أمثلة على التمني
أسلوب التمني
أسلوب التمني هو التفكير في شيء لا يمكن التحقق منه أو من الصعب التحقق منه، سواء كان جيدًا أو سيئًا، وهو طريقة لخلق الطلب.
كلمة التمني تعني الرغبة في شيء معين، وهي مضيئة وتشبه حرف الفعل، وهي حرف ناسخ يحمل رسالة الرغبة، أما الأمنية فهي طلب لقضية تحبها الروح وترغب فيها، ولكن لا أمل في حدوثها لأنها مستحيلة أو لأنها بعيدة، وتتعدد أساليب اللغة للتعبير عنهما.
تحتوي اللغة العربية على العديد من أدوات التمني، ومن بينها أربعة أدوات رئيسية، وهي الأصيلة وهي “ليت”، وثلاثة أخرى غير أصيلة وهي “هل” و”لو” و”لعل”. ويتم استخدام هذه الأدوات عند الرغبة في وضع الفعل في صيغة المضارع، وهناك فرق بين “ليت” و”لعل”، وليست جميع أدوات التمني متطابقة.
أمثلة على أسلوب التمني
يتضمن التمني أنواعًا مختلفة، بما في ذلك التمني المستحيل والتمني الذي يمكن أن يتحقق، مثل:
- يا ليت الشباب يعود يومًا، حتى أخبرهم عما فعلت الشيخوخة
هذا أمنية مستحيلة التحقق، حيث يتمنى الشاعر أن يعود الزمن. هذا أمر مستحيل أن يحدث، وهو مثال على استحالة الرغبة وعدم قدرة الشباب على العودة. بدلا من ذلك، نقول إن هذا مستحيل بشكل عام أو منطقيا. وربما الحقيقة هي أنه إذا أراد الشباب استعادة قوتهم الشبابية، فإن وعدهم عادة ما يكون مستحيلا، وإذا كان الوقت مطلوبا للنمو بقوة، فأحتاج هذا الوقت.
- قول الله تعالى {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
وهذا يعتبر أمرا قابلا للحدوث، وهو تمن متوقع الحدوث
- ليتَ لي ألفين دينارٍ.
وهذا أمر يمكن توقع حدوثه، وعندما يتم مراقبة هذا الأمر في هذه الحالة يسمى توقعا، حيث أن قوله: لو كان عندي ألفي دينار، وهذا مثال على كيفية تحقق الأمل بعد وقت قصير من ظهوره، لذا يتعلم منه أنه إذا كانت الرغبة ممكنة، فيجب أن تحدث بعد فترة طويلة من ظهورها حتى لا يكون هناك توقع أو جشع، لأنه إذا كان لديك أي توقعات وجشع في حديثهم، ستتغير آمالك تماما.
- في قول الله تعالى {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
- يقول الله تعالى: `ولو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين`.
- في قوله تعالى `يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون` في سورة القصص الآية رقم 79.
هذه الآية تمني أن يحظى الناس بحظ عظيم مثل حظ هارون.
- قول الشاعر: يا ليت طالع الشمسين كان ظاهراً * * * ويا ليت ظاهر الشمسين لم يغيب.
هذه قصيدة تعبر عن الرغبة والشوق الشديد للحبيبة، ويتمنى الشاعر أن تكون معه دائما وأن لا تغيب.
أوجة الفرق بين التمني والترجي
يمكن القرب من مفهوم التمني إلى الرغبة بمعنى معين، حيث يرغب الأشخاص في الحصول على أمل في لحظة معينة لدافع معين، ولكن يختلف تحقيق هذين المفهومين لأسباب مختلفة، فالحاجة مهمة في الرغبة، بينما يختلف الأمر في التمني والرغبة.
يمكن استخدام طريقة الترجي في اللغة العربية إما للرغبفي حدوث شيء ما أو للحصول على شيء محدد من خلال العمل الجاد والمثابرة لتحقيق هذا الهدف، بحيث تشبه طريقة الأمل في اللغة العربية طلب البناء.
رغم أن التمني في اللغة العربية يرتبط بأشياء مستحيلة أو صعبة التحقيق بسبب الكسل والخمول والأمل، إلا أن التفكير في التمني يكون صعبا جدا ويمكن أن يكون مستحيلا، لأن الرغبة تنطوي على محاولة التحقيق، والهدف قد يكون صعب التحقيق، ولكن الترجي يمكن أن يساعد في تحقيق الأمنيات، حيث يوجد فرق بين التمني والترجي.
يميز العلماء العرب بين التمني والترجي نظرًا لوجود عامل الكسل بينهما، حيث إن الشهوة مرتبطة بالكسل، ولذلك لا يحرص المرء على بذل الجهد الكافي لتحقيق هذا الهدف كما هو متمنٍ.
التمني في القرآن الكريم
التمني هو رغبة في طلب حدوث شيء ما والشيء المرغوب فيه دائما مفاجئ ويحمل في طياته الأمل والأشياء البعيدة المنال. إذا كان الممكن متوقعا، فالكلمات تحمل الأمل والعبارات تتعلق بذلك (ربما وأكون ربما) بعيدا عن الانطباع بأن وصول زيد كان متوقعا. الفرق بين التمني والطموح هو الممكن والمستحيل. لا يوجد أمل في المستحيل، حيث أن المعاني التي نرغب فيها هي مسألة رغبة تربطنا بالنفوس ونشتاق إليها بغض النظر عن مدى بعدها أو إمكانية تحقيقها، فالمسافة إليها قد لا تكون بعدا جغرافيا أو عقليا، بل بعدا في معنى الروح.
فعندما نقول: أتمنى لو كنت قد فعلت هذا أو لم أستطع فعل ذلك ، أو أردت التوقف عن هذا وذاك ، فأنت تشير إلى أنك تشعر بأبعاد هذا الفعل أو تلك القدرة أو تلك المواجهة ، أو ربما ليس بعيدًا الحال أو مع الآخرين ، لكن شدة عطشك لها يخدعه إلى الاستبعاد و قد تشعر الروح بالاكتئاب ، فتستبعد قريبًا ، وقد تتغلب على الشعور بالأمل.
يحتوي القرآن الكريم على ذكر التمني أكثر من مرة، حيث لا يغفل عنه، فنجد ذكره في آيات الله. لذلك، دعونا نتعرف على هذه الآيات معًا
- تم ذكر عبارة {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ} في كلام الله تعالى
- وفي قَوْلِه: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}
- وفي قول الله تعالى{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} [النِّسَاء: 73].
- في قول الله تعالى{لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} [غَافِرٍ: 36، 37].
- وفي قوله تعالى {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ}.
الفرق بين التمني والدعاء
الدعاء هو أن تستعين بالقادر على الاستجابة، وهو الله عز وجل. الدعاء هو الطلب الحقيقي، وهو عبادة يطلب فيها العبد ربه ويسأله. إنها من أفضل العبادات التي يحبها الله، وقد ذكرت في قول الله تعالى: `أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ۗ أإلٰه مع الله ۚ قليلا ما تذكرون` سورة النمل الآية 6.
بالنسبة للتمني، يعبر عن رغبة الفرد في تحقيق شيء ما أو هدف محدد دون طلب مساعدة من أي شخص آخر، ويتطلب تحقيق التمني بذل مجهود شخصي للوصول إلى هذا الهدف، وهذا يختلف تمامًا عن الدعاء الذي يتضمن طلب المساعدة من شخص آخر لتحقيق الأمنيات أو الأهداف المطلوبة.
مثال قول الله{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ” }سورة البقرة الآية 111.