منوعات

أنواع القروض الخارجية وأعباءها

كما هو معروف في اقتصاديات الدول، تواجه الشعوب العديد من المنغصات التي تؤدي إلى الفقر وضيق الحال، ولهذا تلجأ الدول إلى الاقتراض من البنوك القومية وبيع السندات والأذونات وطلب التبرعات والمنح، ولكن في النهاية إذا لم تجد حلولا أخرى، تضطر الدول إلى الاقتراض من الخارج، ولكن الاقتراض من الخارج يحمل العديد من العيوب ويتضمن عدة أنواع كما سيتم تفصيلها فيما يلي.

المقصود بالقروض الخارجية
القروض الخارجية هي المبالغ المالية التي تقترضها دولة من دولة أخرى بسبب انهيار اقتصادها الداخلي. عادة، لا تتجاوز مدة القرض سنة واحدة، ويتم سدادها للجهة المقرضة عن طريق الدفع بالعملات الأجنبية أو عن طريق تصدير السلع والخدمات. يتم سداد القرض إما عن طريق الحكومات الوطنية أو الهيئات الرسمية التابعة لها، أو عن طريق الهيئات العامة الرسمية التي تضمن التزامات الأفراد والمؤسسات الخاصة.

هناك تعريفٌ آخرُ وضعَهُ البنكُ الدوليُ للقروضِ الخارجيةِ، حيثُ وصفَهُ بأنَّهُ ذلك الدينُ الذي تبلغُ مدةُ استحقاقِهِ الأصليةِ أو المحددةِ أكثرَ من سنةٍ واحدةٍ، وهو مستوجبٌ لأفرادٍ أو لهيئاتٍ من غيرِ المقيمينَ ويسددُ بعملاتِ أجنبيةٍ أو بسلعٍ وخدماتٍ.

أنواع القروض الخارجية
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للقروض الخارجية التي تلجأ إليها الحكومات المختلفة، وتتتنوع تلك القروض حسب الجهة المانحة للقرض كما يلي :

القروض الحكومية هي قروض يتم منحها من حكومة أجنبية إلى حكومة أخرى، وتكون موثقة على مستوى الوزراء في الدولتين.
يتم منح القروض المتعددة الأطراف للحكومات من قِبَل منظمات دولية ثرية تمتلك موارد كافية لإقراض دول بأكملها.

3- القروض الخاصة، وهي التي يتم منحها إلى حكومات أو مؤسسات رسمية عامة أو خاصة من خلال بنوك أجنبية خاصة.

أعباء القروض الخارجية

1- وجوب السداد بمواعيد محددة: تتمثل أحد العيوب البارزة للقروض الخارجية في ضرورة سدادها وفقا لشروط محددة في العقد، وتشكل هذه الشروط التزامات يجب الوفاء بها طوال فترة القرض المحددة، وتختلف تلك الفترات من قرض إلى آخر، حيث يمكن أن تكون هذه الديون قصيرة الأجل، والتي لا تتجاوز مدتها عاما واحدا، أو متوسطة الأجل، والتي تستمر لأكثر من عام وأقل من سبع سنوات، أو طويلة الأجل، حيث تتجاوز سبع سنوات وقد تمتد في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرين سنة.

2- دفع الفوائد وأقساط القرض: تعد الفوائد التي يتم دفعها بشكل دوري وفقا للعقد واحدة من أهم سلبيات القروض الخارجية، حيث يجب على الدول المقترضة دراسة الأعباء التي سيترتب عليها القرض وقدرتها على تحملها وتغطية الأقساط المتفق عليها في السنوات القادمة للدائن.

3- تعرض الدول للاحتلالات العسكرية: تعتبر ظاهرة الاقتراض الخارجي من أقدم الظواهر الاقتصادية، حيث ارتبطت بالتبادل الدولي منذ القدم، ولم تكن مشكلة المديونية تتعدى آنذاك حدود الدائن والمدين، وكانت تنتهي بالسداد أو بالاحتلال العسكري، والاحتلال العسكري يحدث في الغالب إذا عجزت الدول المدينة عن الوفاء بسداد فوائد الدين أو سداد أقساطه، وحينها تلجأ الدول إلى الحصول على مستحقاتها من خلال عوائد إحدى المؤسسات في تلك الدولة وتبدأ في احتلالها عسكريا.

من المعروف أن القروض الخارجية، على الرغم من أنها قد تساعد في حل أزمات الدولة في الوقت الحالي، إلا أنها تسبب الكثير من المشكلات والأزمات التي قد لا تنتهي بشكل جيد، إذا لم تقم الدول باستخدام تلك القروض في إنتاج وتصنيع وتطوير مصادر تمويل جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى