اسلاميات

أنواع صلاة الخوف بالأمثلة

ما هي صلاة الخوف

صلاة الخوف هي صلاة مشروعة، وصلاها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات بعدة صور. هو والصحابة كانوا يصلونها. تختلف صور الصلاة بحسب الموقف المصلي فيه. والدليل على مشروعية صلاة الخوف هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه. قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا. فبعد أن صلينا الظهر، قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر. فذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وقالوا: إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد. فعندما حضرت العصر، قال: صفنا صفين، وبيننا وبين القبلة المشركون… ثم ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف. رواه مسلم

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : ” صَلاة الْخَوْف أَنْوَاع صَلاهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّام مُخْتَلِفَة ، وَأَشْكَال مُتَبَايِنَة ، يَتَحَرَّى فِي كُلّهَا مَا هُوَ أَحْوَط لِلصَّلاةِ ، وَأَبْلَغ فِي الْحِرَاسَة ” انتهى نقلاً من شرح مسلم للنووي .

أنواع صلاة الخوف

  • صلاة بطن نخل

في هذه المعركة، يتم تقسيم الجنود إلى فريقين، الأول يقاتل العدو، والثاني يؤدي صلاة الجماعة، سواء كانت الصلاة ركعتين أو أكثر، ثم يسلمون وينضمون إلى الفريق الأول، ويأتي الفريق الثاني ليصلي وراء نفس الإمام، حيث تحسب للإمام كصلاة نافلة وللجنود كصلاة فريضة، وتتم هذه الصلاة بثلاثة شروط، وهي أن يكون العدو في غير اتجاه القبلة، وأن يكون عدد المسلمين أكبر من عدد العدو، وأن يكون هناك خوف من هجوم العدو على المسلمين أثناء الصلاة، ولا تعد هذه الشروط شرطا لصحة الصلاة في الحرب، ولكن من الضروري توفرها لأداء تلك الصلاة.

قال الله تعالى : (وإذا كنت في مجموعة من المؤمنين وأردت أن تقوم لهم بالصلاة، فلتقم طائفة منهم معك، وليأخذوا أسلحتهم. وعندما يسجدون في الصلاة، فليكونوا وراءكم، وليأت طائفة أخرى – وهي التي تواجه العدو – فإذا لم يصلوا بعد، فليصلوا معكم وليأخذوا حيطتهم وأسلحتهم)

روى البخاري ومسلم عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَمَّنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَّى صَلاةَ الْخَوْفِ : ( أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ ، وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً ، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا ، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ ، وَجَاءَتْ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلاتِهِ ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا ، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ ) قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ

  • النوع الثاني صلاة عسفان

يصلي الإمام بهم صفين، ويحرم بهم جميعا، فإذا وصل إلى السجود الأول سجد الصف الثاني معه، ووقف الصف الأول لحمايتهم وعندما يقوموا من السجود يسجد الصف الذي لم يسجد، ثم يلحقون الإمام ويقرأ بهم جميعا، وفي السجدة الثانية سجد معه الذين حرسوا في الركعة الأولي وحرسهم الآخرين، وعندما يجلس لقراءة التشهد سجد الآخرين ولحقوه وقرأوا جميعا التشهد وسلم بهم جميعا.

لهذه الصلاة ثلاثة شروط‏ :

  1. يوجد العدو في اتجاه القبلة، ولا يخفيهم شيء عن أنظار المسلمين.
  2. يجب أن يكون عدد المسلمين كبيرًا، حتى يمكن للطائفة الواحدة أن تسجد وتحرس الأخرى.
  3. يمكن أن تكون صفوف المصلين أكثر من صفين، ويمكن لصفين من المصلين أن يحرسهما صفان، ولا يشترط أن يحرس كل صف من المصلين نفسه.

روى مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ ، فَصَفَّنَا صَفَّيْنِ : صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّجُودَ وَقَامَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ وَقَامُوا ، ثُمَّ تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ ، ثُمَّ رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ الَّذِي كَانَ مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّجُودَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ ، فَسَجَدُوا ، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا ) .

  • النوع الثالث صلاة ذات الرقاع

ينقسم الناس إلى فريقين، فريق يقف في وجه العدو وفريق يصلي، بعيدا عنهم حتى لا تصيبهم سهام من العدو فيحرم بهم ويصلي بهم ركعة، ويذهبون مكان اصحابهم أمام العدو ويقفلون صامتين ويصلي بالآخرين الركعة الثانية، فإذا سلم ذهبت الفرقة الثانية إلى العدو وجاءت الفرقة الأولى ليتموا صلاتهم، ثم يذهبون إلى العدو وتأتي الثانية لتتم صلاتهم.

