إن من أرفع القيم وأهم المبادئ التي حثت عليها الإسلام وجميع الديانات السماوية هي احترام وتوقير كبار السن، وهي مفهوم حضاري يجب تنشئة المجتمعات عليه لأن له مردود إيجابي والعديد من الفوائد التي سنتناولها فيما يلي
الفائدة التي تعود علينا من احترام المسنين
1- احترام المسن يوجب رضا الله عليه: يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كرم شيخه، أكرمه الله”، فإذا احترم الشخص المسن، فسيكسب رضاء الله عز وجل
2- توقير الكبير هو إجلال لله عز وجل: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن من إكرام الله تعالى إكرام كبير السن من المسلمين
3- احترام الكبير دليل على الإسلام: قال صلى الله عليه وسلم: `لا ينبغي لمن لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا أن يستغفر له`، ويدل هذا على أن احترام المسن وتقديره هو أساس من أسس الدين.
4- قدم اليوم ما تحتاجه في الغد: يذكر القرآن الكريم أن الله هو الذي خلق الإنسان من حالة الضعف، ثم جعله قويا، ثم يعود إلى حالة الضعف والشيب، وهو القادر على خلق ما يشاء وهو العليم القدير
5- اتباع الهدي النبوي: عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث مع شخصين في نفس الوقت، كان يقول لهما `كبر كبر`، أي يبدأ الشخص الأكبر سنا بالحديث. وحكى أبو إمامة رضي الله عنه قائلا: في إحدى المناسبات، كان النبي صلى الله عليه وسلم برفقة أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح من أصحابه. تم تقديم كأس يحتوي على مشروب، وقدمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبو عبيدة. فقال أبو عبيدة: `أنت أولى به يا نبي الله`. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: `خذ`. فأخذ أبو عبيدة الكأس، وقبل أن يشرب، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: `خذ يا نبي الله`. فرد النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: `اشرب، فإن البركة مع الأكابر، فمن لم يرحم الصغير ويحترم الكبير فليس منا`
مظاهر احترام المسنين
– إظهار التقدير و الاحترام له في التعامل، ومناداته بأحب الأسماء إليه
ينبغي عدم التحدث في حضور الأكبر سنًا والاستماع إلى كلامه وعدم التقليل من شأنه
يجب على الأطفال الصغار أن يبدأوا بتحية كبار السن بالسلام، وليس العكس، وهذا ما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الأطفال الصغار بأن عند رؤيتهم لكبار السن، ينبغي عليهم أن يسرعوا بإلقاء التحية عليهم، كنوع من التقدير والاحترام لهم.
عند وجود مجموعة من الضيوف أو الأقارب، يجب علينا تقديم الضيافة لأكبر الأشخاص سنًا أولاً، وإعطائهم مزيدًا من الاحترام والتقدير، كنوع من الاحتفاء بالعمر والخبرة.
تعويد الأطفال والصغار على احترام الكبار
يجب الاعتناء بالحيوان الأليف وتوفير الرعاية اللازمة له عند الحاجة، وعدم إهماله خاصةً في حالة المرض.
تواصل معه بشكل دائم حتى يشعر بالأمان والطمأنينة.
توقير الكبير في الدين الإسلامي
أعطانا الدين الإسلامي مساحة كبيرة من الحب والود والاحترام في جميع المعاملات التي تتم بين المسلمين بعضهم مع بعض وذلك حتى يعم السلام على هذه العلاقات ووعد الله عباده بعظم الثواب قائلًا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60]، وقد اعتنى هذا الدين العظيم بالعلاقة بين الكبير والصغير فوصى كل منهما على الآخر، وصى الصغير بتوقير الكبير ووصى الكبير برحمة الصغير، حتى تتحقق العدالة على الأرض وتسودها الرحمة والآداب الإخلاقية
واجبنا نحو كبيري السن
يجب علينا أن نتحمل رعاية المسنين، بغض النظر عن الأفعال المزعجة التي قد يقومون بها، يجب أن ندرك أنهم يعودون إلى طفولتهم ويحملون حساسية شديدة الآن. لذلك، يجب أن نكون حذرين في تصرفاتنا وأفعالنا تجاههم، ويجب أن نتذكر أنهم كانوا قويين وصلبين في الماضي والآن أصبحوا ضعفاء وهشيما. سنجد أنفسنا في موقف مشابه يوما ما، فما نزرعه اليوم سنحصده غدا. لذلك، يجب أن نتعاطف ونحترم كبار السن وأن نظهر لهم التقدير الكبير، فهذه هي احتياجاتهم الأساسية.