أنواع الشعر والنثر

مقدمة عن الشعر والنثر

يعرف الشعر منذ نحو أربعة آلاف عام، كما يعرف الأشكال الأدبية الأخرى مثل النثر. غالبا ما يتساءل الناس عن أيهما كان أولا، الشعر أم النثر؟ والحقيقة هي أن النثر تطور من الشعر، حيث يتم كتابة الشعر من أجل تبادل الأفكار والتعبير عن المشاعر بطريقة مختلفة، مثل اختيار الكلمات لمعانيها وإيقاعها لتتناسب مع وزن القافية في القصيدة، وذلك عن طريق انتهاء سطور الأبيات الشعرية بكلمات تتضمن نفس النغمة. ولا يزال الشعر حتى يومنا هذا جزءا هاما من الفن والثقافة في البلاد، ويهتم به ويقرؤه الأجيال، كما يحدث في النثر الذي يتميز بتنوع فنونه وسماته الجمالية، مثل الطباق والسجع.

ما هو الشعر

هو نوع من الأدب العربي يعمل على نقل فكرة أو وصف مشهد أو رواية قصة بترتيب غنائي، حيث يستخدم الشعر شكلا مسترسلا لنقل المشاعر أو الأفكار بسهولة للقارئ والمستمع. يعتمد على السجع والتكرار لتحقيق تأثيرات موسيقية، وغالبا ما يعتمد الشعر على ترابط الكلمات والصفات الموسيقية في اللغة المستخدمة.

يمكن بناء شكل القصائد باستخدام أوزان القافية والتركيز على الإيقاع لخلق نغمات مقطعية، وغالبا ما تستخدم القافية في شعر اللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية الحديثة، ولكن هناك أيضا شعراء يتجنبون مخططات القافية التقليدية مثل الشعر الكلاسيكي اليوناني واللاتيني، ولم تستخدم القافية في الشعر الأوروبي على الإطلاق حتى العصور الوسطى، عندما تم تبنيها من قبل العرب في قصائدهم الطويلة.

ما هو النثر

النثر هو الكلام غير المقفى الذي يبدو عادة مشابها للكلام الطبيعي، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون النثر سرديا أو تفسيريا أو وصفيا أو مقنعا، وفي كتابة النثر يتم استخدام قصة وشخصيات وعادة ما يتم تنظيمها زمنيا، ويستكشف هذا النوع من الكتابة مواضيع محددة، وتختلف الكتابة التفسيرية عن الكتابة السردية بسبب عدم رواية قصة، ويعود مصطلح `النثر` إلى الكلمة اللاتينية `prosa` والتي تعني `كلام مستقيم ومباشر`، ومن المعروف أيضا أن النثر المكتوب ببراعة يبدو أنه تطور بعد الشعر المكتوب.

أنواع الشعر والنثر

تتميز الشعر والنثر بأنواعهما المختلفة حسب شكلهما ولغتهما وغرضهما، ويتميز الشعر في أنواعه المختلفة وذلك باختلاف شكله ولغته وغرضه

• يتميز الشعر المسرحي بترتيب الأحداث، سواء كان الترتيب زمنيًا أو سببيًا
• يتمسرد أحداث ومغامرات غير عادية لشخصيات من الماضي البعيد في الشعر الملحمي، وهو نوع من القصائد الطويلة
• الشعر الغنائي هو أحد أقدم أنواع الشعر ويعرف أيضاً باسم الشعر الوجداني، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالغناء، حيث يعبر عن المشاعر والعواطف مثل الحب والحزن والفرح والكره، وهذا ما يميزه عن الأنواع الشعرية الأخرى مثل الشعر الملحمي والدرامي
• يتميز الشعر القصصي بقدم قصة في شكل أبيات شعرية، مع تسليط الضوء على أحداث القصة والشخصيات وبدايتها ونهايتها، ويُعرف من اسمه
• الشعر الرعوي هو الشعر الذي يتعلق بالحديث عن الطبيعة والحياة الريفية والمناظر الطبيعية، وهو يشمل القصائد الرعوية.
• الشعر الحر هو نوع من الشعر الحديث غير الملتزم بالقافية
• الشعر العامي، أي الشعبي الذي يستخدم اللغة العامية الدارجة
• يتميز الشعر العمودي بتركيبته الشعرية المكونة من بيتي الصدر والعجز في كل بيت من أبياته الشعرية
• يستخدم الشعر الفصحى للاعتماد على اللغة العربية الفصحى، وهو عكس الشعر العامي
• الشعر الهجائي هو يتميز بأن الشاعر يهجو خصمه الشاعر ببعض الكلمات القاسية
• يعتبر شعر المدح من أشهر أنواع الشعر، ويستخدم لتمجيد أعيان القبيلة ويُعرف بشعر المناسبات، حيث يُنقسم إلى شعر المدح والرثاء، ويكون الرثاء بذكر محاسن الموتى.
•  ينقسم شعر الغزل إلى غزل عفيف وصريح، حيث يتميز الغزل الصريح بوصف مفاتن المحبوبة، أما الغزل العفيف فهو وصف للأخلاق.

أما أنواع النثر فتنقسم إلي ثلاثة أنواع :

1. النثر غير الخيالي هو الكتابة المستندة إلى الحقائق، وتشمل السير الذاتية والمقالات غير الخيالية.
2. النثر الخيالي هو الكتابة الخيالية التي تشمل الروايات والأمثال والقصص القصيرة ومعظم الدراما.
3. النثر البطولي هو الكتابة التي تستند إلى التعبيرات الصيغية الموجودة في التقليد الشفوي، وتشمل الأساطير والخرافات.

الفرق بين الشعر والنثر

هناك اختلاف واضح بين الشعر والنثر، حيث لكل منهما خصائص فريدة تميزه عن الآخر

النثر

• يتبع النثر الأنماط الطبيعية للكلام
• لديه بنية نحوية مع الجمل والفقرات
• يستخدم لغة الحياة اليومية
• يستخدم الجمل والأفكار في سطوره

الشعر

• يتميز الشعر التقليدي بأنماط مختلفة مثل الإيقاع والقافية
• الكثير من القصائد لها نمط موسيقي متكرر
• يستخدم اللغة الرمزية أكثر
• تتميز القصائد بأعمدة ضيقة وأطوال خطوط متفاوتة ومسافة بين كل بيتين أقل بالمقارنة مع النثر
• يستخدم فواصل بين الأسطر

أوجه التشابه بين الشعر والنثر

لا توجد الكثير من التشابه بين الشعر والنثر لأنهما شكلان من أشكال الأدب، ومع ذلك، يوجد بعض التشابهات مثل الإبداع في الشكل ووجود أنواع مختلفة. ومع ذلك، فهما مختلفان تماما في الهيكل والغرض.

أمثلة عن الشعر

امرؤ القيس كان معروفا بشعره الغزلي، وفي إحدى قصائده قال

سموت إليها بعد ما نام أهلها

سمو حباب الماء حالا على حال

فقالت سباك الله إنك فاضحي

ألست ترى السمار والناس أحوال

فقلت يمين الله أبرح قاعدا

ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

حلفت لها بالله حلفة فاجر

لناموا فما إن من حديث ولا صال

فلما تنازعنا الحديث وأسمحت

هصرت بغصن ذي شماريخ ميال

وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا

ورضت فذلت صعبة أي إذلال

فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها

عليه القتام سيء الظن والبال

يغط غطيط البكر شد خناقه

ليقتلني والمرء ليس بقتال

أيقتلني والمشرفي مضاجعي

ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وليس بذي رمح فيطعنني به

وليس بذي سيف وليس بنبال

أيقتلني وقد شغفت فؤادها

كما شغف المهنوءة الرجل الطالي

وقد علمت سلمى وإن كان بعلها

بأن الفتى يهذي وليس بفعال

وماذا عليه أن ذكرت أوانسا

في قصيدته، يفاخر الشاعر الكبير نزار قباني بانتصار بلاده

ظهرت شمس غرناطة بعد اليأس وهتف ميسلون
يا دمشق، ارتدي دموعي كسوة واشتكي، فكل شيء يصبح أسهل
قم بوضع طرحة العروس من أجلي، إن مهر المناضلات ثمين
نحن عكّا وكرمل وحيفا وجبال الجليل واللطرون
كل ليمونة تنجب طفلا، ومن المستحيل أن ينتهي عدد الليمونات

وقال حافظ إبراهيم، وهو واحد من أبرز شعراء العصر الحديث في شعر الفصحى،

حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي
وَعِفتُ البَيانَ فَلا تَعتَبي
فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ
وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ
وَكَم فيكِ يا مِصرُ مِن كاتِبٍ
أَقالَ اليَراعَ وَلَم يَكتُبِ
فَلا تَعذِليني لِهَذا السُكوتِ
فَقَد ضاقَ بي مِنكِ ما ضاقَ بي
أَيُعجِبُني مِنكِ يَومَ الوِفاقِ
سُكوتُ الجَمادِ وَلِعبُ الصَبي
وَكَم غَضِبَ الناسُ مِن قَبلِنا
لِسَلبِ الحُقوقِ وَلَم نَغضَبِ
أَنابِتَةَ العَصرِ إِنَّ الغَريبَ
مُجِدٌّ بِمِصرَ فَلا تَلعَبي
يَقولونَ في النَشءِ خَيرٌ لَنا
وَلِلنَشءِ شَرٌّ مِنَ الأَجنَبي