امراض القلبصحة

أهمية الرياضة لمرضى القلب

في دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، أكد الباحثون فيها أن الرجال يعيشون 5 سنوات أقل من النساء. أوضحت الدراسة أيضا أن الرجال يهملون صحتهم بشكل أكبر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية بالمقارنة مع النساء. أشار الباحثون في هذه الدراسة إلى أن ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا يمكن أن تكون كافية لحماية الرجال من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، وحتى من زيادة نسبة الكوليسترول في الدم. تمت مناقشة هذا الخبر من قبل الخبراء على نطاق عالمي في العديد من الأطروحات والمقالات والندوات والمؤتمرات الطبية. تم وضع قواعد وتوجيهات للرجال لتحسين صحتهم والحفاظ عليها والاستمتاع بنوعية حياة جيدة. يعتبر الرجال بشكل عام مهملين وغير مهتمين، ولا يلتزمون بأبسط القواعد التي تساهم في تحقيق هذا الهدف، وهو ليس مجرد الاستمتاع بصحة جيدة، بل يساعدهم أيضا على الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى الموت .

لكي تكون الرياضة مفيدة بشكل خاص لصحة القلب، يجب على الفرد ممارستها بطريقة تزيد من معدل ضربات القلب بنسبة تتراوح بين 50% و 85% من أقصى سرعته القلبية، وفقا للإرشادات الطبية، لمدة 30 دقيقة، 5 مرات أو أكثر في الأسبوع. وإذا لم يكن ذلك ممكنا أو إذا لم يكن الشخص مهتما بممارسة الرياضة بهذه الطريقة، فمن المستحسن أن يقوم ببعض الأنشطة التي لا تتطلب مجهودا كبيرا، مثل المشي وصعود السلالم بدلا من استخدام المصعد، وركوب الدراجة ولعب الغولف والسباحة. يمكنه أيضا الانضمام إلى ناد رياضي أو مركز لممارسة بعض التمارين الرياضية، أو ممارستها في المنزل باستخدام جهاز تدوير الحركة (تريدميل). وبالإضافة إلى المزايا الصحية المتعددة لممارسة الرياضة، أظهرت دراسة حديثة للدكتور جيوفانوتشي أن ممارستها من قبل الرجال الذين تجاوزوا سن الـ 65 لمدة 3 ساعات في الأسبوع تقلل نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا الشديد والمتقدم بنسبة تقريبية تصل إلى 70% .

أما عن دور الرياضة في علاج الجز الجنسي المرتبط بأمراض القلب والشرايين فإن حوالي 50% من الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين 40و 70سنة قد يصابون بالعجز الجنسي مع نسبة الإصابة حوالي 150مليون رجل عالمياً مع التوقع أن ترتفع تلك النسبة الى حوالي 320مليون في عام 2025,وقد يكون العجز الجنسي أول علامات الإصابة بأمراض قلبية ووعائية كامنة وخصوصاً تصلب الشرايين العصيدي في شرايين القلب التاجية وشرايين العضو التناسلي الأصغر حجماً, فإن تشخيص العجز الجنسي مبكراً ومعالجته لا يساعدان على استعادة الطاقة الجنسية فحسب بل قد يقيان من الإصابة ببعض الأمراض القلبية والوعائية الخطيرة اذا ما شخصت في أوائل مراحلها .

وبالنسبة لبعض الأمراض كإرتفاع ضغط الدم وداء السكري وزيادة الدهون في الدم، فإن جميع هذه الأمراض تؤثر على القلب بشكل سلبي. إن الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تداعياته الطبية الخطيرة في الكثير من الحالات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي وانسداد الشرايين في الساقين وتلف الشبكية قد يكون كامنا دون أي أعراض سريرية تشير إلى وجوده بنسبة تقدر بحوالي 36% من المصابين، والذي لا يتم علاجه بالأدوية إلا في حوالي 25% من تلك الحالات، ويمكن علاجه بتغيير السلوك مثل الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة التي تساهم بشكل كبير في تحسين الحالة، بالإضافة إلى تناول غذاء غني بالبوتاسيوم مثل الفواكه والخضار أو تقليل استهلاك الملح. أما داء السكري الذي يصيب الملايين من الأشخاص عالميا من النوع الثاني حيث يصبح الجسم مقاوما لتأثير الأنسولين والذي يعرض المصابين به لمضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي وانسداد الشرايين وخطورة تقرح الأنسجة ونخرها والتي يمكن أن تستدعي بتر الأقدام وتلف الشبكية، مع احتمالية الإصابة بالعمى والعجز الجنسي والعقم وانخفاض مستوى هرمون الذكورة، يستدعي العلاج الطبي الصحيح تحت إشراف أخصائي غدد الغدد الصماء والمتابعة الدورية. يمكن الوقاية من هذا المرض الخطير إذا تم تشخيصه في مراحله الأولى عندما تظهر التحاليل المخبرية زيادة معتدلة في مستوى السكر في الدم قبل ظهور المرض سريريا، حيث يمكن الوقاية منه ومن مضاعفاته الخطيرة من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي منتظم وتغيير السلوك. أما في حالة زيادة مستوى الشحوم مثل الكولسترول “الضار” أو البروتين الدهني ذو الكثافة الخفيفة مع انخفاض مستوى البروتين الدهني ذو الكثافة العالية (الكوليسترول الجيد)، فإن الالتزام بنظام غذائي قليل الدهون المشتقة من الحيوانات وزيادة تناول الفواكه والخضروات والحبوب وممارسة الرياضة اليومية وزيادة استهلاك الأسماك الدهنية مثل السلمون والجوز والبندق يمكن أن يقلل من معدل إصابة الذبحة الصدرية بنسبة تقدر بحوالي 19% لكل تناقص بمستوى البروتين الدهني ذو الكثافة الخفيفة بمعدل 2 مليمول في اللتر أو تناقص بمستوى الكوليسترول العام بمعدل 4 مليمول في الدم.

يمكنك الاطلاع على المقالات الهامة  :
احرص على زيادة الكوليسترول النافع HDL
هل الكوليسترول مرض مزمن ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى