ألب أرسلان أهم سلاطين السلاجقة
السلطان الشجاع الأسد محمد، المعروف في التاريخ باسم ألب أرسلان، هو السلطان الذي قاد المسلمين في العديد من المعارك، بما في ذلك معركة ملاذ كرد وغيرها من المعارك الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ، وله الفضل في القضاء على الروم، وهو أحد ملوك السلاجقة المسلمين. يعتبر من الشخصيات الشجعان والبارزة في التاريخ .
السلاجقة المسلمين
نجحت الدولة السلجوقية في القرن الخامس الهجري ، من إقامة دولة إسلامية قوية في خراسان ، و قد كانوا يتبعون الخلافة العباسية ، تلك الدولة التي اتسعت أطرافها بسرعة هائلة ، فتمكنت من السيطرة على إيران و العراق و غيرها ، و كانت عبارة عن عصر جديد للدولة العباسية ، اسماه المؤرخون بعصر النفوذ السلجوقي ، فقد كانت السلطة الفعلية للبلاد تحت أيديهم ، و كانت الخلافة العباسية مجرد مظاهر ، و يعد طغرل بك مؤسس هذه الدولة .
السلطان ألب أرسلان
بعد وفاة طغرل بك، لم يكن لديه ولد يمكنه أن يحكم تلك الدولة، وحدث نزاع على الحكم. ثم تمكن ألب أرسلان، ابن أخيه، من تولي الحكم في البلاد. واشتهر بكونه قائدا ماهرا وشجاعا ومقداما. اعتمد سياسته على تثبيت أركان حكمه في البداية، ثم بدأ في التوسع وضم العديد من البلدان إليه. كان معروفا بحبه للجهاد في سبيل الله ورغبته في نشر الدعوة الإسلامية. فروح الجهاد الإسلامي كانت تحرك جميع فتوحاته ومعاركه. لذا، يعتبر ألب أرسلان أحد القادة المسلمين المؤثرين في تاريخ الإسلام .
فتوحات السلطان ألب أرسلان
بعد استقرار الأمور في جميع أنحاء دولته، بدأ ألب أرسلان بالتطلع لفتح البلدان المسيحية والتخلص من الفاطميين الشيعة، وكان هدفه الأساسي توحيد المسلمين تحت راية الخلافة السنية العباسية .
– بدأ ألب أرسلان في إنشاء جيش كبير، وبدأ في الهجوم على بلاد الأرمن وجورجيا، وتمكن بالفعل من فتحهم وضمهم إلى دولته، وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي كانت تتبع المذهب الشيعي، وقد أرسل أحد قادته إلى الشام وتمكن من الاستيلاء على الرملة وبيت المقدس، من الخلافة الفاطمية بعدها استولى على عسقلان، وكان يهدف إلى الوصول إلى مصر قلب الخلافة الفاطمية وقتها .
ملاذ كرد أشهر معارك ألب أرسلان
تلك الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان ، أغضبت امبراطورية الروم فقاموا بعمل حملات ضده ، و دخلوا في مناوشات عديدة معه كان من أهم المعارك التي وقعت بينهم معركة ملاذ كرد ، في عام 436 هجريا و قد كان عدد جنود المسلمين ، في تلك المعركة لم يتعدى ربع عدد جنود الروم ، و عندما وقف الفريقان نزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه و سجد لله ، و دعاه أن ينصره و خطب في جنوده من أجل تقويتهم ، و قد نصره الله فعلا و تمكن المسلمين ، من أسر ملك الرومان رومانوس و كانت فديته ألف ألف دينار ، و قد تمكن ألب أرسلان في تلك المعركة من القضاء على الروم ، و كانت معركة فاصلة في تاريخ المسلمين لم تقل أهميتها عن أشهر المعارك المعروفة .
وفاة ألب أرسلان
لم يستمر السلطان ألب أرسلان في النجاح الذي حققه لفترة طويلة، حيث تم قتله بعد معركة ملاذ كرد بفترة قصيرة، عن عمر يناهز الأربعين والأربع سنوات، ولم يتمكن من جني ثمار هذا النصر. وخلفه في الحكم ابنه ملكشاه، الذي تميز عصره بالإنجازات العسكرية والحضارية .