  • النوع الرابع صلاة شدة الخوف

إذا التحكم القتال وخشوا ان يتركوه لقلة عددهم وكثرة عدد العدو، وفي حال عدم إلتحام القتال، فإن لم يأمنوا، صلوا في حدود الممكن ولا يحل لهم التأخير عن الوقت، وممكن ان يصلوا ركاب ومشاة ويجوز ترك استقبال الجهة الصحيحة للقبلة، في حالة عدم استطاعتهم على الصلاة في اتجاهها، ويجوز الاقتداء باحدهم في الصلاة بإختلاف الجهات مثل الصلاة حول الكعبة.

قال الله تعالى : ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ) البقرة/239 .

قال السعدي (ص 107) :

” (رِجَالاً) أي : على أرجلكم، (أو ركبانا) على الخيل والإبل وسائر المركبات، وفي هذه الحالة لا يلزم استقبال القبلة، فهذه صلاة المعذور بالخوف  .

روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: `وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قيامًا وركبانًا` .

قال الحافظ :” ( وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) أَيْ : إِنْ كَانَ اَلْعَدُوّ , وَالْمَعْنَى أَنَّ اَلْخَوْفَ إِذَا اِشْتَدَّ وَالْعَدْوّ إِذَا كَثُرَ فَخِيفَ مِنْ اَلانْقِسَامِ لِذَلِكَ جَازَتْ اَلصَّلاةُ حِينَئِذٍ بِحَسَبَ اَلإِمْكَان , وَجَازَ تَرْكُ مُرَاعَاة مَا لا يُقْدَرُ عَلَيْهِ مِنْ اَلأَرْكَانِ , فَيَنْتَقِلُ عَنْ اَلْقِيَامِ إِلَى اَلرُّكُوعِ , وَعَنْ اَلرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ إِلَى اَلإِيمَاءِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ , وَبِهَذَا قَالَ اَلْجُمْهُور ” انتهى .

وروى اَلطَّبَرِيّ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : في حالة الاختلاط في القتال، فإنه يتم التذكير والإشارة بالرأس .

ورد في البخاري عن نافع قوله إن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وصف صلاة الخوف، ثم قال:

( فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالًا قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ ، أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا ) قَالَ نَافِعٌ : لا أُرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قال الحافظ : ” وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ اُخْتُلِفَ فِي قَوْلِهِ ” فَإِنْ كَانَ خَوْف أَشَدّ مِنْ ذَلِكَ ” هَلْ هُوَ مَرْفُوعٌ أَوْ مَوْقُوفٌ عَلَى اِبْن عُمَر , وَالرَّاجِح رَفْعه ”  .

وقال في المنتقى شرح الموطأ : فإذا كان الخوف يتجاوز هذا المستوى، ويصبح خوفا لا يمكن التحمل في مواقف معينة، فيجب على الرجال الصلاة والقيام بموقف الصف والثبات على أقدامهم. يتمثل الخوف في حالتين: إحداهما يمكن التعامل معها والثبات في مكانه والقيام بواجب الصلاة، ولكن يخشى ظهور العدو وتشتيت الانتباه بسبب التفكير في الصلاة . .

وَأَمَّا الضَّرْبُ الثَّانِي مِنْ الْخَوْفِ : هذا الشخص لا يستطيع الاستقرار ولا الإقامة في مكان محدد، بمثل من هرب من العدو المطلوب، فيصلي كيفما يستطيع، سواء كان قائمًا أو جالسًا، وقد قال الله تعالى: “فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا

مشروعية صلاة الخوف

الفرق بين الأحكام الفرضية والنافلة يتمثل في صلاة الخوف، وهي صلاة مشروعة وفقا لقول الله تعالى: `وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم، ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة، ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم، إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا` (سورة النساء، الآية 102) .

وصل النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار عنها بعدة صور، هو والصحابة رضوان الله عليهم.

قال الإمام أحمد : ثُبِتَ في صلاة الخوف ستة أحاديث أو سبعة، أيهما فعل المرء جاز .

وقال ابن القيم : ” أُصُولُهَا سِتّ صِفَات , وَأبَلَغَهَا بَعْضهمْ أَكْثَر , وَهَؤُلاءِ كُلَّمَا رَأَوْا اِخْتِلاف اَلرُّوَاةُ فِي قِصَّةٍ جَعَلُوا ذَلِكَ وَجْهًا مِنْ فِعْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ اِخْتِلاف اَلرُّوَاةِ ” انتهى . قال الحافظ : وَهَذَا هُوَ اَلْمُعْتَمَد

الغزوة التي شرعت فيها صلاة الخوف

قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: وقد بدأت صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، ويقال إنها بدأت في غزوة بني النضير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى