أمينة داود المفتي أشهر جاسوسة في التاريخ
أمينة داود المفتي هي واحدة من أشهر جواسيس التاريخ. شهد التاريخ على جرائم الدولة الصهيونية ضد العرب، ولكن يشعر المرء بالحزن والغضب عندما يعلم أن الموساد كان قادرًا على تجنيد بعض العرب للعمل لصالحهم ضد الوطن العربي. يثير ذلك الأسف والغضب بشدة، كيف يمكن لشخص عربي أن يخون وطنه بهذا الشكل المريب، وكيف يمكنه التسبب في اغتصاب أرضه وتسليمها كقربان لصالح الصهاينة للحصول على المال والرفاهية. ومع ذلك، للأسف، كان الوطن مليء بالخونة الذين باعوا أولاد وأطفال وطنهم، وكانوا يديرون أعمالًا مليئة بالدماء. وفي هذا المقال، سنتحدث عن أمينة داود، والتي تعتبر واحدة من أشهر الجواسيس بينهم. سنناقش سيرتها الذاتية وتفاصيل عملها كجاسوسة، وسنتناول أيضًا في المقال القادم الحديث عن جاسوسة أخرى تدعى هبة سليم. أمينة داود باعت أرضها ودينها من أجل السعي وراء المال والرفاهية والشهوات وحتى الحرية المزيفة. سنركز في هذا المقال على سيرتها الذاتية، فتابعنا لمعرفة المزيد .
تاريخ الميلاد : ولدت أمينة داود في عام (1939) .
محل الميلاد : : ولدت في إحدى ضواحي عمان لعائلة شركسية مسلمة .
النشأة و الحياة العائلية : كما ذكرنا سابقا، ولدت أمينة داود في إحدى ضواحي عمان لأسرة شركسية مسلمة وميسورة الحال ومثقفة وذات مركز مرموق. والدها كان تاجرا للمجوهرات، ووالدتها كانت سيدة مثقفة جدا، حيث كانت تجيد الحديث بأربع لغات. وكانت أغلب صديقاتها من المجتمع الراقي، وكان عمها رجلا ذا منصب مرموق، حيث كان لديه رتبة لواء في البلاط الملكي. وبالنسبة لأمينة، كانت تحظى بحب ورعاية عائلتها بسبب كونها أصغر أخواتها. عاشت طفولة مليئة بالسعادة والحنان. ومع ذلك، كانت لديها حياة مزدوجة، فعائلة أمينة كانت مخطئة تماما في تلبية كل رغباتها ومطالبها، بغض النظر عن الثمن. مع تقدم أمينة في العمر، ظهرت علامات الأنوثة والجمال على ملامحها. أصبحت فتاة جذابة للغاية، وعلى الرغم من أنها عاشت في منزل يشبه القصر، إلا أنها لم تكتف بهذا الثراء والرفاهية. بدأت أمينة تتمرد على النعم التي منحها الله، وتستهزئ بتقاليدنا العربية وتراثنا وتعتبرها قيودا تافهة. حلمت بالحب والحرية، وتعرفت على شاب فلسطيني يدعى “بسام”. لكن المشكلة الخطيرة ليست فقط في ذلك، بل في أنها بدأت تسلمه مشاعرها بدون أي اعتبار، ووصلت إلى حد الإفراط. لكن الشاب بدأ يلاحظ سلوكها الخاطئ وطبعها الأناني والمستبد. بدأ يشعر بالقلق من ذلك وابتعد عنها، حتى وجد شخصا أفضل منها في كل شيء. أرسل إليها رسالة يخبرها فيها أنها فتاة سيئة وأنانية وسيئة الطباع ومغرورة، وأنه لا يرغب في أن يكون مرتبطا بشخص مثلها، بل وجد شخصا أفضل منها. هذا الأمر تسبب لأمينة في آلام كبيرة ورغبة في الانتقام، إلى جانب شخصيتها التي ترغب في امتلاك كل شيء بأي طريقة، حتى لو على حساب الأبرياء .
السفر إلى الخارج : بدأت البداية بتجاهل الدراسة بشكل كبير، مما جعلها لا تحصل على درجات جيدة في الثانوية العامة وحصلت على القليل. لذلك، قررت السفر إلى أوروبا لمتابعة دراستها، ولكن هذا لم يكن هدفها الوحيد. كانت تريد أيضا الحصول على الحرية والانطلاق بدون قيود أو رقابة، وبالفعل سافرت إلى فيينا في النمسا لدراسة علم النفس في إحدى الجامعات وحصلت على شهادة الدكتوراه .
زواج أمينة من رجل يهودي : بعد رحلة طويلة من الفساد والانحلال، قابلت أمينة فتاة يهودية ووقعت في حب أخيها الذي كان طيارا عسكريا برتبة نقيب ومقيما في النمسا. جعل هذا أمينة تتحول من مسلمة إلى يهودية للزواج منه. تزوجت هذا الرجل وهاجرت معه إلى إسرائيل وغيرت اسمها إلى آني موشيه بيراد على اسم زوجها موشيه بيراد .
بداية خيانة أمينة داود إلى الوطن : كان زوجها رائد طيار في السلاح الجوي الإسرائيلي، ولكنه تمكنت منه المدفعية السورية وأسقطت طائرته فمات، وحزنت أمينة وقررت الانتقام له. بدأت تخطط لهذا الانتقام ودخلت إلى ملاجئ الفلسطينيين على أنها طبيبة ستقوم بمساعدة الجرحى. وكانت أمينة ذكية وماهرة، حيث وصلت إلى مكتب ياسر عرفات وحصلت على تصريح يسمح لها بالتجول في جميع أنحاء فلسطين على أنها طبيبة متطوعة ماهرة في فعل الخير .
القبض على أمينة داود : في عام 1975، تم القبض على أمينة واعتقالها بعدما كشفت عن إرسالها تقريرا ومعلومات سرية وهامة جدا إلى الموساد، وتم حبسها لمدة خمس سنوات، لكنها تم إطلاق سراحها فيما بعد، وعادت إلى إسرائيل بعد أن عرضت الحصول عليها مقابل تسليم أسيرين فلسطينيين لديها. وعاشت حياتها في إسرائيل، وحاولت الاتصال بأهلها، ولكنهم رفضوها تماما وأعلنوا أنها بالنسبة لهم ميتة، وبقيت في إسرائيل حتى نهاية حياتها، وفي عام 1984 تم تكريمها من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي باعتبارها واحدة من أفضل العملاء لديهم، وتم صرف معاش لها .