أمثلة على اسلوب التعجب القياسي
أسلوب التعجب هو أحد الأساليب اللغوية والبلاغية في اللغة العربية، ويحمل معان ودلالات متعددة، ويدل على تميز شيء بصفة تثير الإعجاب والدهشة، ويستخدمه المتكلم للتعبير عن دهشته وإعجابه بصفة ما في شيء.
تعريف التعجب
وردتْ في كُتب النحو تعريفات عدَّة للتعجُّب، ومنها:
- إفراط التعظيم لصِفة المتعجّب منه.
- التغيير الذي يحدث يؤثر على النفس لأن السبب وراءه ليس مألوفًا.
- استعظام فِعل فاعل ظاهر المزية فيه.
- وقول ابن عصفور: استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي بسببها، ويستخدم المتحير بها للتمييز بينها وبين أمثالها أو نظيرها.
- التعجب هو رد فعل النفس ودهشتها عندما تشعر بأمر غير متوقع.
وأسلوب التعجب هو : هذا التعبير يستخدم للتعبير عن الشعور بالإثارة الذي ينشأ في النفس عندما يتم التقليل من شيء نادراً ما يعرف عنه الكثيرون أو يتم إخفاء سببه.
صيغ أسلوب التعجب
هما صيغتان للتعجب من الشيء، ويكونان على وزن `ما فعل` و `أفعل بـ`.
إن `إنشاء التعجب وإعجاب المتكلم وتأثره بهذه الصفة` هما فعلان ماضيان معناهما واحد.
- ما أفْعَلَ
ما: فعل ماضٍ على وزن أفْعَل + اسم منصوب: الرقم 6
أمثلة :
” ما أجْمَل الفضيلة ! “
” ما ألْطَف نسيمَك وقت الأصيل”
ما أجمل العلم! وما أقبح الجهل.
” ما أرْشَق الطيورَ ! “
” ما أجْمَل الأمواج !
- أفْعِل بـ
يتبع الفعل الماضي نمط “+ اسم مجرور مع حرف الجر “بـ
أمثلة :
” أحْبِبْ بأيامِهِ أحبب” .
” أبْلِغ باجتهادِهِ ! ” .
“الأفضل للرجل أن يكون صادقًا!
” أكْرِم بزيدٍ ” .
“أكرِمْ بعطائَِك ! “
شروط صيغة أسلوب التعجب
يجب توفر شروط معينة لاستخدام أسلوب التعجب، فمن بين هذه الشروط:
- أن يصاغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي، مثل :يعتبر الصدق شيئاً جميلاً (صيغ فعل التعجب من الفعل الثلاثي جمل)
- أن يصاغ فعل التعجب من الماضي ، مثل :ما أحسنَ القراءةَ .
- يصاغ فعل التعجب من الفعل القابل للتفاوت والتفاضل، مثل : تأتي صيغة التعجب (أشجع، أسرع) من الأفعال (شَجُعَ، سَرُعَ)، والتي يمكن تفاوتها، مثل القوي أشجع من الضعيف، أو الفهد أسرع من الأسد.
- يصاغ فعل التعجب من الفعل المتصرف، مثل :تعبيرات التعجب “أعظم” و “أقبح” تُشيران إلى الإعجاب والاستنكار بشدة، ويتم صياغتهما من فعلين متصرفين هما “عَظُمَ” و “قَبَحَ .
- يصاغ فعل التعجب من الفعل التام، مثل : المنزل لم يكن أنظف مما هو عليه الآن (فعل تام).
- يصاغ فعل التعجب من الفعل المثبت، مثل : أطهر الأفعال هي أفعال التعجب (أطهر)، وليست الأفعال المثبتة (طهر)، ولا يجوز استخدام الأفعال التعجبية من الأفعال المنفية .
- يصاغ فعل التعجب من الفعل المبني للمعلوم، مثل :كم يتمنى الجميع اللطف من الأطفال، فلنكن لطفًا معهم، وفعل التعجب (ألطفَ، وألْطِفْ) يأتي من الفعل “لَطَفَ”، ولا يمكن استخدامه من الفعل المبني للمجهول (لُطِفَ).
- لا يجوز استخدام صفة منتهية بأفعل للذكر على وزن فعلاء للمؤنث، مثل: ما أفضل المسجد، ما أتفه الرجل المتهاون، ولكن يمكن استخدام الصفة منتهية بألوان للتعبير عن مثل هذه الصفات، مثل: ما أحمر الورد، ما أخضر العشب.
- يتم التعجب عادةً من شيء حقيقي يحدث في الواقع، ولكن في بعض الأحيان يتم التعجب من أمور لم تحدث بعد، مثل قول شخصٍ ما: ما أحسن ما يكون علم هذا الطفل، أو ما أطول ما يكون الذراع.
- رغم أنها ليست دائمة، إلا أنه يمكن أن يعجبنا شيء غير دائم مثل سرعة رمي زيد.
أنواع أسلوب التعجب
أسلوب التعجب السماعي
التعجب السماعي هو التعجب الذي لا يتبع وزنا أو قاعدة، وفي اللغة العربية هناك العديد من العبارات التي لا يدرسها النحويون في قواعد التعجب مثل: أبيت اللعن، ولله درك، وقاتله الله من رجل، ويا لك من رجل، وتبارك الله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنه الاستفهام الخارج إلى التعجب كقوله تعالى:
- ” كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ”
- “أَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ”
- “الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ”.
أسلوب التعجب القياسي
يستخدم العرب للتعجب صيغتان استخدامًا قياسيًّا، أي مطردًا، وهما: التحليل الدقيق لكلام العرب حول استخدام الصيغ (ما أفعله) و(أفعل به) يوضح أنهم لا يستخدمون هاتين الصيغتين في كل فعل في اللغة العربية، إذ تتطلب هذه الصيغة الفعل الامتثال لسبعة شروط
- فعل ثلاثي (عكسه: فعل غير ثلاثي كـاستشفى).
- فعل تام (عكسه: فعل ناقص كـأَصْبَح).
- فعل متصرِّف (عكسه: فعل جامد كـلَيْسَ).
- فعل قابل للتفاوت (عكسه: فعل غير قابل للتفاوت كـمَاتَ وفَنِيَ).
- فعل مبني للمعلوم (عكسه: فعل مبني للمجهول كـرُمِيَ).
- فعل مثبت (عكسه: فعل منفي كـلَمْ يُنَافِق).
- ليس الوصف من الفعل على وزن أَفْعَل الذي مؤنثه فَعْلَاء (عكسه: وزن الفعل يصف الفعل الذي يكون مؤنثه فعلاء كما أن الوصف منه هو أعرج، عرجاء).
أمثلة على أسلوب التعجب القياسي
- ما أحسنَ العلمَ .
ما : هو اسم نكرة تامة يعني شيئًا غير محدد ويأخذ حركة السكون في محل رفع المبتدأ .
أحسن : فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره هو.
العلم : يظهر في آخر مفعول به فتحة مصوبة عليه، ويحل محل خبر المبتدأ في الجملة الفعلية.
- أكرمْ بالمروءة خُلقا.
أكرم : يأتي فعل الماضي على شكل الفتح المقدر على آخره، حيث يحذف السكون الذي تتطلبه صيغة الأمر وهو فعل التعجب.
بالمروءة : حرف الجر الزائد في `الباء`، و`المروءة` هي الفاعل المجرور بحرف الجر ولفظه مرفوع حكمًا على أنه الفاعل، وهو مضاف .
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
- ما كان أعظم انتصارنا .
ما : هو اسم نكرة تامة يعني شيئًا غير محدد ويأخذ حركة السكون في محل رفع المبتدأ.
كان : زائدة لا عمل لها.
أعظم : الفعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: هو.
انتصارنا : يتم تصريف المفعول به بالفتحة الظاهرة في آخره، وهو مضاف، و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- ما أقبحَ أن يقهرَ قوي ضعيفا.
ما : هو اسم نكرة تامة يعني شيئًا غير محدد ويأخذ حركة السكون في محل رفع المبتدأ.
أقبح : فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: هو.
أن : حرف مصدري ونصب.
يقهر : فعل مضارع معترف به بأنه، وعلامة نصبه هي الفتحة المظهرة في نهايته.
قوي : فاعل يقهر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
ضعيفا : يتم تفسير `مفعول به (ليقهر)` على أنه مصدر مفعول به لفعل مضارع وفاعله، ويأتي بحركة الفتحة الظاهرة في آخره، ويأتي الفعل `لأقبح` بعدها في محل رفع خبر المبتدأ، والتفسير الصحيح هو: `ما أقبح قَهْرَ قوي ضعيفاً`.
كيفية صياغة أسلوب التعجب القياسي
يصاغ فعل التعجب بواحدة من الوسائل التالية:
الطريقة الأولى : التعجب المباشر:
من كل فعل استوفى شروط التفضيل المباشرة: ما ألذ هذا الطعام، وهو ثلاثي وتام ومثت ومبني للمعلوم ومتصرف، وقابل للتفاوت، وليس الوصف منه على وزن أفعل، فكم نحن صابرون على الانتظار حتى ينضج
الطريقة الثانية : التعجب، بما في ذلك “أشّد” و “أشدد” وغيرها، يتلاشى مع وجود مصدر صريح
- ما أشد ازدحام الطريق (غير ثلاثي).
- ما أغرب أن تكون قاسيًا على ولدك (ناقص).
- كم هي جميلة زرقة السماء (وصفها بأفعالها)
- موت شخص ما هو بشع (غير قابل للجدل)
الطريقة الثالثة : التعجب بواسطة قوة أو شدة وما شابههما يرتبط بمصدر يفسره
- الأسوأ هو عدم الاستمرار في دروسك (نفي)
- ما أشد أن يتعرض والدك للإذلال وتكتم الصوت. (صيغة المبني للمجهول)