أنواع الصفة المشبهة .. وأمثلة عليها
تعريف الصفة المشبهة
تعد الصفة المشبهة واحدة من أنواع المشتقات في اللغة العربية، وهي اسم مشتق يعبر عن استمرارية صفة لصاحبها في الماضي والحاضر والمستقبل. تختلف تعريفات العلماء للصفة المشبهة، فبعضهم يذكرها دون تعريف كما فعل سيبويه، وبعضهم يعطيها تعريفا خاصا كما فعل الزجاجي الذي وصفها بأنها كل صفة تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث. ومع ذلك، يمكن تلخيص التعاريف المتعددة للصفة المشبهة بأنها تدل على الثبوت والاستمرار، وتستعمل مع اسم الفاعل في العمل، بغض النظر عن عدد الحروف والسكنات والحركات.
شرح للصفة المشبهة بالأمثلة
تُستخدم الصفة المشبهة للوصف، مثل (جميل، أبيض، حسن، وحلو)، ولنأخذ مثالًا على الصفة المشبهة (جميل) للتعرف عليها وفهمها بشكل أفضل
جميل هو اسم مشتق، يدل على اربعة امور، وهي تتضمن:
- المعنى المجرد هو الوصف أو الصفة، وهنا هو الصفة الجميلة التي تشير إلى الجمال
- الأشخاص أو الأشياء التي لا يمكن وصفها إلا باستخدام الموصوف، ولا يمكن أن يكون هناك وصف دون الموصوف، حيث يكون الموصوف هو المحدد
- يتم تثبيت الصفة أو الحالة على الشخص بشكل عام، وبمعنى آخر، فإن إذا كان شخصًا جميلًا، فهو كذلك في الماضي والحاضر والمستقبل، ولا يمكن أن تقتصر الصفة المشبهة على زمن معين، بل تشمل الأزمنة الثلاثة، فوصف الجمال يشير إلى الاعتراف بالجمال في ماضي الشخص وحاضره ومستقبله
- تعني ملازمة الثبوت في الصفة للموصوف أن الصفة المشبهة ليست شيئًا عابرًا أو طارئًا، وإنما هي وصف يلازم الموصوف طوال حياته أو لأطول فترة ممكنة يمكن أن تلازمه فيها
مثالٌ آخر على الصفة المشبهةبالفعل هي كلمة “أبيض”، فهي تشير إلى اللون الذي يتميز بالبياض
- معنى مجرد (وهو البياض)
- الشيء الذي لا يمكن تحقيق معناه إلا باستخدام الموصوف، وهو الشخص الذي نريد أن ننسب إليه صفة البياض
- المعنى المجرد ثابت في جميع الأزمنة ومستمر، وليس محدودًا بزمن معين أو زمنين، بل يلازم الموصوف في ماضيه وحاضره ومستقبله
- هذا الدليل يلتزم بصاحبه، كما شرحنا في الأعلى
تنطبق هذه التفاصيل على الكلمات الأخرى، مثل “حسن” و”حلو” وغيرها من الصفات التي تصف الأشياء بالإيجابية
أنواع الصفة المشبهة
الصفة المشبهة لديها ثلاثة انواع قياسية:
- النوع الاول الاصيل: هو النوع الأكثر شيوعا، ويتم صياغته من مصدر الفعل الثلاثي اللازم المتصرف، ليدل على ثبوت صفة لصاحبها بشكل عام، وهو النوع الذي تم شرحه بالأمثلة في الأعلى، وله أوزان وصيغ كثيرة
- النوع الثاني الملحق بالاصيل من غير تأويل: يتبع هذا النمط النمط الأول من حيث الشيوعية، وهو المشتق الذي يتبع الوزن المخصص لاسم الفاعل أو اسم الفعل، وهو نمط قياسي يعتبر صفة مشبهة لها دلالاتها وأحكامها دون الالتزام بأوزانها، ويظل على صيغته الخاصة بالاسم الفاعل أو اسم المفعول
- النوع الثالث الجامد المؤول بالمشتق: هذا النوع هو النوع الأقل شيوعا ويعرف باسم الجامد الذي يدل على صفة مشابهة مع قبوله التفسير بالتشتت، وهو قياسي يبقى على اللفظ الجامد القابل للتفسير، ويعطي المعنى دون تغيير شكله، ولذلك يمكن أن يستخدم كصفة، ومن أمثلته قول الشاعر في الهجاء: فراشة الحلم، فرعون العذاب، وعند استخدامه في النداء فإنه يعني كلبا، فالمعاني الثلاثة تتأسس على التفسير بالتشتت
صياغة الصفة المشبهة وامثلة عليها
تصاغ الصفة المشبهة من الفعلين الثلاثيين اللازمين على وزن:
- فعِل مثل فرِح
- فعُل مثل كرُم
تتشكل الأفعال على ثلاثة أوزان مثل كلمة فرح
- فعِل
- أفعل
- فعلان
فعل الوزن يدل على الفرح والسرور،
- مثلما قال تعالى في قوله `يتولون وهم فرحون` وفي قوله `انقلبوا فكهين`
- يمكن أن يدل على الحزن، كما في قوله تعالى (وجلوا قلوبهم)
- يدل أيضا على المعاناة والتعب والقلق ، مثل قوله تعالى (بل هو كذاب الشر)
اما وزن افعل
- يشير إلى اللون، ويفصل الإناث مثل الأحمر، والحمراء، والأسود، والسوداء، ومثال على ذلك قوله تعالى (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)
- يشير إلى عيب، مثل الأعوج والأعرج، كما قال تعالى (إن شانئك هو الأبتر)
- أو ما يدل على حليه مثل أحيل وأهيف
فعلان ومؤنثه فعلى
- يدل على الفراغ أو الامتلاء، مثل ريان وغضبان
يتشكل من فعل مثل كرم على عشرة أوزان
- فعيل: مثل شريف وعظيم، وهو ما يشير إلى صفة ثابتة، كما قال تعالى (وأنا لم ناصح أمين)
- فعْل: مثل شهم، سمع، صعب، ومنها قوله تعالى `إنه هو البر الرحيم`
- فُعَال: مثل همام وصراح وفرات، وكذلك قوله تعالى (وَهٰذَا مِلْحٌ أَجَاجٌ) وقوله تعالى أيضًا (هَٰذَا عَذْبٌ فَرَاتٌ)
- فَعَال: مثل الجبان، كما قال الله تعالى (وكان بين ذلك قوامًا)
- فَعَل: مثلا بأسماء بطل وحسن ورغد وعروض ووسط كما في قوله تعالى (وكذٰلك جعلناكم أمة وسطا)، وقوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا)
- فٌعْل: مثل الصلب والحلو والمر، كما قال تعالى (لقد جئت شيئا نكرا)
- فُعُل: مثل جرز ونكر، كقول الله تعالى: (ولم يكن له كفؤًا أحد)
- نوع من الكلمات المشتقة من الأفعال مثل وقور، طهور، عجوز، وذلك كما في قوله تعالى (أألد وأنا عجوز) وقوله تعالى (ولا الظل ولا الحرور)
- فَعِل: مثل الرخص والطهارة، كما قال تعالى (فأخرجنا منها الأعشاب الخضراء)
- فِعل: مثل الملح والصفر، كقوله تعالى (قال لكل ضعف) وقوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم)
الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة بالفعل
الصفة المشبهة هي فرع من فروع العمل على اسم الفاعل، ولذلك هناك اختلافات بين اسم الفاعل والصفة المشبهة للفعل، وتتمثل هذه الاختلافات في أن الصفة المشبهة:
- تصاغ بناءً علىالفعل اللازم، في حين يمكن صياغة اسم الفاعل من اللازم والمتعدي
- تدل الصفة المشبهة على الثبات والدوام، بينما يدل اسم الفاعل على التجدد والحدوث، كمثال عندما نقول إن خالد حسن الوجه، فإن ذلك يدل على الثبات ولا يمكن أن يكون حسن الوجه مؤخرًا أو في الماضي فقط
- الصفة المشبهة باسم الفاعل لا تجاري حركات المضارع وسكناته، الا في بعض الحالات، اما اسم الفاعل فهو يجاري المضارع، مثلًا الصفة المشبهة جميل الظاهر، وحسن الوجه لا تجاري يجملُ، يحسنُ، اما اسم الفاعل يجاري دائمًا المضارع، فمثلًا عندما نقول محمد طاهرُ القلب، فهو يجاري فعل يطْهُرُ، وهو قليل، ويحدث في الثلاثي.
- الصفة المشابهة لا تكون إلا للمعنى الذي يرافقه، مثل محمد عليه الصلاة والسلام وصفه بحسن الخلق. فصفة حسن الخلق تلازم النبي عليه الصلاة والسلام في الماضي والحاضر والمستقبل، ولكنها لا تتطلب الثبوت، بل يجب أن يستمر الثبوت في الزمن الحاضر مثل شخص يعاني من العطش، أو الثبوت المستمر مثل الحسن