمملكة في

  • تحسين إنتاجية المملكة العربية السعودية للحد من واردات الدول الأجنبية.
  • زيادة معدل نمو الاقتصاد الوطني والمحلي ونمو الصناعات الأخرى.
  • زيادة الدخل وموارد العمل
  • توفير موارد العملات الأجنبية لحل مشكلة عجز الميزان التجاري
  • وبما أن القطاع الصناعي هو من بين القطاعاتالأكثر قدرة على تطبيق التكنولوجيا الحديثة، فإن هذا يساعد على رفع مستوى الإنتاجية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى