أنواع الوثب في المهارات الرياضية

ما هي رياضة الوثب

تُعد رياضة الوثب، أو القفز، واحدة من أهم الرياضيات في الأحداث الرياضية الأولمبية. وعلى الرغم من أن رياضة القفز كانت تُقام مع الرياضات الصيفية وليست ضمن الرياضات الشتوية، إلا أنها تم تضمينها ضمن الرياضاتالشتوية بشكل أساسي ضمن رياضات الزلاجات، وتمارس باستخدام معدات رياضة التزلج.

وسواء كانت رياضة القفز الصيفية أو الوثب الشتوية فإنها رياضة تتم عن طريق دفع الرياضي في الهواء وذلك بفعل قوة الدفع وليس بفعل الحركة الجسدية، لكن لا يتم الأمر بهذه البساطة الموضحة في تعريف الوثب، فهي رياضة مثل جميع الرياضات والتي تمتلك طرق وأساسيات يجب اتباعها، مثل أساسيات الوثب العمودي والأفقي وذلك من أجل تحقيق أفضل نتيجة وأعلى مسافة يمكن قفزها، كما تتضمن أنواع الوثب في المهارات الرياضية تطبيق كبير لقوة الشخص من أجل توليد قوة رد الفعل التي تدفع بالشخص بعيدًا عن موضع الوثب.

ما هي أنواع الوثب

تضم رياضة الوثب بعض الأنواع المختلفة من الوثب التي يتنافس فيها الرجال والنساء، وقد يختلف مدى الارتفاع المطلوب للوثب بين الجنسين، ولكن أنواع الوثب في المهارات الرياضية واحدة وتتضمن أربعة أنواع كما يلي:

الوثب العالي

إن أهم قاعدة لتأدية الوثب العالي أو الوثب الطويل هي القفز على قدم واحدة أثناء الجري، وليس باستخدام القدمين. يتم القفز لتجاوز عمود أفقي يقف فوق معيارين من الجانبين دون أن يسقط العمود. الهدف هو إزالة شريط يطفو في الهواء حول العمود الأفقي. يحصل كل لاعب على ثلاث محاولات متتالية لتحقيق الهدف. يمكن للاعبي الوثب أن يشاركوا في المنافسة بأي ارتفاع فوق الحد الأدنى المسموح به، ويمكن لهم تجاوز أي ارتفاع عن طريق رفع العمود إلى المستوى المطلوب. تطورت تقنيات وأنماط الوثب خلال القرن العشرين، وظهرت تقنيات جديدة مثل تقنية المقص وتقنية القطع الشرقي وتقنية اللف الغربي وتقنية لف البطن عن طريق اللف من الأمام والالتواء من الرأس حتى العارض.

الوثب الطويل

يمكن تنفيذ الوثب الطويل عن طريق الركض في مضمار ضيق وطويل في اتجاه خط محدد على مسافة معينة، ويتم القفز بعد الركض إلى أقصى مسافة ممكنة والهبوط داخل صندوق رملي مربع الشكل. يعتمد النجاح في هذه الرياضة على سرعة اللاعب وخفة حركته وقدرته على الوصول إلى أقصى نقطة من خلال القفز، ويتم تحديد مستوى اللاعب عن طريق حساب المسافة الأفقية التي قفزها، بدءا من حافة العلامة الخاصة بالقفز إلى مكان سقوط اللاعب في الصندوق الرملي الموجود على الأرض، ويبلغ طول المضمار حوالي أربعين مترا تقريبا

الوثب الثلاثي

تحتوي الوثبة الثلاثية على ثلاثة أنواع من القفز، والاختلاف يكمن في طريقة الحركة والتنفيذ. تتم هذه الوثبة في مدرج طويل مع ثلاثة أعمدة أفقية، يقوم فيها اللاعب بتنفيذ خطوات الوثب الثلاثي عن طريق القيام بثلاث قفزات. يبدأ القفزة الأولى بإحدى القدمين ويهبط بالقدم نفسها، ويتم القفز بالقدم الأخرى في القفزة الثانية ويهبط بها أيضا، ويتم تنفيذ القفزة الثالثة باستخدام القدم التي تم استخدامها في القفزة الأولى، ثم يهبط اللاعب في حفرة رملية مربعة الشكل

هذا النوع من الوثب مشابه للوثب الطويل ولكن ببطء قليلا، ويتم حساب المسافة من نقطة الانطلاق إلى موضع سقوط اللاعب على الأرض الرملية. ومن بين أبرز اللاعبين الذين حققوا أفضل النتائج في الوثب الثلاثي، اللاعب البرازيلي (أديمار دا سيلفا – Adhemar da Silva) الذي فاز بدورتين أولمبية وحقق خمسة أرقام قياسية عالمية، واللاعب البولندي (جوزيف شميدت – Jozef Schmidt (Poland)) الذي فاز بالميدالية الذهبية مرتين في الأولمبياد، وسجل رقما قياسيا في عام 1960 بطول 17.03 مترا (55 قدما)، وكان أول من تجاوز الحاجز البالغ طوله 17 مترا في العالم، ولاعب الاتحاد السوفيتي الروسي (فيكتور سانييف – Viktor Saneyev) الذي حقق ثلاثة أرقام قياسية عالمية وفاز بثلاث ميداليات أوليمبية. يمكن القول أن هؤلاء اللاعبين أتقنوا الخطوات الفنية للوثب الثلاثي، مما ساعدهم على تجنب الأخطاء الشائعة في هذا النوع من الوثب

الوثب بالزانة

يعتمد الوثب بالزانة على القيام بالوثب العالي عن طريق الركض في مضمار طوله حوالي 45 متر تقريبًا ثم يقوم اللاعب بالقفز باستخدام الزانة وهي عبارة عن عصا مصنوعة من الألياف الزجاجية ليهبط على وسادة هوائية مخصصة لاستقبال سقوطه من هذا الارتفاع، ويمتلك كل لاعب ثلاث محاولات لاجتياز اللعبة، ويقوم اللاعب بالوثب عن طريق استخدام الزانة لدفعه في الهواء ثم يلتف وهو يقترب من العارضة ويقوس قدميه ثم يسحب نفسه للأسفل بوجهه.

كان يتم استخدام الأعمدة الصلبة القديمة المصنوعة من الرماد أو الأرز أو الجوز، ولكنها كانت ثقيلة جدا وتعيق اللاعبين. ولذلك، تم استخدام العمود المصنوع من الخيزران لأول مرة عام 1904، وظل هذا العمود يستخدم حتى عام 1957، وفي فترة الستينات تم استبداله بالعمود المصنوع من الألياف الزجاجية. ومن بين اللاعبين الأشهر الذين حققوا أعلى النتائج في تاريخ هذه اللعبة هو اللاعب الأمريكي كورنيليوس وارمردام الذي سجل ستة أرقام قياسية عالمية، كما كان أول من تجاوز ارتفاع 15 قدما، وسجل رقما قياسيا بارتفاع 15 قدما و7.75 بوصة، ولم يتجاوز أحد هذا الرقم لمدة 15 عاما. وتحسين الأعمدة الزجاجية ساعد اللاعبين على تحطيم هذا الرقم، حتى وصل أقصى ارتفاع إلى 20 بوصة في تسعينيات القرن الماضي على يد اللاعب الأوكراني سيرجي بوبكا

أنواع الألعاب التي تتضمن الوثب

بالإضافة إلى رياضة الوثب الأساسية، هناك العديد من الرياضات والأنشطة الرياضية التي تتضمن القيام بالوثب بشكلٍ مختلف، حيث تعتمد بشكل أساسي على مقدار ما يمكن للشخص القفز فيه. وفيما يلي قائمة بأشهر أنواع الرياضات التي تضمن الوثب:

• رياضة الغوص:

تشمل ممارسة رياضة الغوص القفز من لوح الإنطلاق، وهذا اللوح هو نقطة بدء السباق، والهدف هو الوصول إلى ارتفاع محدد للمساعدة في تخطي المسافة عن طريق الوصول إلى ارتفاع محدد.

• رياضة الجري:

يتم القفز في رياضة الجري بشكل تلقائي وغير مقصود بسبب دفع الجسم بسرعة خلال الجري

• رياضة تخطي الحواجز:

رياضة تخطي الحواجز، أو ما تعرف بـ (Hurdling)، هي إحدى الرياضات التي تستند في الأساس على رياضة الوثب، لكنها تختلف عن الوثب بالجري، وبالتالي فهي تعتبر رياضة متعددة الأبعاد، حيث يتنافس المشاركون في سباق ميداني أو على مضمار، يقفزون فوق السياجات أو الحواجز الموجودة أمامهم، وعادة ما يحتوي المضمار على حوالي عشرة حواجز متساوية البعد تفصل بينها وتمكن الرياضي من القفز بينها.