احكام اسلاميةاسلاميات

أنواع النجاسات وكيفية التطهر منها

أنواع النجاسات

إن النجاسة هي القذارة التي يجب على المسلم أن يتطهر منه ويتنزه عنه، ويمكن تعريف النجاسة لغةً بأنها: القذارة، والنجاسة شرعًا: هي القذارة التي أمر الشرع بإزالتها، ويمكن تصنيف أنواع النجاسات وكيفية التطهر منها كما يلي:

  • بول الآدمي

لحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن» (حديث متفق عليه)

  • دم الحيض

عندما أثبت أن خولة بنت يسار قد أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) وقالت: “يا رسول الله، لا يوجد لدي إلا ثوب واحد، وأنا في حيض فيه،” فأجاب (صلى الله عليه وسلم): “فإذا طهرت فاغسلي موضع الدم، ثم صلي فيه”، وأي دم غير دم الحيض فإنه طاهر سواء كان هذا الدم مسفوحا أو غير مسفوح لأنه قد تم تثبيت ذلك في رواية أبي داود. وفيما يخص النزيف الذي حدث للرجل المسلم أثناء صلاته والذي نتج عن إصابته بسهم رماه المشرك، فقد نزع السهم واستمر في صلاته والدم يسيل منه

  • بول وروث الحيوان غير مأكول اللحم

لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: وصل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المرحاض وأمرني بإحضار ثلاث حصى، فوجدت حصين وبحثت عن الثالث ولم أجده، فأخذت قطعة من الروث وأحضرتها، فأخذ الحصين وألقى الروث وقال: هذا ركس. ومن المعروف أن كل ما قطع من الحيوان الحي وهو ميت يعد جزءا من الميتة، سواء تم ذبحه بعد القطع أو لم يتم، باستثناء الأشياء التي ستأتي فيما بعد 

ميتة السمك والجراد تعني أنهما حلال لتناولهما، وذلك بناء على قول النبي (صلى الله عليه وسلم): `حلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال`، وهذا مسند إليه في رواية أحمد

ميتة ما لا نفس له سائلة كالذباب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `عندما يسقط الذباب في إناء أحدكم، فعليه أن يغمسه كله، ثم يتخلص منه، فإن في جناح الذباب شفاء وفي الجناح الآخر داء.` (رواه البخاري).

وهو نجس لقوله سبحانه وتعالى:  أقول: لا أجد فيما أُوحيَ إليَّ محرمًا على طاعم يَطعمه، إلا إذا كان ميتةً أو دمًا مسفوحًا أو لحم خنزير، فإنه رجسٌ

  • لعاب الكلب

وهو نجس لقوله صلى الله عليه وسلم : «طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ» (متفق عليه).

  • المَذْي

هو سائل أبيض رقيق ولزج، يخرج من الجسم عند حدوث الإثارة الجنسية أو عند التفكير في الجماع، ولا يخرج بشدة الشهوة ولا بتدفق كالمني، كما أن الشخص لا يشعر بخروجه بشكل واضح، وذلك بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: “توضأ، واغسل ذكرك” (متفق عليه).

  •  الوَدْي

هو سائل أبيض لزج يخرج بعد البول.

ما هي النجاسات التي يجب التطهر منها

يشدد السطر (1824) على أنه يجب على المصلي أن يزيل النجاسة عن جسده وثيابه والمكان الذي يصلي عليه، استنادا إلى قول الله تعالى: `وثيابك فطهر`. ويستدل أيضا على ذلك من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- الذي رواه أحمد وأبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث صلى النبي وخلع نعليه، فبعد ذلك خلع الناس نعالهم. وعندما انصرف النبي قال لهم: `لماذا خلعتم نعالكم؟` فردوا: `رأيناك تخلع نعليك، فخلعنا نحن أيضا`. فقال النبي: `إن جبريل أتاني وأخبرني أن هناك خبثا في نعالكم، فإذا دخل أحدكم المسجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما، فإذا رأى خبثا فليمسحه بالأرض، ثم ليصلي بهما`.

ومن النجاسات التي يجب التطهر منها ما يأتي: البول، والغائط، والدم المسفوح، والقيح، والصديد، ولعاب الكلب والخنزير، وروث وبول ما لا يؤكل لحمه، والخمر لأنها نجسة عند جمهور فقهاء لأن شربها كبيرة من الكبائر، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها). رواه أبو داود.

كل الأمور السابقة هي من النجاسات التي تلغي الصلاة، لذا يجب على الشخص أن يتطهر منها إذا كان متوجها للصلاة، وحتى تقبل صلاته يجب أن يكون طاهرا ونقيا من أي نجاسة

كيفية التطهر من النجاسات

تختلف طريقة تطهير النجاسات حسب نوعها وموقعها

  • على سبيل المثال، إذا ألمت الأرض بشيء، يجب إزالته سواء كانت الإزالة بواسطة الماء أو بواسطة طرق أخرى، وذلك استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد: `اتركوه واسقوا عليه سجلا من الماء أو ذنوبا من الماء`، وهذا متفق عليه
  • إذا كانت النجاسة سائلة وجفت بمفردها، فقد تمت تنقيتها؛ وذلك بناء على حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: `إذا جفت الأرض، فقد تطهرت`. وهذا مروي عن البخاري.
  • بخصوص تطهير دم الحيض، فقد جاء في الحديث النبوي أن امرأة قدمت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وسألته عن كيفية التعامل مع دم الحيض على الملابس. فأجاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنها ينبغي لها تدليك المكان الذي يحتوي على الدم حتى يتلاشى، ثم تشطف المكان بالماء، ثم يتم غسله جيدًا، وبعد ذلك يمكن استخدامه كالمعتاد.
  • في حالة تعرض الأطعمة للنجاسة، يجب تطهيرها بإلقاء الجزء الذي أصابته النجاسة فقط. على سبيل المثال، سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن فأرة سقطت في سمن، فأجاب: (ألقوها وما حولها – أي: الفأرة والسمن الذي احتك بها – ثم اطرحوها، وكلوا سمنكم – أي: كلوا السمن الذي لم يتأثر بالنجاسة)
  • بول الصبي الذي لم يأكل يعتبر من النجاسة المخففة، وفقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بول الغلام ينضح وبول الجارية يغسل”، وذلك لأنه يندرج تحت تصنيف النجاسة المخففة

النجاسات المعفو عنها في الصلاة

يقول الإمام ابن باز رحمه الله: (إذا صلى الإنسان ثم ذكر في نفس الصلاة أن ثوبه فيها نجاسة أو سرواله فيها نجاسة، فليخلعه إن كان لديه ثوب آخر، وإن كان للثوب رفيق سفلي يغطيه، فليخلع الثوب العلوي أو السروال وليستمر في صلاته، فإن استمر في الثوب الذي فيه نجاسة أو السروال الذي فيه نجاسة، فعليه أن يعيد الصلاة إذا كان على علم بالنجاسة أثناء الصلاة، أما إذا لم يكن على علم بذلك إلا بعد الصلاة، فلا يلزمه شيء وصلاته صحيحة إذا لم يعلم إلا بعد الصلاة أن ثيابه فيهاشيء أو سرواله فيه شيء، ولكن إذا علم بذلك أثناء الصلاة، فليخلعه إن تيسر له، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أدرك أن نعليه فيهما ضرر، خلعهما واستمر في الصلاة، فإذا خلع سرواله واستمر في صلاته، فلا مانع عليه)

آراء العلماء حول النجاسات المعفو عنها في الصلاة:

  • ولقد ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى أَنَّ قَدْرَ الدِّرْهَمِ وَمَا دُونَهُ مِنَ النَّجَاسَةِ الْمُغَلَّظَةِ كَالدَّمِ وَالْبَوْل وَالْخَمْرِ وَنَحْوِهَا مَعْفُوٌّ عَنْهُ، وَجَازَتِ الصَّلاَةُ مَعَهُ، أن أنهم يقصدون أن النجاسة الصغيرة في ثوب أو مكان المصلي جازت معها الصلاة حتى وإن كانت نجاسو مغلظة.
  • ترى المذهب الحنابلي أن النجاسة لا يمكن الإفراط فيها، حتى لو كانت كمية ضئيلة، وأنه يجب التطهر منها إذا كانت معروفة، ولا يصح الصلاة مع وجود النجاسة.
  • قالت المذهبية الشافعية إنه يجوز العفو عن قليل من النجاسة مثل الدم والقيح ونحوهما.
  • يسمح مذهب المالكية بالعفوعن يسير من النجاسة مثل الدم والقيح وغيرها، بشرط أن يكون حجم النجاسة صغيرًا، وذلك لتسهيل تجنبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى