أنماط التفكير الفلسفي
الفلسفة
الفلسفة هي لفظ يونان، ومعناها حب الحكمة بالإضافة إلى السعي وراء المعرفة عن طريق المسائل الجوهرية التي تتعلق بحياة الإنسان مثل الموت والواقع والحقيقة، فهي لا ترتبط بشكل مباشر بالحضارة اليونانية، لأن الفلسفة هي حضارة كل أمة على حدة، وفي بادئ الأمر كانت تُعرف بمعنى البحث عن أصل الوجود والعناصر المكونة له، بالإضافة إلى البحث في الذات الإنسانية.
تتم إثبات هذه الحقائق الفلسفية عن طريق استخدام الدليل العقلي لها، وقد ظهر العديد من الفلاسفة وأبرزهم أفلاطون وسقراط وغيرهم من الفلاسفة العرب مثل ابن رشد وهو الذي اعتبر الفلسفة كونها النظر في الموجودات، بالإضافة إلى أنها حقائق مهمة يجب أن يتم البحث فيها ومن ثم إثباتها، حيث يطرح الفيلسوف الأسئلة ويسعى للعثور على الإجابات وليس هذا فقط بل يجادل من أجل تلك الإجابات حتى يصل إلى جوهر القضايا الأساسية التي اشتغلت ذهن الإنسان.
التفكير الفلسفي
الفلسفة هي نوع من أنواع التفكير، حيث يهدف إلى توجيه الأفعال وتحديد طريقة الحياة. وفي الحياة الفلسفية، يعتبر التفكير الفلسفي موجها أفضل عندما يكون توجيه العمل متاحا، فهو نشاط فكري يتضمن النقد والتفكير الشامل. فالتفكير الفلسفي هو عملية نشاط تستجيب لمطلب المجتمع للحصول على الحكمة، ويجمع بين كل المعارف التي نمتلكها للحصول على أفكار جديدة. لذلك، يعتبر جزءا من نمو الإنسان وبالتالي جزءا أساسيا من عملية التعليم. يشترك التفكير الفلسفي والتفكير العلمي في هدف مشترك، وهو تطوير الفكر الكلي للفرد، بالإضافة إلى استكشاف إمكانات الإنسان.
ما هي أنماط التفكير الفلسفي
يعتبر التفكير الفلسفي فنا يمكن للإنسان تعلمه، وهو الفن الأهم على الإطلاق حيث يعلمك كيفية تفسير العالم بشكل منطقي، بالإضافة إلى قدرتك على تزويد نقاشاتك بحجج مقنعة، وهناك بعض الخطوات التي يجب على الإنسان معرفتها ليدخل إلى عالم الفلسفة، حيث تشمل هذه المهارات مهارات التفكير الفلسفي بالإضافة إلى أساليبه، وسوف نستعرض في هذه المقالة بعض أساليب التفكير الفلسفي
- يجب أن تبدأ أساليب التفكير الفلسفي بطرح الأسئلة البسيطة مثل `لماذا`، `ماذا يكون`، `من`، و `كيف`.
- يتطلب البحث العميق في المسائل التي يتم طرح الأسئلة حولها.
- التعرف ودراسة الفلسفات الأخرى.
- يجب التركيز على الإجابات المستكشفة والتفكير فيها بدقة.
- يتطلب الأمر البحث عن عدة مصادر واختيار الأفضل في مجال المعرفة.
- التحدث مع الآخرين حول ما تفكر فيه وما تحاول اكتشافه.
- يعتبر التجربة الأساسية، لذا حاول تجربة الأفكار الجديدة التي تصل إليك وتصحيح التشوهات والأخطاء إذا كان ذلك ممكنًا.
- البحث عن الأسباب المنطقية التي أدت إلى الخطأ.
- قم بتحليل الأفكار المتضاربة.
- يجب قبول الأفكار الأخرى وخاصة إذا كانت تتعارض أو تختلف مع أفكارنا.
- فحص الإطارات المفاهيمية العالمية وإثارة الشك فيها.
- لا تستعجل في اتخاذ الحكم النهائي بشأن أفكارك وقراراتك، بل اصبر وامنح نفسك بعض الوقت.
التفكير الفلسفي والتفكير العلمي
العلم كان يعرف سابقا باسم الفلسفة الطبيعية، ولكن بسبب تطوره ومنهجه، انفصل عن الفلسفة. ومن هذه الانفصالية ظهرت الفروق بين الفلسفة والعلم، أي بين التفكير الفلسفي والتفكير العلمي. وعلى الرغم من أنهما يشتركان في السعي إلى الحقيقة، إلا أنهما يختلفان في كيفية الوصول إليها، ويختلفان في بعض النقاط التي تتضمن خصائص التفكير وأنماط التفكير
- تصلالفلسفة إلى المعرفة من خلال النقاشات المنطقية للمبادئ، كما تعتمد على التساؤل والمنطق، بينما يعتمد العلم على الملاحظة والتجربة للوصول إلى المعرفة.
- تهدف العلم إلى وصف الظواهر وكيفية حدوثها، بينما تعمل الفلسفة على تفسير ما وصل إليه العلم. وبالتالي، يمكن اعتبار العلم وصفيًا بينما يمتلك الفلسفة الطابع التفسيري.
- يتميّز العلم بالموضوعية ويستند إلى التجربة، في حين تتميز الفلسفة بالذاتية الشخصية، وتتضمن الاستشراف والنظرية.
- إن في الموضوعية الفلسفية لا يتجرد العقل عن الشخص وعن ميوله ونزواته بالإضافة إلى خلفيته الثقافية في الفكر الفلسفي، أما التفكير العلمي فإنها تعتمد في الأبحاث العلمية على قياسات ثابتة وتجارب وهذا إن دل على شيء إنما يدل على انفصال معطياتها عن الشخص المسؤول عن تلك الأبحاث والتجارب.
- تتمثل حدود العلم في حدود العالم المحسوس، حيث يُعتَبَرُ هذا العلم إمبريقيًا، بينما تتجاوز الفلسفة هذه الحدود، إذ تُعَدُّ التفكير الفلسفي التفكير الثانوي وفقًا لتعبير بعض الفلاسفة.
- تكون الأحكام العلمية أحكام تقريرية، أي أنها لا تقرر إلا بناء على ما هو موجود في الواقع الخارجي. بينما الأحكام الفلسفية تكون بعضها معيارية وبعضها فردية. العلم لا يستطيع التعامل مع موضوع السلوك البشري، لأنه لديه حدود ولا يستطيع التعامل مع ما يجب أن يكون. وبالتالي، فهو غير قادر على استخلاص القيم في الواقع الذي يدرسه. أما الفلسفة، فإحدى أهم موضوعاتها هو السلوك البشري، حيث تتعمق في فهم الواقع وتتناول الجوانب التي لا يمكن إدراكها بالحواس والجوانب الفلسفية. وتعمل على التعامل مع قضايا الأخلاق والقيم، وبهذه الطريقة، تتعامل مع الواقع وتسعى للتغيير.
- يتمحور العلم حول البحث عن الأسباب المباشرة القريبة، بينما تتمحور الفلسفة حول البحث عن الأسباب البعيدة التي تكمن وراء الأسباب المباشرة.
وظائف التفكير الفلسفي
إن للتفكير الفلسفي وظائف عديدة منها:
- تفسير الواقع يعتمد على اندماج الفيلسوف مع الواقع الذي يعيش فيه ومحاولته التعبير عنه، بالإضافة إلى تفسير الأحداث بشكل شامل، وقد اهتمت الفلسفة بتفسير الواقع في مجالات مختلفة مثل الدين والتاريخ وغيرها.
- تغيير الواقع هو وظيفة مهمة للغاية، إذا تم اكتشاف أمر في الواقع الفكري أو الاجتماعي أو حتى السياسي يحتاج للتدخل، يحاول الفيلسوف تغيير هذا الواقع ومعالجته. على سبيل المثال، حاول أفلاطون معالجة مشكلة تدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في أثينا، وهذه المحاولات للتغيير أدت في النهاية إلى إعدامه. قبل وفاته، رسم رؤية للمجتمع المثالي وسماه الدولة المثالية.
- يتمثل دور الفيلسوف في استشراف المستقبل، وذلك من خلال النظر إلى الزمن على أنه يتكون من ثلاث لحظات: الماضي والحاضر والمستقبل، ويسعى الفيلسوف لجعل المستقبل مشرقًا ومتقدمًا عن طريق الالتفات إلى هذه اللحظات.
أهمية التفكير الفلسفي
يحمل التفكير الفلسفي، الذي يُعد نشاطًا فكريًا مهمًا في حياتنا، أهمية كبيرة حيث يعمل على:
- تتمثل الفلسفة في الاستفسار النقدي التأملي وتحفيز الفضول الفكري، ويتم دفعها بإحساس التعجب الفكري.
- يحثنا على الاهتمام بالتاريخ الثقافي والفكري، حيث تولي الفلسفة اهتمامًا كبيرًا للتاريخ والسياق الثقافي والفكري.
- تعزز الفلسفة التفكير وتساعد على تطوير مجموعة متنوعة من المهارات العقلية التي تعتمد على تحليل المفاهيم ونقد الأفكار، بالإضافة إلى إدارة التفكير المنطقي والجدل السليم.
- يعتمد الإبداع الفكري على تطوير مفاهيم ومناهج جديدة لحل المشكلات وتحديدها، مما يعزز الإبداع الفكري.
- تساعد عملية الكتابة في تحسين المهارات اللغوية لأنها تتطلب مستوى عالٍ من الوضوح والدقة والتنظيم.
- التفكير الفلسفي يؤثر على آفاق المستقبل الوظيفي.