اسلاميات

أهمية الشكر واركانه

من اركان الشكر

  • الاعتراف بنعم الله من القلب .
  • الاقرار  باللسان بالنعمة .
  • استعمال النعمة في رضا الله .
سجود الشكر هو الوسيلة التي يعترف بها المؤمن بفضل الله عليه. فعندما يشكر الشخص غيره على معروف يقدم له، يجب أن يكون الشكر في الأول والأخير لخالقه، فهو السبب في استمرارية هذه النعم وأحيانا زيادتها، كما قال الله عز وجل: `وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم` [إبراهيم: 7].

تعريف الشكر

تعريف كلمة الشكر لغةً يكون هو عرفان الإحسان ونشره، وحينما يكون من الله يكون المجازاة والثناء الجميل، وكلمة شكور هي الشكر الكثير وقد جاءت في الآية الكريمة: “إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورً”[الإسراء: 3]، وهو من عند الله عندما يكون لديه القليل من أفعال العباد فيجزيهم أضعاف ذلك، وشكر الله لعباده من خلال مغفرته لهم، فنجد الناس تقول (شكر الله سعيه) وهو ما معناه جزاه الله خير على ذلك.

: “يتم تعريف كلمة الشكر اصطلاحا عندما يعترف العبد بنعمة الله عليه، سواء في أعماله أو على لسانه في الحديث، ويعترف بأن الشكر يجعل النعم تدوم، وذكر ابن القيم أن الشكر يتمثل في ظهور أثر نعمة الله على لسان العبد من خلال الثناء والاعتراف وعلى قلبه من خلال الشهود والمحبة وعلى جوارحه من خلال الانقياد والطاعة.

أركان الشكر ثلاثة

الشكر ليس مقتصرا على نمط واحد أو نوع واحد من الأسباب، بل له ثلاثة أركان أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. بعض الأشخاص لا يستطيعون التفريق بين الحمد والشكر، حيث يكونا متقاربين في المعنى، ولكن الشكر هو التعبير عنه بالأفعال، بينما الحمد يعبر عنه بالكلمات والقلب. والأركان الثلاثة للشكر هي كالتالي:

الاعتراف بالنعمة

وهذا يعني بشكل قاطع وصريح أن الله عز وجل هو الذي يهب النعمة للإنسان، والإنسان هو مجرد وسيلة للحصول عليها، فلا يعتبر الإنسان هو المانح الحقيقي ولا ينكر أن الله هو المانح الحقيقي، ومن يفعل ذلك يكون جاهلا يعتمد على الضلال والكذب في عقيدته، حيث يعترفون بالنعمة ولكن لا يعترفون بالله الذي هبها لهم، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {في الصباح يكون من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب.

التحدث بالنعمة والثناء على مانحها

: ليس الشكر مقصورا على الله تعالى فحسب، بل يجب تقديم الشكر والثناء للشخص الذي قدم المعروف لآخر. فمن فضائل الشكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقضي الليل كله في الثناء على ربه. ذكرت عائشة رضي الله عنها أن الرسول الليلة التي مات فيها صلى الله عليه وسلم كان ساجدا وقدماه منصوبتان وهو يقول: “أعوذ برضاك من سخطك؛ وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك؛ وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك”. كما قال الله تعالى: “وأما بنعمة ربك فحدث” [الضحى: 11].

جعلها في طاعة المنعم بها

ذكر الله تعالى في الآية الكريمة: قولوا `اعملوا آل داوود شكرا` [سبأ: 13]، ومعنى ذلك أن آل داوود يعملون بما منحهم الله، ويكون ذلك من خلال طاعتهم وتنفيذ أوامره. فالله أمرهم بأن يكونوا شاكرين، ويجب عليهم أن يعرفوا الفرق بين شكر العمل وشكر القول، والذي يسمى حمدا. على سبيل المثال، إذا رزق الله عبده بالمال، فلا ينبغي له أن ينفقه في محظورات. فيمكنه أن يشكر الله على هذه النعمة عن طريق مساعدة الآخرين.

فوائد الشكر

الشكر لا يعني فقط الاعتراف بالنعمة التي يمنحها الله والتي يكون فيها العبد وسيلة لتحقيق ذلك، ولكنه أيضا يجلب فوائد للمؤمنين من ربهم عندما يعترفون بالنعم التي أنعمها عليهم، حيث يزيد الله في نعمه. ومن بين هذه الفوائد

  • يُكتب اسم الشاكر عند الله من المؤمنين، لأن من صفات العبد المؤمن هي شُكر الله على كل ما يحدث له، فإذا حل بالعبد شرٌ صبرعليه واحتسبه عند الله، وإذا حل بالعبد خيرٌ شكر ربه وهو في فرح، فيُدرك العبد أن كل حدث من عند الله هو خير حتى وإن ظهر على هيئة شر، ويُسمى ذلك (النعمة الباطنة).
  • يتفاوت العطاء والنعمة التي يمنحها الله عز وجل للعباد، ويكافئ من يشكره على نعمته بدوامها وزيادتها،ويجب على العبد أن يحرص على عدم نسيان الشكر لأنه إذا نسي ذلك، تزول النعمة ويتعرض للعذاب.
  • يكافئ الله المؤمنين على شكرهم في الدنيا وفي الآخرة، حيث يحصلون على أجر عظيم من الله عز وجل، كما ذُكر في الآية الكريمة: `وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ` [آل عمران: 145].
  • يمكن أن يكون الشكر سببًا في التخلص من العذاب، لأن العبد الشاكر يحميه الله من العذاب، تماماً كما يحمي المؤمن بسبب إيمانه.

ثمرات الشكر

الشكر لله يؤتي ثماره التي يجنيها المؤمن ليس في الدنيا فحسب، بل تمتد معه إلى الآخرة، ومن يعرف هذه الثمار لن يتوقف عن شكر الله عز وجل في كل أمور حياته، حتى في المصائب سيكون الشكر هو الشيء الأول الذي يقوم به المسلم، ومن ثمار الشكر:

  • الشكر هو نصف الإيمان وهو جزء من كمال الإسلام.
  • الامتنان هو اعتراف من المؤمن بالله المنعم عليه وبالنعمة التي منحها له.
  • قد يكون السبب في دوام النعمة وزيادتها في بعض الأحيان.
  • لا يجوز للمؤمن أن يشكر ربه بلسانه فقط، بل يجب عليه أن يشكره بأفعاله أيضًا.
  • يحصل العبد على رضا الله سبحانه وتعالى عن طريق الشكر.
  • يدل على ارتقاء النفس وسموها.
  • يتميز العبد الشكور بأنه يشعر بالرضا عن حالته، ويحب أن ينعم الله بالخير على الآخرين، ولا يشعر بالغيرة أو الحسد تجاه من لديه نعمة.

خطبة عن الشكر

هناك الكثير من الخطب التي يتحدث فيها المتكلم عن الشكر لتبيان أهميته وفوائده للمسلم، ومن أمثلة ذلك جزء من الخطبة التالية:

أيها الناس:

ارتقبوا الله يعطيكم فرقانا، ويكفر عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، والله صاحب الكرم العظيم، واعلموا أن تقوى الله – تبارك وتعالى – هي: شكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن الشكر لهذه النعم يعد أساسا للأمن والاستقرار، وسببا لرضا الله – تبارك وتعالى – وحصول الرزق وتوافره، وشكر النعم يضمن استمرارها وزيادتها، وسلامة من عذاب الله الشديد؛ قال تعالى: “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”[إبراهيم: 7]، فكفر النعم سبب لزوالها، وتبدلها بالجوع، وسبب لاختلال الأمن والاضطراب بعد الاطمئنان، وسبب لانقطاعها بعد تواردها من كل مكان، وسبب للقحط والجدب بعد الخصب والرغد؛ قال تعالى: “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”[النحل: 112].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى