ألقاب الجزائريين في كاليدونيا الجديدة .. وماسبب إقامتهم بها
اين تقع كاليدونيا الجديدة
تقع كاليدونيا الجديدة في جنوب غرب المحيط الهادئ في أوقيانوسيا، ويعتقد بعض الناس أنها تقع في قارة أستراليا، ولكن الفرق بين أوقيانوسيا وأستراليا هو أن أستراليا تقع في أوقيانوسيا، بينما تقع كاليدونيا الجديدة في جنوب فانواتو شرق أستراليا على بعد 17000 كم (11000 ميل) من متروبوليتان فرنسا .
تظهر خريطة كاليدونيا الجديدة أيضا أنها تنتمي إلى ميلانيزيا، وتتألف كاليدونيا الجديدة من مجموعة من الجزر بما في ذلك أكبر جزيرة هي جزيرة غراند تير وجزر لويالتي وغيرها، ونوميا هي العاصمة وأكبر مدينة في المنطقة.
كما يبلغ طول كاليدونيا الجديدة 400 كيلومتر، وهي تنقسم إلى إقليم شمالي وجنوبي، وتشمل أيضا أرخبيل بيليب في الشمال الغربي وجزر إيل دي بين في الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى جزر لويالتي أوفيا وليفو وتيغا وماري في الشمال الشرقي من الجزيرة الرئيسية. وتعتبر اللغات المنطوقة فيها هي الفرنسية (الرسمية) وأكثر من 30 لهجة ميلانيزية بولينيزية.
المسافة الحقيقية بين الجزائر و كاليدونيا الجديدة
يبلغ المسافة بين الجزائر وكاليدونيا الجديدة 18221 كيلومترا (11322 ميلا)، وعند استخدام سيارة ستستغرق حوالي 221.7 ساعة للوصول إلى نوميا كاليدونيا الجديدة دون توقف، بالسرعة الثابتة 80 كيلومترا في الساعة، وستستغرق الرحلة بالطائرة حوالي 29.56 ساعة للوصول إلى نوميا كاليدونيا الجديدة مباشرة من الجزائر العاصمة.
ألقاب الجزائريين في كاليدونيا الجديدة
يعرف الجزائريون في كاليدونيا الجديدة بلقب جزائريو المحيط الهادئ أو جزائريو كاليدونيا الجديدة، وهم مجموعة من الرجال تم ترحيلهم بواسطة السلطات الفرنسية إلى معسكرات العمل في جزر كاليدونيا الجديدة في عام 1873، قبالة سواحل أستراليا.
يعد نظام الحكم في كاليدونيا الجديدة فريدًا من نوعه في فرنسا، حيث تم إنشاء مؤتمر إقليمي (كونغرس كاليدونيا الجديدة)، ووفقًا للاتفاقية، تم تمكين الحكومة المحلية بشكل متزايد من خلالتنفيذ التدريجي لانتقال السلطات من فرنسا.
يعتمد اقتصاد كاليدونيا الجديدة بشكل كبير على تعدين النيكل والسياحة، ومع ذلك فإن غالبية السياح يأتون من فرنسا ونيوزيلندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
ما هو سبب إقامة الجزائريين في كاليدونيا الجديدة
السبب وراء إقامة الجزائريين في كاليدونيا الجديدة يعاقبون به لمشاركتهم في انتفاضة 1871 ضد الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وأكثر المبعدين هم الذين شاركوا في ثورة المقراني عام 1871. كانت هذه الثورة تنطلق من سوق أهراس بزعامة محمد قبلوني في شرق الجزائر، ثم امتدت الانتفاضة في جميع أنحاء الجزائر حتى وصلت إلى برج بوعريريج والقبائل. ثورة المقراني كانت أكبر انتفاضة ضد الإدارة الاستعمارية الفرنسية منذ غزو الجزائر عام 183.
قاد الشيخ المقراني وبومزرك المقراني والشيخ الحداد الثورة، ولكن انتهت الثورة بعد عام من المقاومة الشديدة ضد الغزاة الفرنسيين، وعقاب الثورة كان إبعاد جميع المقاومين بما في ذلك عائلة المقراني والرزقي.
تم ترحيل أكثر من 2000 جزائري الذين اعتبرهم الفرنسيون متمردين، إلى جزيرة في المحيط الهادئ في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أثناء سفرهم عن طريق البحر، وتوفي بعضهم بعد رفضهم تناول لحم الخنزير، وتم سجن آخرين في سجون في كاليدونيا الجديدة. وتم ترحيل المستوطنين الأوائل من هذا المجتمع بين عامي 1873 و 1874، وفي الوقت الحاضر يعيش الغالبية العظمى في وادي نساديو بورايل، وهي بلدة صغيرة بالقرب من الوادي.
غالبية الأشخاص الحاليين في كاليدونيا الجديدة هم من أحفاد المشاركين في ثورة موكراني عام 1871، وهذه الثورة اندلعت في سوق أهراس بزعامة محمد قبلوني في شرق الجزائر، وانتشرت الانتفاضة في جميع أنحاء الجزائر حتى وصلت إلى برج بوعريريج والقبائل.
قصة الجزائريين في كاليدونيا
جرت محاكمات الجزائرين في مدينة قسنطينة في مايو 1873 حيث تمت محاكمة 212 شخصاً التي ضمت 74 من القادة والشيوخ البارزين المتهمين بالمشاركة في ثورة المقراني وتم استجوابهم ومحاكمتهم لتورطهم في العمل الثوري ضد الفرنسيين وشملت وجهات الترحيل مدينة بريست الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من فرنسا بالإضافة إلى العديد ممن خضعوا لمحاكمات ثانية في وهران في غرب الجزائر قبل ترحيلهم في النهاية إلى فرنسا مرة أخرى وكانت هذه بداية فقط.
تم إرسال أغلبهم إلى السجون في متروبوليتان فرنسا في البداية، حيث تم إرسالهم في الأساس إلى سجون Château d’Oléron أو Saint-Martin-de-Ré، ثم تم نقلهم إلى Fort Quélern الواقعة قرب بريست، وتم إرسال 29 منهم إلى وهران حيث تم القبض عليهم مؤقتا قبل نقلهم إلى Fort Quélern، وكان لديهم الجنسية التالية: 1702 جزائري و63 تونسي و48 مغربي و7 سوداني.
وامتدت فترة المحاكمات والترحيل على مدى 28 عاماً بين 1867 – 1895 حيث تم نقل 2166 سجيناً من شمال إفريقيا إلى كاليدونيا الجديدة وغالبية السجناء كانوا جزائريين مع أقلية من المغاربة والتونسيين الذين وصلوا إلى كاليدونيا الجديدة في 42 قافلة والمهم أن نلاحظ أن المرحلين لم يُسمح لهم بمرافقة زوجاتهم وأطفالهم ومن ثم كان أول جزائريين في كاليدونيا الجديدة من الرجال.
الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة
كان محمد بن إبراهيم أول جزائري يتم نقله إلى كاليدونيا الجديدة في 9 مايو 1864، وتوفي العديد من الجزائريين خلال هذه الرحلة التي استمرت 150 يوما عبر العالم إلى المحيط الهادئ، معاناة من الخوف والجوع والاكتئاب. كان الهدف من قبل الفرنسيين تشويه هوية المبعدين الجزائريين وتدميرها، من خلال رفض إعادتهم إلى وطنهم في الجزائر بمجرد انتهاء عقوباتهم في معسكرات العمل.
الاغتراب الثقافي وحظر الأسماء العربية
- فروضوا الاغتراب الثقافي عن طريق رفض أي امرأة أو أطفال في هذه الرحلة، وفروضوا زيجات جديدة على هؤلاء الرجال الجزائريين من سكان جزر كاليدونيا الجديدة (الكاناك) أو النساء الفرنسيات وأكثر من ذلك، حيث تم حظر الإسلام وكان على جميع الرجال وعائلاتهم الجديدة اعتناق الكاثوليكية وأيضا جميع الأطفال التحاقهم بالمدارس الكاثوليكية
- كما تم تحظير الأسماء العربية ولم يسمح الاستعمار الفرنسي إلا بالأسماء المسيحية ولم يتم رفع الحظر حتى عام 1930 حيث يمكن للأسماء الفرنسية بيير وفيليب أن تعود إلى أسمائها الأصلية مثل قادر وعلي ومحمد ونفيت كان ذلك شكلا من أشكال القمع السياسي الذي تسبب في جروح عميقة واقتلاعهم من جذورهم وفصلهم عن الأرض التي أطلق عليها اسم الوطن وتم إجبارهم على نبش قبور إخوانهم
- أثناء لعب الميليشيات الفرنسية للورق، تم عرض قطعة أرض بعد انتهاء عقوبتهم، ولكن لم يتم تقديم المشورة أو المساعدة لهم حول كيفية إعداد مستقبلهم، ومازال الحزن يكمن في الاستعمار من خلال استعمار آخر. الجزائريون اعتادوا على استعمار كاليدونيا الجديدة، بينما كانوا هم أنفسهم مستعمرين من قبل الفرنسيين.
عدد الجزائريين في كاليدونيا الجديدة
يعيش حوالي 15000 من أحفاد المرحلين في كاليدونيا الجديدة اليوم، وقام الأحفاد بتأسيس `جمعية الأصدقاء العرب` عام 1969 لدعم قصتهم والحفاظ على ذكرى أسلافهم. يشير سليل المبعدين إلى أسلافهم على أنهم عرب قدامى. على الرغم من أن أحفاد المرحلين يرون أنفسهم كاليدونيين، فإنهم يشعرون بالعاطفة تجاه الجزائر التي غرست فيهم من قبل أجدادهم. عدد من أحفاد المرحلين عادوا إلى موطن أجدادهم في الجزائر.
تعتبر رؤية الجزائر بالنسبة لجزائريي كاليدونيا الجديدة هي طقوس العبور، حيث يشاهد الكثيرون المحيط ينهار ويتحول إلى نيساديو، ويطل المسجد الكبير على المياه التي تربط الجزائر وكاليدونيا الجديدة، ويمكنأن يعيدهم هذا البحر في يوم ما إلى جذورهم.