صحة

أمراض تنتشر عن طريق الخفافيش

تلعب الخفافيش دورا هاما في نظامنا البيئي، حيث تأكل الحشرات الضارة للزراعة وتنشر البذور وتلقح النباتات بمخلفاتها (الغرق)، ولكنها تحمل أيضا بعض المسببات القاتلة للأمراض الخطيرة جدا.

وبعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الخفافيش هي من بين الأمراض الأكثر فتكًا للإنسان، ومنها: الإيبولا، السارس، داء الكلب، كورونا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ماربورغ، هندرا، نيباه 

الخفافيش تشبه قليلا غرير العسل في العالم الفيروسي، إذ لا يصابون عادة بالعدوى التي يمكن أن تكون مميتة للبشر.

سبب نقل الخفافيش على الأخص للأمراض

يمكن أن تنتشر الأمراض بين الخفافيش بسهولة، حيث إنهم يعيشون في مستعمرات ضيقة، ويمكن أن تنتقل العدوى من خفاش إلى آخر تمامًا كما هو الحال بين الأشخاص في مترو الأنفاق المزدحم، أو في غرفة صف ما بالمدرسة مليئة بالأطفال.

قد تبدو الخفافيش غير متأثرة أيضا بمرض يمكن أن يكون مميتا للبشر، لأن لديها درجة حرارة جسم أبرد وتحمل الفيروسات التي لا يستطيع البشر تحملها. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي سلوك بعض الخفافيش عند الإصابة بالأمراض إلى زيادة التواصل بينها وبين البشر. على سبيل المثال، قد تظهر الخفافيش سلوكا غريبا عند إصابتها بداء الكلب، مثل الطيران في النهار، ويمكن للخفافيش أيضا أن تهاجر وتنشر العدوى بعيدا.

لذا دائمًا يثار التساؤل عما إذا كانت إزالة الغابات تؤدي إلى زيادة اتصال بعض الخفافيش بالبشر ، قد يكون هذا بشكل خاص عندما تكون الغابات مجزأة ، لتصبح جزرًا من الأشجار والنظم البيئية ، حيث يعيش الناس في مساحات من الأراضي المحيطة بهذه الجزر  ، فيمكن للخفافيش أيضًا عندما تطير ، أن تنقل الأمراض من منطقة إلى أخرى ، فغالبًا ما يعيشون في المناطق الحضرية أيضًا.

الأمراض التي تنتشر عن طريق الخفافيش

داء الكلب

غالبية الخفافيش لا تحمل داء الكلب، ولكن يمكن أن يكون لدى بعضها هذا المرض، ونسبته في أقصى الحالات تصل إلى 10% من الخفافيش. وعلى الرغم من أن معظم حالات الإصابة بداء الكلب للإنسان تكون بسبب لدغات الكلاب، إلا أن الخفافيش هي المستودع الرئيسي للمرض ومصدره.

عدد قليل من البشر يصابون بمرض الكلب، على سبيل المثال، تشهد الولايات المتحدة عدد إصابات يقدر بنسبة 2:3 في السنة، وفي جميع أنحاء العالم يتوفى 160 شخصا سنويا من أصل 60 ألف شخص، كما يتوفى تقريبا كل شخص يعاني من مرض الكلب، على الرغم من أن خمسة أشخاص يمكن أن يعيشوا، من بين 36 شخصا تلقوا العلاج البروتوكولي التجريبي الجديد.

كما هو معروف، فإن الوقاية خير من العلاج، وليس فقط الأشخاص الذين تعاملوا مع الخفافيش هم من يحتاجون إلى الوقاية من داء الكلب، ولكن هناك فئة أخرى تحتاج إلى الوقاية من داء الكلب

  • في حال اقتراب شخص ما من الخفافيش وتعرض للضرب.
  • يجب على أي شخص تعرض لعاب الخفافيش المحتمل للفم أو الجرح أو الأنف أو العينين.
  • إذا استيقظت ووجدت خفاشًا في غرفة نومك.
  • في حال عثر على خفافيش داخل غرفة ما ووجود طفل غير مراقب.
  • إذا تم العثور على خفاش في غرفة مع شخص ما، دون أن يكون الشخص على علم بأضرار لسعة الخفاش.

يجب على الجميع غسل موضع اللدغة جيدًا بالصابون والماء في أي منطقة من الجسم التي يتعرض للدغة فيها.

إيبولا وماربورغ

بعد داء الكلب، الذي يقترب معدل الوفيات بسببه من 100٪، فإن فيروسي إيبولا وماربورغ يعتبران من أكثر الأمراض فتكًا لكل حالة تصاب بها، حيث ينتشر هذان الفيروسان أيضًا من خلال الخفافيش.

تشير العديد من الدراسات إلى وجود فيروس الإيبولا في 5٪ من الخفافيش البالغة، وقد حدث ذلك في المناطق المصابة مثل الغابون وجمهورية الكونغو. وقد كانت مستويات الانتشار أقل في الخفافيش الصغيرة، وأعلى في الخفافيش الحوامل بنسبة 33٪، مما يشير إلى دور الخفافيش في نقل الفيروس.

الفيروسات التاجية (السارس والكرونا)

هناك فيروسان يؤثران بشكل حقيقي على البشر ولديهما معدلات وفيات عالية، وهما فيروس كورونا والسارس، وكلاهما مرتبط بالخفافيش، حيث تسبب فيروس السارس انتشار المرض في العديد من الدول، وهو ينتقل بسرعة وهو قاتل، وانتشر المرض في الصين في عامي 2002 و2003، ويعتقد أن انتشار المرض يرتبط مباشرة بالخفافيش.

وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، وهي عدوى شديدة الخطورة ومميتة حيث في كثير من الأحيان تتسبب في الفشل التنفسي والكلوي ، وقد انتشرت في مستشفيات الشرق الأوسط ، ومن المعروف أنها كانت مرتبطة بالجمال ، لكن العديد من الدراسات الحديثة أرجحت أيضًا أن الخفافيش لعبت دورًا كبيرًا في انتشار هذا الفيروس.

فيروسات نيباه وهندرا

فيروس نيباه Nipah ، هو فيروس يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات بين البشر ، وهو منتشر في بنغلاديش وماليزيا ، والسبب به أيضًا الخفافيش ، حيث ينتقل من الخفافيش إلى البشر من خلال عصارة نخيل التمر ، والتي يشربها الخفافيش ثم بعد ذلك من قبل البشر ، وقد انتشر أيضًا بين مزارع الخنازير في ماليزيا ، وانتشرت فيروسات الخنازير المميتة أيضًا.

فيروس هندرا هو فيروس يسبب إصابات قاتلة في الإنسان والخيول، وهو مرتبط أيضا بالخفافيش، وفي أستراليا تم العثور على حوالي 50٪ من أنواع الخفافيش التي تحمل هذا الفيروس القاتل.

داء النوسجات

لا يتعلق الأمر فقط بالفيروسات، بل يمكن أيضًا العثور على فطر موجود في التربة في فضلات الخفافيش وهو ما يسمى بـ `ذرق الطائر`، والذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الرئة والدم، وخاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في جهاز المناعة.

على الرغم من أن الخفافيش تعتبر جزءا هاما من نظامنا البيئي، إلا أن الأمراض الأخرى يمكن أن تنتشر بدونها، مثل تلك التي تنقلها الحشرات التي يتغذى عليها الخفافيش. ومع ذلك، لا يمكنها السيطرة على البعوض (والأمراض التي ينقلها البعوض) بالقدر الذي يتمنونه، حيث لا تأكل ما يكفي من البعوض.

نصائح هامة لتجنب الاصابة بأمراض الخفافيش

من الضروري عدم لمس الخفافيش التي لا يمكن التأكد ما إذا كانت آمنة أم لا، فقد تبدو صحية ولكنها في الواقع قد تكون حاملة لمرض غير متوقع كداء الكلب، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتم نقل العدوى من خلال لمس الخفافيش غير الصحية التي سبق ذكرها.

تُعَد ذبح لحوم الخفافيش من أهم عوامل الخطر المرتبطة بانتشار الأمراض التي تنقلها الخفافيش في المناطق التي تخضع لإزالة الغابات، لذا يجب زيادة المراقبة على تلك العمليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى